احدث الاخبار

اللعب بالنار

اللعب بالنار
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 19-07-2011

قوى الصراع في البلد تصر على معاقبتنا وإدخالنا في دوامة التخبط وملهاة التيه وكانَّا دُمى وليس بشر تحكمهم حياة ويتعاطون مع أحاسيس ولهم مشاعر .ستة شهور ونحن على أعصابنا نتحمل أخطاء الساسة وخصومات القادة وصراع المصالح في لعبة قذرة ليس لنا فيها ناقة ولا جمل .

 

ضحايا لا أكثر , هذه هي الحقيقة التي غابت عن أقطاب الصراع وهم يحملون معاناتنا وهمومنا وأحمالنا المثقلة بأعباء الحياة وضيق المعيشة كما يزعمون , ونحن على يقين أنَّا آخر ما يُفكر به خصوم اليوم وشركاء الأمس .

 

الكل يراهن على ضعف قوتنا وحجم جهلنا وقلة وعينا وحيلتنا وهواننا عليهم جميعاً , ونحن أثبتنا حكمتنا في تعاطينا مع الأزمة ونظرتنا لأقطاب الصراع ورؤيتنا للنتائج وإدراكنا لحجم الخسائر والعواقب .

 

شعب يمتلك ستين مليون قطعة سلاح مختلفة كما تقول التقارير , الخفيفة والمتوسطة وأخيراً الدبابات والمدافع وقاذفات الكاتيوشا وأطقم راجمات الصواريخ , يعني صار البعض يمتلك الأسلحة الثقيلة , العالم يتخوف منا ومن بلاوينا ويحذر من انهيار هذا البلد المهدد بالإنفجار في أي لحظة وتَحَوُّله صومالاً جديداً .

 

العالم بهكذا حال وَضَعَنَا في سُلَّم أولوياته وأول اهتماماته إن لم يكن حباً فينا وهذا بعيد , فحفاظاً على مصالحه وهذا هو الراجح .

 

من خلال الأزمة التي تطحننا منذ ستة أشهر مصحوبة بالتعبئة والتحريض التي يمارسها كل طرف مع أنصاره ضد خصمه وأنصاره , والإحتقان الشعبي الذي خلَّفته هذه التعبئة في نفوس الجماهير , والحالة النفسية التي أثَّرت في الناس بشكل عام بسبب تدهور الوضع الإقتصادي والمعيشي والمعاناة التي خلَّفها , ونُذُر المجاعة التي تلوح في الأفق فيما لو استمر الحال على ما هو عليه نظراً لانعدام المشتقات النفطية , فإن الشعب اليمني قد آثر الصبر على التهور والحلم على الغضب والأناة على الحماقة بحكمة وعقل لم يكونا على البال .

 

لم نتقاتل ولم نُشعل حرباً أهلية ولم نصل إلى مستوى القتل الذي وصلته الثورتان التونسية والمصرية في أقل من عشرين يوماً بينما نحن ستة شهور .

 

ألسنا شعب مسلح ؟

ألسنا من يملك ستين مليون قطعة سلاح ؟

ألسنا من يقلق العالم ويجلب له الصداع ؟

ألسنا من أكثر الشعوب جهلاً وأمية ؟

ألسنا بلد مذهبي تعددت الأيديولوجيات الدينية بعد غزو الفكر المتطرف للساحة اليمنية بتمويل خارجي وتسهيل رسمي ؟

ألسنا من أكثر الدول فساداً وتقييماً في التصنيف العالمي ؟

كل ذلك نعم , لكنَّا أدهشنا العالم بِرُقِيِّنَا وتحضُّرنا خلال هذه الأزمة .

لكني أخشى لو طال أمدها أن تتحول إلى ثورة جياع تنطلق من تحت الرماد فلا يمكن معالجتها ولا إيقافها , وحينها ينتهي اللعب بالنار والوبال على الكل دون استثناء .

 

محطة القحوم النموذجية :

مع أزمة المشتقات النفطية ومسلسل الإحتكار الذي برز في السوق بلا ضمير مستغلاً حاجة الناس مصحوباً بانفلات أمني وغياب الرقابة , برزت محطة الأمل لصاحبها عبدالكريم القحوم المواجهة لمستشفى الشرطة من الجهة الجنوبية كأنموذج غاية في الروعة وتقديم الخدمات والتنظيم والإدارة بشهادة الجميع , حتى أنها حضيت بشهادة صحيفة الثورة الرسمية في أحد أعدادها الصادرة بناءً على شهادة الزبائن , ومن يومها – أي ظهور الثناء على المحطة وإدارتها - لم تحض من بعدها بقطرة بترول , وصارت السيارات واقفة أمامها منذ أكثر من شهر أملاً في بترول دون جدوى – ومن أراد التأكد فزيارة إلى هناك تجود بالخبر اليقين - يبدوا أن النزاهة لم ترق لشركة النفط والقائمين على عملية توزيع المشتقات النفطية .

فهل للنزاهة دور في الحرمان ؟

أم أن للإسم الدور في ذلك كما تعودنا مؤخراً من فرز الناس عنصرياً ؟

أم أن الإثنين معاً هما السبب ؟

سؤال يوجه لمن بيدهم التوزيع والإجابة في بطونهم , وعند جهينة الخبر اليقين !!!

عدد القراءات : 3059
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات