احدث الاخبار

جــكـــر فـــي دحـــلان

جــكـــر فـــي دحـــلان
اخبار السعيدة - بقلم - المناضل / توفيق أبو خوصة         التاريخ : 18-07-2011

تعيش حركة فتح حالة من غياب الإتزان والتوازن في التوفيق والموائمة بين أهدافها الكبيرة والخلل البنيوي والقيادي فيها ، مما جعلها تمر بأصعب مرحلة في تاريخها حيث مشروعها السياسي وصل إلى طريق مسدود بإدارة إسرائيل ظهرها لمتطلبات السلام الشامل والعادل ، وتواطؤ المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة مع الطموحات والمرامي الإسرائيلية ، أما على صعيد الساحة الفلسطينية فإن إتفاق التوافق على المصالحة الوطنية لا زال يراوح مكانه تتجاذبه الضغوط والمؤثرات الخارجية والداخلية وبدأت الآمال تتبدد في إمكانية تطبيقه بالمدى المنظور بالرغم من المواقف العلنية لمختلف الأطراف التي تتمسك بضرورة وأهمية إنجازه وتطبيقه ، أما الوضع الداخلي لحركة فتح فهو الآخر لوحة مأساوية مسكوت عنها والوقت لا يسير أو يشير بإتجاه الخروج من تلك الدوامة في القريب ، وقد كانت قضية فصل عضو اللجنة المركزية محمد دحلان من الحركة أحد التعبيرات والشواهد الفجة لعمق الأزمة الداخلية في الحركة والتي أدت إلى حالة من القسمة أو الإنفصام في الحالة الحركية وصلت إلى مفاصل ومكونات رئيسية فيها على مختلف المستويات ، ويؤكد المراقبون بأن هناك وضع مزري تعيشه حركة فتح في مستوياتها القيادية التي فشلت حتى اللحظة في تأمين المقومات المطلوبة لإستنهاض وتفعيل وتطوير الآداء الحركي ليلائم حجم وطبيعة التحديات القائمة .

مع أن الإحساس والشعور بالإهمال وعدم قدرة القيادة على القيام بواجباتها إتجاه قواعدها التنظيمية والجماهيرية هو السائد ويتعمق هذا الشعور كثيراً خاصة في قطاع غزة بحكم خصوصية الظروف التي يعيشها ولا ينكر أحد بأن تفجير قضية محمد دحلان في هذه المرحلة عزز تلك المشاعر السلبية ، وفي الوقت الذي يفاخر الرئيس أبو مازن بأنه يوفر لغزة وأهلها ما نسبته 58% من موازنة السلطة وأنه الغزاوي الأول والأحرص على غزة وأبنائها ، (مع ملاحظة أنه يحمل بطاقة هوية تقول بأن مكان سكنه مدينة غزة) ... إلا أن المواطن الغزي لا يدري أن يصدق نفسه أم يكذبها ... في ضوء الإهمال والتهميش الذي تتعرض له غزة وقضاياها على أجندات القيادة الفلسطينية ،،، وهنا نتقدم للرئيس أبو مازن بنصيحة جكر في محمد دحلان وما يقال عن تزايد شعبيته في غزة بأن يبادر الرئيس لإتخاذ عدة قرارات مرتبطة به أو بحكومته لسحب البساط من تحت أرجل خصمه الجديد وحليفه القديم دحلان ، مثل إعادة منتسبي 2005 إلى سلك الوظيفة العمومية ودفع مستحقاتهم المتأخرة وتسوية أوضاعهم في الرتبة والراتب ، وكذلك الإيعاز بإدراج الموظفين المدنيين والعسكريين في هيكليات المؤسسات التي يتبعون لها ومنحهم ترقياتهم ودرجاتهم المستحقة في كافة القطاعات الوظيفية ، وتقديم برامج عمل وتشغيل وإستيعاب ومساعدات للعمال والخريجين ، والتعامل مع قطاع غزة كمنطقة منكوبة تمنح كل التسهيلات والإمكانيات اللازمة لها ووضعها على رأس سلم الأولويات الوطنية ، والعمل على تطوير قدرات الكادر العسكري والامني والمدني وإشراكهم في الدورات والبعثات الدراسية والتدريبية ، وتوجيه حكومته للإهتمام بالقضايا الإغاثية والتنمية الإجتماعية ومتابعة الشرائح المهمشة والأسر الفقيرة وذوي الشهداء والجرحى من ضحايا الإنقلاب والعدوان الإسرائيلي ، وعدم ترك هؤلاء فريسة للضغط والإستقطاب الحمساوي وغيره كما هو حاصل ..

نعم السيد الرئيس ليس فقط جكر في دحلان بل لأن واجبك الأساس يتطلب ذلك ولكن لنضرب عصفورين بحجر ، نقوم بالواجب ونكسب التأييد ولا ضير في ذلك ، حتى وإن كان في صيغة قرارات تنفذ لاحقاً إذا إنقشعت سحب الازمة المالية الحالية . وهي إشارات عملية تنفي ما يقال عن أن غزة مستهدفة في كل شيء بما فيه قضية عضو اللجنة المركزية محمد دحلان التي وضعت في هذا الإطار دون أن يقدم أحد دليلاً على أن الحكم على الأشياء بهذا المقياس خاطئ على الأقل من وجهة نظر المواطن العادي.

عدد القراءات : 2701
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات