احدث الاخبار

أيهما الأفضل ؟ الواقع البائس ( 2 )

أيهما الأفضل ؟ الواقع البائس ( 2 )
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 17-07-2011

في وضعٍ وحياةٍ كاللَّذين أتت تفاصيلهما في الجزء الأول من الموضوع , وكأيّ مواطنٍ في هذا الوطن وهذا الكون كنت أطمح وآمُل في :

• فرض هيبة الدولة بقوة القانون وسيادته على الصغير والكبير , الوزير قبل الفقير .

• محاربة الفساد وكشف فضائحه وتقديم الفاسدين إلى القضاء وإطلاع الرأي العام على التفاصيل , واستعادة المال العام المنهوب والمهبور .

• إصلاح القضاء وتأديب المتورطين في مفاسده , وتفعيل الدور المحوري لأجهزة الرقابة والمحاسبة التي لم تكشف أحداً , وكشف الملفات المجمدة والمنسية والمتغاضى عنها عمداً .

• إعادة الإعتبار للإقتصاد الوطني الذي بعودة اعتباره عودة اعتبار المواطن اليمني .

• تحقيق مبدأي العدالة والمساواة , ومنح الحرية الدينية لكافة شرائح المجتمع اليمني بمختلف توجهاتهم الفكرية والمذهبية .

هذه الركائز الخمس هي الخطوط العريضة ليمنٍ حرٍ وهي مطلب كل يمني ومن خلالها سيتحقق المأمول وتعود اليمن كما كانت ( السعيدة ) .

مع التغيير من أجل اليمن :

بدأت حركات التغيير ( الربيع العربي ) مبشرة بتحقيق الآمال وبلوغ المقاصد ونيل المنى .

نجح التونسيون في خلع بن علي وتلاهم المصريون بخلع مبارك – ولم يتغير شيئ والتغيير في كلا الحالتين لم يأت بالأفضل ولم تتغير سوى الزعامات والمخاطر تحوط البلدين من كل جانب – فاعتقد الليبيون واليمنيون أن اللقمة سهلة المنال وتفاجئوا بحائطٍ صلبٍ , لم يدرك الثوار الواقع ولم يستغلوا فرص الإصلاح وبوادر التغيير , كما لم يستوعبوا المواقف الدولية والشعبية .

كان سُعَار التغيير قد بلغ المنتهى وفرضية التراجع ضربٌ من الخيال , وهذا حقيقة الراهن في اليمن وليبيا وسوريا .

النتائج التي أفضت للتغيير في تونس ومصر لم تكن لتنجح , وما كان الزعيمان لِيُسَلِّما بتلك الطريقة السهلة والمُذلة المخزية لولا علمهما الأكيد ألَّا شعبية لهما وأن المواقف الدولية تقف ضدهما إن لم تكن هي المحرك الأساس .

( ما كل البرم لسيس ) كما يقال في المثل , هذا ما لم يدركه التغييريون في اليمن وسوريا وليبيا , من يدرك الواقع يعلم أن النظام اليمني يتمتع بما لا تتمتع به سوريا وليبيا فهما تواجهان مؤامرات دولية وإقليمية , وفي نفس الوقت تحضيان بقوة شعبية تضمن لهما المقاومة والصمود , بخلاف النظام اليمني الذي يتمتع بقوة شعبية تُصِرُّ المعارضة وقوى الثورة على الإستهانة بها والتنقيص من حجمها , كما يستند لدعم دولي يعلم علم اليقين حقيقة ما يجري في اليمن أكثر من المعارضة وقوى التغيير , وهذان العاملان ساهما في بقاء النظام وصموده في حين لم تحقق الثورة ومشروع التغيير أيّ نتائج باستثناء تغيير حياتنا نحن وهذا الشاهد :

ساعة من الكهرباء في اليوم الواحد .

إرتفاع الأسعار ما بين 30% و80% باستثناء المشتقات النفطية فالإرتفاع بلغ 1000% .

تعطل الحياة والمعائش .

قطع الأرزاق .

أكاديميات عملاقة للعداء والشحناء والكراهية والأحقاد والسباب والملاعنة .

ما يربو على ألف شهيد وآلاف الجرحى والمصابين .

خراب ودمار ( الحصبة وأبين وتعز وأرحب والجوف دلائل حية )

إنهيار الإقتصاد الوطني .

تفكك النسيج الإجتماعي بشكل مخيف .

هذه وغيرها الكثير من بركات التغيير وبُشريات المستقبل المجهول , ومع كل ذلك فلا يزال خصوم السياسة يُصرون على الدفع باتجاه التصعيد بشكل يوحي بانتحار سياسي غريب .

بين حالتين :

تطرقت للواقع الحقيقي البائس الذي نعيشه قبل ظهور حركة التغيير بكل صدق وشفافية ودون تحيُّزٍ وتزلف كما يحلو للبعض نعتنا , واضعاً اليد على جرح الوطن وأنين المواطن , وآماله في الإصلاح والتقويم , ثم عرجت على التغيرات الكبيرة التي أصابت الوطن والمواطن منذ ولادة حركة التغيير والمخاوف من قادم الأيام , فكانت النتيجة أن النظام لم يتغير وحياتنا هي ما تغير فأيها الأفضل :

• الماضي ؟

• الواقع الحاضر ؟

• المستقبل المجهول ؟

بالتأكيد صارت العودة للماضي – ما قبل ستة شهور – بالنسبة للمواطن اليمني حلماً وطموحاً بعد أن وصلت معيشته إلى ما وصلت إليه , متمنياً عودة الأوضاع لسابق عهدها , راضياً قانعاً ومن لا زال مُنكراً فخروجٌ لمرةٍ واحدة ومقابلة الناس وسؤالهم تنبيه بالخبر اليقين .

بالتالي عرفنا الأفضلية أين تكمن .

عدد القراءات : 4112
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات