احدث الاخبار

الوطن هو الطيب، يا طيب

الوطن هو الطيب، يا طيب
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 16-07-2011

وزع عبر البريد الإلكتروني مقال تحت عنوان: "الأخ أبو الطيب، إنك الطيب" يبكي فيه الكاتب غياب صديقه أبو الطيب عن ساحة التأثير السياسي الفلسطيني، وينعي خالي الأيام، عندما كانوا هم القرار، ويتوعد الخصوم من غضبه في قادم الأيام، مقال يتحدث عن خصومة داخل حركة فتح لا ناقة لمعظم الشعب الفلسطيني فيها ولا جمل، وكدت أن أحذف المقال، لولا انتباهي لبعض القضايا المثيرة التي كشفت بعض الأسرار ومنها:

1ـ: كاتب المقال يتهم حركة فتح بأنها لا تؤمن بالعملية الديمقراطية إلا إذا فصل ثوبها على مقاس الحركة، فهو يقول: "كم حذرنا أبو مازن من مغبة الاستمرار في لعبه الانتخابية، وكم هي التقارير التي رفعناها له لعدم جاهزية فتح للانتخابات". سأذكر القارئ: أن حركة فتح التي لم تجهز نفسها لانتخابات سنة 2005، قد  انطلقت سنه 1965، وقد فازت بانتخابات المجلس التشريعي سنه 1994، تلك الانتخابات التي لعب البعض بنتائجها كما يحلو له ـ وأنا على ذلك من الشاهدين ـ فكيف تكون حركة فتح سنة 2006، وهي التي تمتلك السلطة، والمجلس الوطني، والمجلس المركزي، وقيادة المنظمة، وتسيطر على كل المؤسسات؟ كيف تكون بعد أربعين سنة من انطلاقتها غير جاهزة للانتخابات؟ ومتى ستكون جاهزة؟ ألا يفرض هذا السؤال على كل شريف من حركة فتح أن يفتش عن الجواب لا عن التبرير والعتاب.

2ـ أورد كاتب المقال معلومة جديدة مذهلة، تتدحرج أمام باب كل رجل شريف من رجال فتح، هذه المعلومة تقول: إن شباب فتح قد غضبوا عندما أنزل ابن السيد محمود عباس صورة الشهيد أبو عمار من أمام المجلس التشريعي، الصورة التي يشير فيها "أبو عمار" إلى القدس قائلاً: "لن يكتمل حلمي إلا بك يا قدس" فكيف يصير السكوت على هذه الجريمة؟ وكيف يصير الوطن بين عشية وضحاها ملكاً خالصاً للسيد عباس وأبنائه الأبرار الذين تجرءوا على صورة الشهيد! ألا يعكس ذلك الموقف نوايا مبيته ضد أبو عمار وسيرته النضالية؟ وهنا لا بد من التذكير أن حركة حماس، وقادتها الذين يعدون أنفسهم خصوم السيد ياسر عرفات السياسيين، ما زالوا يحترمون الرجل، ويعلقون صورته في مكاتبهم، وفي المجلس التشريعي، وفي كل مكان، اعترافاً منهم بدوره النضالي، ورفضه كامب ديفيد "2" ولأنه أول رئيس فلسطيني. إن الذي غفر لابن السيد عباس جرأته على صورة أبو عمار، ولم يتجرأ على محاسبته في حينها، هو نفسه الذي يقف اليوم متهماً في القفص الذي أمسك بمفتاحه أبناء محمود عباس.

3ـ كاتب المقال لم يوقع باسمه، وإنما انتحل اسماً آخر، ويقول في تبرير ذلك: وليس جبنا فينا ولا خوفا من قطع الراتب، ولكن حفاظا علي الحركة وتماسكها قررت عدم كتابة المقال باسمي". يا سبحان الله! ما هذه الشجاعة يا رجال أبو الطيب، وما هذه البطولة التي يجب أن تدرس في مدارس الثورة! إن شعبنا يقول لكم: اللهم لا شماتة؛ فأنتم الأصل في كتابة التقارير السرية التي قطعت رواتب آلاف الموظفين، اليوم صار غيركم يكتب فيكم التقارير السرية التي تقطع رواتبكم! إنها الأيام دولٌ بين الناس، لأن غداً سيأتي طرف ثالث ويكتب في الآخرين تقارير سرية لتقطع رواتبهم، ليكون العقاب من جنس العمل، وتتجرعون كأس القهر نفسه الذي أسقيتموه لمن انتمى للوطن فلسطين، مع الفارق في المواقف؛ فأنتم تختبئون وراء أسماء وهمية، وتسمون ذلك بطولة؟!

عدد القراءات : 2456
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات