شعبان شهر السقي وليلة منتصفه
شهر شعبان من الأشهر العظيمة التي منحها الله تعالى فضلاً عظيماً ومآثر متعددة فهو مقدمة الشهر الكريم رمضان , وقد جاء أن رجب شهر الله وشعبان شهر رسول الله ورمضان شهر أمة رسول الله , وقيل : رجب شهر الزرع وشعبان شهر سقي الزرع ورمضان شهر الحصاد , وقيل : رجب كالريح وشعبان كالغيم ورمضان كالمطر , وقد سُمي شعبان بهذا الإسم لأن الخير يتشعب فيه .
روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر , ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان .
كما روت أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله عليها : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان .
ليلة النصف من شعبان:
ليلة فاضلة كريمة تسمى عند الناس الليلة الشعبانية في إحيائها فضل عظيم :
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " أتاني جبريل في ليلة النصف من شعبان فقال : يا محمد إرفع رأسك.
فقلت : ما هذه الليلة ؟
قال : هذه ليلة يفتح فيها أبواب السماء .
فقلت : يا جبريل : وما هذه الليلة ؟
قال : يفتح فيها ثلاثمائة باب من الرحمة فيغفر الله لجميع من لا يشرك بالله شيئا إلا أن يكون ساحراً أو كاهناً أو مشاحناً أو مدمن خمر أو مصراً على الربا فإن هؤلاء لا يغفر لهم حتى يتوبوا " .
فخرج النبي إلى بقيع الغرقد فصلى وسجد فبينما هو ساجد يبكي ويقول : " أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد "
حتى إذا كان في بعض الليل نزل جبريل فقال : يا محمد إرفع رأسك إلى السماء , فرفع رأسه فإذا أبواب الرحمة مفتوحة , على الباب الأول ملك ينادي : طوبى لمن ركع في هذه الليلة , وعلى الباب الثاني ملك ينادي : طوبى لمن سجد في هذه الليلة , وعلى الباب الثالث ملك ينادي : طوبى لمن خضع في هذه الليلة , وعلى الباب الرابع ملك ينادي : طوبى لمن دعا ربه في هذه الليلة , وعلى الباب الخامس ملك ينادي : طوبى لمن بكى في هذه الليلة , وعلى الباب السادس ملك ينادي : طوبى لمن ذكر الله في هذه الليلة , وعلى الباب السابع ملك ينادي : هل من سائل فيُعطى سؤله ؟ هل ممن داعٍ فتُستجاب دعوته ؟ هل من مستغفرٍ فيُغفر له ؟
فضيلة إحيائها:
جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب "
كما جاء الدعوة إلى صلاة مائة ركعة فيها , وثوابها كما جاء عن سيد البرية صلى الله عليه وآله وسلم : " لم يمت حتى يرى مائة ملك يؤمنونه من عذاب الله : ثلاثين منهم يبشرونه بالجنة , وثلاثين كانوا يعصمونه من الشيطان , وثلاثين يستغفرون له آناء الليل والنهار , وعشرة يكيدون من كاده " .
" إن الله يطَّلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويُملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه " .
روى ابن ماجة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فصوموا نهارها وقوموا ليلها " .
سورة الدُخان :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ( حم{1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ{2} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ{3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{4{ )
قال جار الله الزمخشري في تفسيره الكشاف : والليلة المباركة : ليلة القدر .
وقيل : ليلة النصف من شعبان ، ولها أربعة أسماء : الليلة المباركة ، وليلة البراءة ، وليلة الصكّ ، وليلة الرحمة .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله : " إن الله يرحم من أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب" .