احدث الاخبار

التايه ...(قصة قصيرة)

التايه ...(قصة قصيرة)
اخبار السعيدة - كتب - يحي محمد جحاف         التاريخ : 02-07-2011

هكذا كان اسمه وهو لا يجيب احد إذا لم يناديه بالتايه، بينما يستغرب من لا يعرفه من الناس عند سماعهم لهذا الاسم الغريب . عاش التايه أجيرا، عند الكثيرين من المزارعين في القرية. كونه لا يمتلك شي من المال والعقار،وذلك مقابل مايعطوه في أخر النهار من مقابل لما قام به من عمل، وهو شي بسيط يكاد لأتذكر في لغة الحساب والرياضيات معا، كونه جزء بسيط من جزيئات عدديه، ونتيجة لكل تلك المتاعب التي كان يعيشها كل يوم، عدا تلك الأيام التي يصحو فيها ولا يجد من يناديه للعمل معه في الحقول، أو أي عمل خاص مثل إعادة تلك الجدران التي تنهار بين الحين والأخر نتيجة سقوط الأمطار الموسمية وأصبحت بحاجة إلى أعادة بنائها في أسرع وقت ممكن، كونها تحافظ على الأرض الزراعية، لتعطي محصولا جيدا في الموسم الزراعي وكلما في الأمر أجر بسيط، إلى انه أخيرا لم يعود قادرا على الصمود في الاستمرار في البقاء في القرية أمام تلك الإغراءات التي كانوا يجلبوها المغتربين ، عند العود ه من الدول المجاورة وما يحصلون عليه من أ موال وأثاث من تلك ألغربه، خلال سنوات قليله.

ألشى الذي جعل التايه يفكر بجديه في الغربة، برغم كرهه لها في بداية ألأمر، وتفضيله البقاء في القرية والعمل في الأرض أجيرا مع الآخرين. لكنه بعد تفكير طويل مع ذاته، قرر الاغتراب مقنعا نفسه بأنها أيام ويعود بما لم يحلم به طول السنين،أو يجمعه طول بقائه في القرية، لعلة يعوض بذلك الاغتراب مافاته من حرمان وبؤس طول حياته.

فذهب أولاً إلى مركز الجوازات في المدينة لقطع جواز السفر، بعد قطع البطاقة الشخصية، مستدينا كل ما يحتاجه من المال من العم مصلح والذي كان قد سبق و أن وعده بذلك وتلبية كلما يحتاجه من مصاريف السفر إلى الهجرة، وبعد إكمال كل إلا جرأت القانونية والذي تمكن من إلانتها منها خلال شهر،عاد إلى القرية والتي لم يمكث فيها بعد ذلك إلى أسبوع فقط، بعدها شد الرحال إلى الغربة، وكله أمل أن يحقق مايطمح إليه في اقرب وقت ممكن، فكلما كان يحدث الناس عنه ، منزل يؤويه مستقبلا مع من يشاركه حياته وتامين القوت الضروري، وملابس بسيطة تقي جسمه من حرارة الشمس وبرودة الجو القارص شتاً.

 هذا كلما كان يحلم به التايه من ألغربه. غادر التأيه القرية وسط دموع أهله ومحبيه، وهولا يدرك ما ألذي ينتظره، و يواجهه في طريقة، وكلما يعرفه هو أن يجمع المال، ويعود مسرعا إلى القرية. وذلك يوم الخميس الذي يصادف السوق الأسبوعي لأبناء بلدته، و المناطق المجاورة بعد أن اخذ من العم مصلح كل ما يلزمه من مال للسفر، على أن يقضي ذلك عند عودته من الغربة، وعند وصوله السوق ظل يلتفت يمينا ويسارا ويسأل في تلك المقاهي( استراحات المسافرين) التي ينزلون فيها القادمون من القرى للراحة أو تناول الطعام عند السفر للعمل في دول الجوار، وبعد عناء شديد استطاع أن يجد احدهم وكان اسمه حسين من منطقة تبعد عن بلدته حوالي 20كيلو وكان ذلك الشخص قد عاد من الهجرة قبل خمسة أشهر وبعد التحية والسلام دار بينهم الحديث التالي

-أنا أسمي التايه وأريد السفر لغرض العمل في الدول المجاورة!

- أجاب عليه وأنا اسمي حسين واعمل في الرياض ولي خمسة أشهرمن عودتي .

- أعمل في إحدى الشركات المشهورة مقابل اجر يومي ولدينا أخوان لازالوا يعملون هناك.

-فهل ستذهب ولديك من يستقبلك ويقوم بتشغيلك معه أم انك لأول مرة تذهب ولا تعرف احد.؟

- حقيقتا أنا لأول مرة اخرج من البلد ويوجد ناس كثر من البلدة لكن لا اعرف أين يقيمون تماماً ؟!

- حسنا سوف نسافر معا؟ أما العمل فسوف يدبر الله عند وصولنا.

 

- نعم كلما يهمني هو أن اعمل، فانا لا أجد مهنه معينه وكلما أجيدة هوا العمل في الأرض لأغير!

إذا اتفقنا على ذلك وبحثوا سويا عن السيارة،المغادرة إلى الحدود وركبوا فيها سويا إلى تلك المدينة الحدودية والذي توقفوا عند أول نقطة فيها لإكمال الإجراءات الروتينية، في مناطق العبور بين الدول عادة مثل هذا الإجراء. بعد ذلك واصلو المسير متوقفين في بعض الأسواق لغرض الآكل أو الشرب حتى وصلوا أخيرا بعد يومين من السفر المتواصل حينها كان الوقت صباحا وكل العمال الساكنين في المكان في أعمالهم فناموا ولم يفيقوا من نومهم إلى بعدان عاد العمال في المساء والذين بدورهم رحبوا بهم جميعا وقاموا بعمل وجبة العشاء على شرفهم وتبادلون الأحاديث والأخبار عن البلاد وناسها ورحلتهم ومشقة السفر والى ذلك من الكلام

وفي أثناء هذا الحديث قام حسين بتعريف الحضور على التايه ومن أي بلدة يكون ويطلب من الجميع المساعدة في تدبير تشغيله والبقاء معهم كونه لا يعرف احد، فقد أصبح.

رحب الجميع بالتايه وكان أول المبادرين المعلم علي والمتخصص في البناء قائلا من غدا إذا أراد العمل فليأتي معي !

- فانا بحاجة إلى عامل يساعدني عوضا عن محمد الذي عاد إلى اليمن والآمر متروك له ؟!

- وافق التايه دون تردد وقال أحسن الله إليك يعم علي ونشا لله سوف أكون عند حسن الظن .. وبعدان أكملوا وجبة العشاء حتى نادى عليهم العم علي وهو اكبر الجميع سنا إلى النوم بأولاد فغداً أمامنا عمل وأجسادنا منهكة فقام الجميع إلى النوم وفي الصباح لباكر ومع أذان الفجر صحي الجميع فأدو صلاتهم جماعه واخذ كل واحد منهم أدوات العمل وذهب كل واحد في اتجاه ماعدا التايهه فقد ذهب مع العم علي وكان أول يوم عمل خارج البلدة منذ عرف نفسه فاستمر مع العم علي يعمل حتى وجد نفسه يفكر في الاستقلال وتعلم مهنه أخرى اقل مشقه وأكثر ربحا من عمله الحالي فذهب إلى إحدى المراكز ألمهنيه الليلية للدراسة فيها وتمكن من التوفيق بين عمله وبين الدراسة دون الإخلال فيما بينهم وتمكن من الحصول على شهادة مغايره لعمله مع العم علي والتي أتاحت له العمل في مجال الكهرباء ومن خلال هذه الشهادة استطاع أن يكسب أضعاف ماكان يحصل عليه من عمله السابق وتمكن كذلك من الدخول في المقاولات في هذا المجال وحقق ثراء كبير لم يكن يحلم به .

عدد القراءات : 2707
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات