احدث الاخبار

تحالف القذافي ونتانياهو وبارلسكوني

تحالف القذافي ونتانياهو وبارلسكوني
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شماله         التاريخ : 27-06-2011

بعد انتهاء زيارة نتانياهو مع تسعة وزراء إسرائيليين لصديقهم الحميم رئيس حكومة إيطاليا، تحرك سلفيا بارلسكوني، وطالب بوقف عمليات الناتو العسكرية ضد كتائب القذافي، لتكون إيطاليا هي البلد الغربي الثاني الذي ينسحب من العمل العسكري ضد القذافي، بعد أن كان من أشد المتحمسين للقضاء عليه، لقد سبقته أمريكا التي بدأت عملاً عسكرياً ضد كتائب القذائف من19 مارس حتى 4 أبريل، ثم توقفت.

من الأسباب الواهية التي يقدمها أنصار إسرائيل في إيطاليا، قولهم: إن قرار بارلسكوني بوقف العمل العسكري ضد القذافي جاء بعد قرار الرئيس الأمريكي أوباما بدء الانسحاب العسكري من أفغانستان، وإن قدره بريطانيا وفرنسا على الحرب في ليبيا لن تتعدى شهر أغسطس، وإن الناتو غير قادر على حسم المعركة مهما طال الزمن.

كما يتحدث أنصار إسرائيل في روما عن الضرر الاقتصادي الذي لحق بإيطاليا جراء توقف النقط الليبي، وعليه فإن إيطاليا ستعمل مع القذافي على إعادة تشغيل مصافي النفط الليبي، والعودة للحلف القوي الذي كان قائما مع القذافي قبل وجود الثورة والثوار.

إن كل الادعاءات الإسرائيلية السابقة تحاول أن تباعد بين زيارة نتانياهو لإيطاليا، ولقائه مع صديق إسرائيل الحميم بارلسكوني، وبين الترتيب الاستراتيجي لترك ليبيا في قبضة القذافي كخير ضامن لأمن أوروبا وأمن إسرائيل كما صرح بذلك علناً القذافي نفسه،

لقد حاول الإعلام الرسمي الإسرائيلي التركيز على أن زيارة نتانياهو لإيطاليا قد جاءت للحيلولة دون دعم الفلسطينيين في توجههم إلى الأمم المتحدة، والضغط عليهم للقبول بالعودة إلى المفاوضات. ولكن مع وجاهة هذا الحديث، والاهتمام الإسرائيلي بالضغط على الفلسطينيين، إلا أن المصلحة الإستراتيجية الإسرائيلية تكمن في انتصار القذافي، وتعزيز مكانة معسكره بين الرؤساء في الساحة العربية كخير تعويض لإسرائيل عن خسارتها حسني مبارك في مصر، وفقدانها أهم حليف لها في الشرق الأوسط.

يعتبر الانتقاد الإيطالي لعمليات الناتو ضد القذافي انتصاراً سياسياً للتحالف الثلاثي القائم بين إسرائيل وحليفها بارلسكوني، وصديقها القذافي، ويجئ مكملاً للجهد الجبار الذي قام فيه جهاز الموساد الإسرائيلي لتجنيد المرتزقة لكتائب القذائف، وتوفير السلاح لهم.

لقد تزامنت تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي مع مساعي بعض الجهات الغربية للترويج بأن أغلبية أعضاء المجلس الانتقالي في ليبيا هم إسلاميون، أو لهم جذور إسلامية، بل ظهرت إحصاءات رسميه تقول: إن غالبية الاستشهاديين في العراق وفي أفغانستان هم من أصول ليبية، وخرج من يقول: لقد وصلت صواريخ غراد المهربه من ثوار ليبيا إلى المقاومين في قطاع غزه!

إن طول زمن الثورة  في ليبيا لا يخدم المصالح الإستراتيجية لإسرائيل، ولا يخدم مصالح الغرب الذي لا يثق بالشعوب العربية بشكل عام، وبقدرتها على إدارة نفسها، ورغبتها بالتحرر من سطوة الغرباء، لذا لن تكتفي إسرائيل بتحييد إيطاليا، وتجنيدها ضد ثورة الشعب الليبي، بل ستعمد إلى توفير الدعم المادي، والغطاء السياسي لنظام القذافي. ولن يتوقف الجهد الإسرائيلي، وسيجتهد على تصفيه الثورة الليبية، وإعادة الشعب الليبي إلى القمم الذي سجنهم فيه معمر القذافي سنوات، لتعود ليبيا العربية ناطوراً لمصالح الغرب على البحر المتوسط، وتعود ليبيا ضامناً للأمن الإسرائيلي، وحامية لحمى إسرائيل.

عدد القراءات : 1746
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات