روسيا اليوم : اليمن .. دون صالح؟
هل يجوز الحديث عن نهاية عهد علي عبد الله صالح أم هذا الاستنتاج متسرع وسابق لأوانه؟ هل يحتمل العودة إلى انتقال سلمي للسلطة في اليمن على أساس اتفاق بين المعارضة والرئيس؟ أم أن البلاد ستنزلق أكثر فأكثر إلى الحرب الأهلية والتفكك على الطريقة الصومالية؟ ماذا عن موقف واشنطن التي تدعو الرئيس صالح إلى نقل السلطة وتقصف معاقل القاعدة في جنوب اليمن؟
معلومات حول الموضوع :
رغم رحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للعلاج في المملكة العربية السعودية وابتهاج المعارضة التي احتفلت بالنصر على النظام الحاكم لا تزال الأزمة السياسية في اليمن بعيدة عن الحلحلة. ويبدو ان السلطات الخاضعة مؤقتا لنائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لا تنوي تخفيف ضغوطها على المعارضة التي لا تنوي هي الأخرى التنازل عن شيء. ويجري في العاصمة صنعاء من حين لآخر تبادل شديد لإطلاق النار بين انصار الرئيس علي عبد الله صالح وخصومه من فصائل المعارضة وفي مقدمها مقاتلون من قبيلة حاشد.
وليس صعبا الإفتراض بأن رحيل الرئيس اليمني للعلاج هو في الواقع فرصة لحفظ ماء الوجه والتنحي عن المنصب بكرامة وتسليم السلطة اخيرا الى المعارضة. الا ان هذ ا الإحتمال يبدو ضعيفا حتى الآن، ذلك لأن علي صالح رفض في السابق خطط تسليم السلطة مقابل ضمانات السلامة والأمان. والى ذلك ظل في اليمن ابناء الرئيس وابناء اخوته الذين يواصلون السيطرة على قوات الأمن والدوائر الأمنية.
وعلى خلفية الأزمة السياسية المستعصية في اليمن سددت الولايات المتحدة ضربات جوية الى المناطق الجنوبية في هذه البلاد ، وتنوي الآن شن حملة عسكرية كبرى في اراضيها ضد مقاتلي القاعدة . ونظرا لوجود كميات هائلة من السلاح عند السكان فإن إطالة أمد المواجهة بين السلطات والمعارضة الى جانب احتمالات التدخل الأجنبي انما تنطوي على خطر اندلاع حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس ليس في اليمن وحدها، بل وتترك آثارا سلبية على البلدان المجاوة في جزيرة العرب.
المصدر : arabic.rt.com