أنا صانع الآلهة*
حين لا ينبض القلب .. يتوقف السير .. وتموت الأحاسيس وتوعد المشاعر .. فتسود العتمة .. ويلوح في الافق نعيق الغراب .. وتخاف الحمامة البيضاء فيخلد في عشه ..وتخرج الخفافيش من الخراب .. وتزحف الثعابين والحيوانات المفترسة في الساحة المظلمة منتشيه بكل سخرية .. بكل الغرور .. والابتسامة الصفراء المزرية .. والصوت المنكر ..فهي لا تخشى إلا سناء النور وتسخر منه وتخافه .. وترقص طرباً للسواد.. وتنتشي على الرائحة النتنة ..تدمن على الجيفة ..وتخدع نفسها بعود الظلام ..ويستمر نعيق البوم بصوت مبحوح ومفاجئ .. والحسرة موت يعلوهم ..والدم مداماً أو خمرة ..ويستوي الحق والباطل في مسبحة الزعيم ..رباط رأس لمخبول أو عاقل ..لم الخوف ..ونحن نصنعهم ونقدسهم فقد كان والآن كنا.. نصنع آلهتنا* فقد كان أبي يصنعهم ..ويدعوا غيره يعبدهم ..ولايخاف الآلهة ومن يعبدهم.. سوى النور ..وأما أنا فلا أخاف مثل أبي أتدرون لماذا لأني أصبحت أنا صانع الآلهة .
* هم المتسلطون والمتنفذون
- "أخصائي تربية خاصة ومؤسس فرقة روح الفنية بالحديدة"