احدث الاخبار

رواتب تهد الحيل

رواتب تهد الحيل
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شماله         التاريخ : 22-06-2011

بلغت رواتب موظفي السلطة الفلسطينية عن شهر يونيه الفائت 727 مليون شيكل وربع المليون شيكل، أي ما يعادل 200 مليون دولار شهرياً، إنه مبلغ مالي يهد الحيل، ويهد الجبل التي لم تهزه الرياح، مبلغ لا تقوى على جمعه السلطة حتى ولو ضاعفت الضرائب عشرات المرات. فما العمل؟ من يخلص الشعب الفلسطيني من هذه الورطة المالية؟ ومن يخفف عن شعبنا مصيبة الرواتب التي تحولت إلى حبل يلتف على عنق المواقف السياسية؛ بدل أن تكون حبل نجاة من العمل في المستوطنات، وفي المصانع الإسرائيلية؟

لقد باتت المواقف السياسية الفلسطينية مرهونة بالرواتب، حتى أن تسمية رئيس الوزراء صار مقترنة بقدرته على توفير الرواتب، وليس شرطاً أن يحافظ على فلسطين، أو يتمسك بالثوابت، لقد صارت الثوابت صرف الرواتب، وصارت القضية الفلسطينية تتنفس الهواء من صناديق المالية آخر الشهر، وصار الشغل الشاغل للناس هو تأمين لقمة العيش التي غمسها القادة السياسيون الفلسطينيون بالسياسة؟

فمن هو المسئول؟ من هو الفلسطيني الذي قزم أقدس القضايا، وأعدل الحقوق السياسية في استمارة الراتب؟ من الذي وفر للعدو الإسرائيلي الفرصة كي يتلاعب بمصيرنا كما يحلو له، ويرسم لنا خطط عملنا السياسية، وسلم أولياتنا؟ من هو الفلسطيني الذي حمل تراب  فلسطين بين كفيه ووضعه على كفة الميزان، ليفتح الحساب في البنوك، وهو يتسلم الموازنة السنوية التي يضيع 75% منها على الرواتب؟

من يتشكك في كلامي السابق، ليقرأ ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت على لسان  زير المالية الإسرائيلي "يوبال ستاينتس" بعد أن سمح بتسلم السلطة الفلسطينية مبلغ 353 مليون شيكل عائدات الضرائب، حين قال: إن سبب الإفراج عن أموال عوائد الضرائب المحتجزة يرجع إلى الجهود التي بذلتها السلطة لمنع تصعيد أحداث يوم النكبة، وليس صحيحاً ما يقال بأن إسرائيل تجاوبت مع حملة الضغوط الدولية. لقد جاء الإفراج عن أموال الضرائب مكافأة للسلطة الفلسطينية على التزامها الأمني!

وليس بعيداً عن هذه التصريحات ما هدد فيه وزير الخارجية "ليبرمان"، حين قال: سنسحب بطاقات V I P  من المسئولين الفلسطينيين، وسنتوقف عن تحويل أموال الضرائب في حالة أصر الفلسطينيون على التقدم إلى الأمم المتحدة بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود سنة 1967.

المعادلة باتت واضحة، أمن إسرائيل مقابل الرواتب، فما رأيكم؟ هل من متشكك؟

سيقول بعض الفلسطينيين: ما العمل؟ ما الحل؟ من أين سنعيش، وكيف سنأكل؟ ومن أين سنوفر ثمن الحليب، والبمبرز لأطفالنا؟

أقول: سلموا مقاليد الأمور المالية "ليوبال شتاينتس" ثانية، وليعمل هو على توفير الرواتب مباشرة، ودون وسطاء، وليعمل "ليبرمان" على توفير الأمن للمستوطنين مباشرة، ودون وسطاء، واتركوا الشعب يمارس حرفته الأصلية في المقاومة الوطنية.

عدد القراءات : 2182
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات