احدث الاخبار

مخاوف من انزلاق اليمن الى الفوضى والحرب الاهلية

مخاوف من انزلاق اليمن الى الفوضى والحرب الاهلية
اخبار السعيدة - كتب - عبد الحفيظ بن عبد الرحيم محبوب*         التاريخ : 20-06-2011

يشكل اليمن بوابة البحر الاحمر ويشرف على باب المندب الذي يصل شبه الجزيرة بافريقيا لما يتمتع من موقع استراتيجي مهم تعبر ناقلات النفط عبره مارة الى اوربا وتحول اليمن الى فوضى اوالى حرب اهلية يتحول الى صومال جديد يهدد امن البحر الاحمر وامن دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصا السعودية ويتحول الى قنبلة موقوتة تنفجر وتدمر كل ما حولها .

ورغم ان في اليمن 60 مليون قطعة سلاح في يد الافراد ولكن استمرت الثورة سلمية بعيدة عن حمل السلاح ، والحقيقة ان لامريكا علاقات مزدوجة مع علي عبد الله صالح ولكن مع القبائل علاقات اكبر وهي منذ فترة طويلة تدير حوارات مع المعارضة اليمنية فلا يستطيع الرئيس علي عبد الله صالح ان يلاعب الامريكان من اجل بقاء حكمه .

والامريكان يعرفون تفاصيل الحياة القبلية في اليمن بشكل دقيق جدا وهناك اتفاقيات امنية تسمح للاستخبارات الامريكية بحرية التصرف في مناطق محدودة بحجة محاربة القاعدة .

وحاول علي عبد الله صالح ان يعيد توازناته بعد ان ضعفت توازناته التقليدية لصالح توازنات اقليمية جديدةحتى ولو كانت تدمر اليمن وهي توازنات غير مباشرة ولكن يتيح لبعضها بالتدخل والتوغل في اليمن لتحقيق اهداف وغايات وابتزازات ويجعل الجميع يلعب على ارض اليمن وهو الوحيد الذي يبقى يتفرج على المشهد، فمثلا سمح لايران بالتوغل عبر الحوثيين ودعمهم ،وسمح للسعودية بضرب الحوثيين، وغض الطرف عن دخول القاعدة ثم سمح للامريكان بضربهم.

 وكانت توازنات على عبد الله صالح كلها تهدف الى انشاء تجمعات قوى على حساب القوى القبلية التقليدية لانه يعرف ان تطوير اليمن ونقله الى دولة القانون سيحرمه من الحكم مستقبلا .

فاليمن يعتبر حاضنة استراتيجية مهمة للخليج وقاعدة استراتيجية لامنه القومي ، فحضور القاعدة وايران الى اليمن تحت اعين الرئيس علي عبد الله ، ووجد الرئيس في الحروب السبع الاخيرة فرصة تاريخية لجدولة زمن الحكم، فباسم الظروف الداخلية نجا الرئيس دائما من مطالب التغيير ،وباسم الحرب اطال امد الحكم ، وباسم الحرب اثار حفيظة السعودية واشركها في هذه الحرب وفي ازمتها.

 فاستثمر الرئيس الازمات لصالح استمرار حكمه لا في حلها بل سمح بفتح نافذة لتهريب السلاح والمخدرات الى صعدة لكي تكون على غرار جنوب لبنان تقع في خاصرة السعودية ومع ذلك كانت ترى السعودية ان الاستقرار في اليمن افضل من الفوضى وعملت في جنوب السعودية مع اليمن منطقة عازلة تحمي حدودها وامنها .

فاشغل الرئيس علي عبد الله صالح اليمنيين بانفسهم واشغلهم بالمنطقة من كثرة الازمات واشغل الجميع بنفسه، فاصبح هو اليمن واليمن هو عبد الله علي صالح ما جعلت عبد الله الاحمر قبل وفاته عام 2008 يقول بان ابراهيم الحمدي حكم اليمن ثلاثة اعوام هي اكثر من ثلاثين عاما حكمها علي عبد الله صالح بسبب انه فقط يستورد الازمات الى اليمن ما اضرت بالاقتصاد اليمني وفككته وجعلته مستهدفا من القريب والصديق ويشارك في كل الازمات الاقليمية.

وكانت المعادلة الوحيدة العصية على الرئيس هي القبيلة وبدلا من ان يواجه ذلك بدولة القانون والعمل المؤسسي اتجه الى توازنات تهدف الى انشاء تجمعات قوى ضد المصلحة الوطنية وعلى حساب القوى القبلية التقليدية .

وبعد ان خرج اليمنيون الى الشارع وقالوا كلمتهم ارحل بدعم من بعض قيادات الجيش ودعم من صادق الاحمر شيخ بني الاحمر .

فاليمن نقطة حيوية واستراتيجية في المنطقة ، وبعد ا ن كانت اليمن بيئة خصبة للتفجير ، وتتقصد الاساءة للسعودية خاصة ولامن الخليج بصفة عامة ، بل هناك من يرغب في توريط اليمن في حرب اهلية مثل ايران وحاولت ولكنها لم تجد فرصة سانحة لان السعودية حاضرة بثقلها هذه المرة حتى لا تجعل ايران اليمن  مستنقع تغوص فيه دول الخليج ، وهناك العديد من المشاركين الاقليميين غير ايران يريدون ان ينفجر اليمن عاجلا ام اجلا في جسد دول مجلس التعاون الخليجي والعبث بامن الخليج عبر اليمن .

ويتساءل البعض لماذا تم استهداف الرئيس قبل قبوله بالوساطة بخطوات مما يدل على ان هذا الانفجار وهذا الاستهداف لجر اليمن الى حرب اهلية وان اطرافا خارجية ترغب في دوام الازمة فلم تمهله ولم تمهل المبادرة الخليجية ومجلس تعاون يفاجئ الجميع بوحدته الداخلية ووحدة قراره السيادي وقررات منظورة حول تطوير درع الجزيرة ووكالة متطورة للاستخبارات وقوة تدخل سريع .

فالحرب اليمنية هي العائق الوحيد لكل ذلك الذي يصب في تقوية وحدة دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصا ان تلك الدول تمني اليمن بالدخول للتعجيل من حل الازمة .

وبالفعل كانت هناك مكالمات بين الملك عبد الله مباشرة مع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ومع الشيخ صادق الاحمر لتهدئة الوضع في اليمن وارسال حاملات نفط بشكل سريع الى مصافي عدن من السعودية حمولتها ثلاثة ملاين برميل لتوزيع المشتقات النفطية على جميع المحافظات .

 

*الشبكة العربية العالمية

           - د.عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب - استاذ بجامعة ام القرى بمكة

http://www.globalarabnetwork.com/opinion/4633-2011-06-17-14-29-24

عدد القراءات : 2769
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات