مثقفون يمنيون : أي رؤية تتعاطي مع المرحلة الإنتقالية يجب أن تراعي كافة معطيات ومتغيرات وحيثيات الواقع اليمني ماضياً وحاضراً ومستقبلاً
كرس الحزب الديمقراطي اليمني منتداه الأسبوعي الذي أقيم يومنا هذا الأثنين في مقره بالعاصمة صنعاء – للحديث عن الرؤى والتصورات المقدمة من الأحزاب والتكتلات السياسية والشبابية والخاصة بطبيعة المرحلة الانتقالية وما لمطلوب منها, وكيف يجب أن تشكل.
وركز النقاش في المنتدى الذي شارك فيه نخبة من السياسيين والأكاديميين والكتاب والادباء والصحفيين والحقوقيين وممثلو منظمات المجتمع المدني وعدد من قيادات شباب الثورة – على ثلاث رؤى والمقدمة من كلا من "الحزب الديمقراطي اليمني – التحالف المدني للثورة الشبابية – المنسقية العليا للثورة" .
وفي بداية النقاش أنصت الحاضرين لقراءة سريعة وموجزة للثلاث الرؤى – وتحدث الاستاذ والاديب أحمد ناجي أحمد الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين – مؤكدا على ضرورة التفريق بين المبادرة المقدمة من الحزب السياسي والتي تركز على الجانب السياسي في المقام الاول, والمبادرة المتصلة بعدد من الاطراف من المنخرطين في صفوف الثورة الشبابية مبيناً الفروق الجوهرية بينهما.
وقال ناحي : ينبغي على أي جهة وقبل أن تخوض في وضع مبادرة ان تمعن النظر في طبيعه معطيات وحيثيات ومتغيرات الواقع ولا تغفل ظروف الماضي ومتطلبات المستقبل, وأن تتخذ من ذلك منطلقا اساسيا لكل ما تراه.
واعتبر الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أن مسألة المحاصصة بين القوى السياسية والثورية في تقاسم تشكيلة المجلس الانتقالي هي الأسلوب الأمثل والناجع الذي من شأنة أن يحتوي ويذب كافة الخلافات والمشكلات القائمة بين تلك القوى.
بين ناجي أن مسألة اسقاط النظام لم تعد مجدية في الوقت الحالي خصوصا بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها الساحة .. موضحا أن ما يجب الاخذ به وما تتطلبة المرحلة هو اصلاح النظام .. منوها في حديثة للعديد من الأمثلة والشواهد في ذات الصدد.
وأثنى ناجي على المبادرة المقدمة من الحزب الديمقراطي التي رأى انها جاءت بأسلوب متقدم وحضاري منفتح .. كما اشاد بطبيعة النشاط الذي يقوم بة الحزب على الساحة.
الاستاذ والناشط السياسي أحمد المهدي عضو تكتل التحالف المدني للثورة الشبابية الشعبية أبدى اعتراضة على ما طرحة الاستاذ احمد ناجي – مبينا أن الفعل الثوري هو المطلوب في المرحلة الراهنة وهو الطريقة المثلى التي من شأنها أن تخلص الشعب من براثن النظام المخلوع.. مبينا سلبيات أسلوب المحاصصة وما يمكن ان يفرزة من مشكلات في حال تم الاخذ بة.
وقال المهدي : ينبغى أن لا نركز في تعاطينا مع المرحلة الانتقالية على قضايا ومشكلات معينة كالقضية الجنوبية او قضية صعدة .. مبينا أن القضية هي قضية وطن بأكملة وان أغلب مناطق هذا الوطن ترزح تحت وطأة كم هائل من المشكلات والمعاناة وعلى كافة الصعد.
واستعرض المهدي بعض المحددات التي تضمنتها الرؤية المقدمة من التحالف المدني مشيرا أن عملية وضع تلك الرؤية استندت الى كافة متغيرات المرحلة في الماضي والحاضر والمستقبل, وأنها لم توضع بشكل اعتيادي.. منوها أن ما جاء في الرؤية هو السبيل الأمثل الذي من شأنة أن يضمن لليمنيين وكافة فرقاء الحياة السياسية مستقبل آمن ومستقر ودولة مدنية حديثة.
كما تطرق المهدي للحديث عن متطلبات المرحلة القادمة وما يجب يعتمل ساردا جملة من الشواهد والامثلة في ذات الخصوص.
عقب ذلك فتح باب النقاش حيث قدمت العديد من الداخلات حول موضوع المنتدى من قبل كلا من الاستاذ عبدالسلام محمد الفقية الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي اليمني, والدكتور والاستاذ الجامعي صادق حزام المهدي, والكاتب الصحفي محمد صالح الحاضري, والأديب طه الجند, والشاب محمد المتوكل, والزميل الصحفي محمد شمسان, والزميل الصحفي توفيق الجند, .. كما طرحت العديد من التساؤلات من قبل الحاضرين .
وقد اختتم المنتدى بتعقيبات من الاستاذ أحمد ناجي أحمد, وكلمة ختامية للاستاذ عبد السلام الفقية الامين العام المساعد للحزب الديمقراطي اليمني.. وسيتم نشر تفاصيل ما تم مناقشتة في المنتدى بشكل عام في وقت لاحق .
ويأتي هذا المنتدى في إطار الفعاليات السياسية التي ينظمها الحزب الديمقراطي اليمني على منذ تدشين نشاطه السياسي في اليمن قبل ثلاثة اشهر .. حيث سبق له وأقام العديد من المؤتمرات الصحفية والندوات .. كما قام بإصدار صحيفة "الديمقراطي" الناطقة باسمة .. ويعتزم الحزب إلى جانب تنظيم منتداه هذا بشكل أسبوعي إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة السياسية المختلفة خلال المرحلة القادمة.