احدث الاخبار

وطنٌ بين مخالب أبنائه

وطنٌ بين مخالب أبنائه
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 19-06-2011

تسمو الأوطان ويعلو شأنها بسمو ورقي ووعي أبنائها , وتزداد ألقاً بالتضحيات الجسام والقرابين العظام – وإن على حساب النفس فضلاً عن المصلحة – التي يقدمونها في سبيل الحفاظ عليها وسؤددها ورفعتها .

أبناء لم تدخل حسبة المكسب والعائد لهم في حساب إذا كانت الأوطان ستتعرض للمخاطر وستواجه التحديات .

الولاء المصري / الأنموذج الذي نفتقده :

ثمان زيارات علاجية قمت بها لجمهورية مصر العربية الشقيقة , إلتقيت خلالها بالمصريين أشكالاً وألواناً , رجالاً ونساءً , شباباً وأطفالاً , مسلمين ومسيحيين , وعايشت الكثير منهم في اليمن قبل الوحدة وبعدها , لم أجد فيهم مصرياً يُفَرِّطُ في مصر أو يسخر منها أو يلعنها ويسبها – كما نفعل نحن – مهما كانت معاناته وفي أي مستوى من الفقر والخياة والبؤس كان وضع المصري .

إلَّا مصر : هذه العبارة لطالما سمعتها - كما غيري – من المصريين وعلى ألسنتهم , تصول وتجول , بل سلاحٌ يُشْهِرُه المصري في وجه أيّ شخص يتحدث عن مصر بلغة التقليل والتنقيص والتحقير أو التقليل من شأنها .

بركانٌ من الغضب يُطلقه المصري دفاعاً عن وطنه , وليس هذا فحسب فإنه من شدة حبه وما أعتبره أحياناً غلوَّاً وتطرفاً يصل حدُّه ببعض المصريين إلى ادِّعاء حوادث ومواقف تاريخية ونِسْبَتِهَا لمصر وهي ليست كذلك .

( مصر .... دي أم الدنيا ) بهذه العبارة يجيب عليك المصري حين تسأله عن مصر , وحين تُلقي عليه نظرة تجده من عامة الناس وبسطائهم وليس من عليَّة القوم وبحابحتهم .

هذا هو المصري الذي يحب وطنه كأنموذج عظيم لحب الوطن والولاء والإخلاص له .

عموماً ما يهمني هنا هو الإشادة بهذا الشعب العظيم حباً وولاءً وإخلاصاً لوطنه , والدفاع عنه لعلَّ وعسى فيه درس لمن يُكَشِّرُون عن أنيابهم في وجه وطنهم , ويدفعون به نحو الهاوية تعنتاً وتصلفاً وكبراً .

الولاء والحب اليماني :

كلما تأملت حالنا هذه الفترة - وأقصد بهذا تقييم جميع السياسيين / السلطة والمعارضة ونخبة المجتمع وعوام الناس وبسطائهم دون استثناء - في نظرتنا للوطن وحبنا له وحرصنا عليه , هنا أجد بوناً شاسعاً بيننا وبين المصريين وربما لا أكون مجحفاً إن زعمت أنه لا وجه للمقارنة .

الأزمة التي نخوض غمارها رَغَباً أو رَهَباً سياسية بامتياز – رضي من رضي وأبى من أبى فلا داعي للضحك علينا بشعبيتها وقد ظهر المستور من أول شهر - التي يمر بها الوطن تكشف عمق الجهل بأبجديات الولاء الوطني وإن رفع راية الولاء وتشدق باسمه هذا وذاك .

• أيّ حب في قلوبنا لهذا الوطن ونحن ندفعه نحو الهاوية ونرمي به باتجاه المحرقة ونضعه في خانة التهديد باندلاع الحرب الأهلية ؟؟؟!!!

• أيّ ولاء في قلوبنا لهذا الوطن وفجور الخصومة يقودنا لإلغاء الماضي ونسفه وهدم الموجود وجرفه والقفز فوق حدود الشرع وأحكامه والعقل وطاقاته ؟؟؟!!!

• أيّ وطنية نتحدث عنها وقد أوْصَلْنَا البلد إلى ما وصل إليه ؟؟؟!!!

• أيّ صالح للمواطن نبحث عنه وقد ضيَّقنا معائش الناس وزيَّدنا الخناق عليهم حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت , وبلغ السيل الزُبى بعد أن حصد المواطن المطحون بالصراع شر التغيير لا خيره ؟؟؟!!!

عقلاء اليمن :

هذا الإحتقان الشعبي والتأزيم السياسي غمر العقلاء والحكماء إن كان لا يزال في البلد حكماء وعقلاء , والحقيقة فإن الوضع السيئ الذي أوصلتنا إليه هذه الفتنة وقذفت بنا إلى مربعه قد وضع الكثير من علامات الإستفهام والتعجب :

أين عقلاء اليمن ؟! أم أنه لم يبق في اليمن عقلاء وعلينا انتظار عقلاء العالم علَّهم يضعوا حدَّاً لهذا العبث فيكونوا أحرص على وطننا منا ؟

الوطن يا قوم في خطر ماحق ليس من عدو صليبي ولا صهيوني كما عوَّدنا الواهمون الراتعون في مراتع وَهْمِ المؤامرات في منابرهم ووسائلهم , بينما هم اليوم بكيدهم وانتحارهم السياسي ينهشون الوطن ولسان حالهم : عليَّ وعلى أعدائي .

خلاصة القول : اليمن الميمون وطنٌ مغبونٌ يتمزق بمخالب أبنائه .

عدد القراءات : 3687
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
يتيم الاحزان
الاخ الكريم/ حسين السراجي ألعدل هو اساس الحياة بدون العدل يكون الظلم والقهر وعدم الاستقرار العدل يعني التنمية في مجال التعليم الثقافة والامن في ارجاء اليمن السعيد ان الوقوف في وجه العنصريين واجب