احدث الاخبار

جدل المدنية

جدل المدنية
اخبار السعيدة - بقلم - صقر عبد الله ابوحسن*         التاريخ : 15-06-2011

"أن لم تستطيعوا إسقاط كل السلوكيات الخاطئة في نمط حياة الإنسان العادي,,, فتأكد أنكم تناضلون من اجل إسقاط صنم لصنع أصنام جديدة", تلك هي عبارة قالتها لي دكتورة كندية مسلمة, كنت أحدثها ذات نهار مشمس عن ثورتنا في أيامها البكر,  تذكرت تلك العبارة وأنا اشرع في هذا المقال, وشيء ما يدعوني بالجزم بصدق ما قالته, أو على الأقل بالكثير منه.

فالأصوات المتعالية المطالبة بالجدل في تكوين مستقبل, لا تلتفت كثيراً الى الماضي, تكون المدنية عنوان واضح, بالضبط ما نريده بعد اشهر من المرابطة في ساحات الحرية والتغيير, رافقه خوف من القادم, ومازال, توجها عبارة "استطعنا انتزع معالم الحاضر".

ليس من الضروري التحدث عن شخوص بقدر الأهمية التي يجب فيها ابرز الأحداث ببعدها الأكثر جدية, وليس من الضروري البحث عن الأخطاء فالبحث عن أخطاء الآخرين, عبثية, تشبه عبثية البحث عن كوب ماء سكب في ارض قاحلة, لكنها تضل أخطاء المرور منها غير مجدي ان لم يرافقها تقييم.

والذي يحزن حد الآلام, مواصلة السير في خطى لا ندرك مدى واقعيتها, رغم اني اجزم بصحتها مادامت تسير في ظل الثورة... خطى ثابتة,لا كنها مخذولة, وتريد مساندها من الجميع, لأنها حتماً تعني الجميع, ومنذ انطلاق شرارة الثورة, كانت سلمية رغم العنف الموجة ضدها, مازالت كذلك, وسيكون علينا النضال لتستمر في سلميتها, ونضوجها الثوري, نعم: تسير في خطى بطيئة ولكنها ثابتة ولا تترك خلفها فارغ, محرقة مراحل قد تجلبها بهجة النجاح السريع.

ليس من المهم البحث عن أسباب كافية للتبرير أخطاء يواصل الآخرين عملها, تتسم دائماً بالثورية في التصرف والإقصاء للأخر, لكن من القيم طرح الأفكار على طاولة النقاش, والبدء في خلق صيغة تحاوريه جديدة, لا يتاح فيها لأحد رمي أمال البقية ليتصدر قائمة الطامحين, كنموذج لما كان يحدث قبل الثورة... حوار يكون الجميع طرفان فيه, ويناقش هم الجميع,  يبدأ من المنزل وينتهي في المدرسة ويمر بنموذج حياة الإنسان اليمني العادي, كأسلوب جديد لحل الخلافات واحتواء الأخطاء وتطوير الأفكار الإبداعية.

لن يكون لطالبي "حيز جديد لنفوذهم" مكان مفضل في وعي الجماهير, لسبب قد يكون بسيط, وهو: ان وعي الجماهير تحسن بشكل أفضل من ذي قبل, إن لم يكن تغيير بشكل جذري. لتهيمن على وعي العامة صفت المدنية, لتكون هدف ومطلب, متجاوزة إلى واقع, لابد ان نصل الية بطرق أكثر رقي وهو ما يحدث اليوم.

وبالتأكيد جزئية "المدنية" تثير قلق البعض, لكنها في النهاية, هي ما ناضلنا من اجلها طويلاً.

 

*نائب رئيس تحرير شيكة اخبار السعيدة الاعلامية

عضو المجلس الإعلامي للثورة

Saqr770@GMAIL.COM

عدد القراءات : 1703
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
المسعدي
سلمت يداك ولو اني اختلف معك نوعا ما .. لكن اعجبني اسلوب تعبيرك وانتقاء الكلمات بالتوفييققق
manal
فلسفة فاضية لاتخدم احد.مقلة غير مثمرة
عبير عبد الله
نعم اتفق معك في كل ما تقول,,انت رائع في كلماتك وملامحك فانت وسيم اعرفك منذ كنت ضمن القليلون الذين يصورون الثورة في ساحة التغيير بصنعاء....كم اتمنا ان نلتقي
محمد العلوي
دائــــما انــت الرا ئــــع اخي صــــقــر.....الــكــل يتـغـزل فــيك .. وذمـــار تـفتـخر بــشبابها