احدث الاخبار

الثورة اليمنية .. مراحل متكررة !!

الثورة اليمنية .. مراحل متكررة !!
اخبار السعيدة - كتب - بقلم / رياض صريم*         التاريخ : 15-06-2011

وقت ليس طويلاً كان كافياً لأن يذهب بكل الوطن إلى الفراغ لتتعرى لدينا آلية حب الانتماء ويسير الشعب كفريقين متضادين في ميادين الحياة اليومية .طالت الثورة وأصبحت مجرد وهم ولعبة سياسية ، ظهر الخونة الأصليون أكثر من السابق وتعروا جراء عوامل الوقت والبيئة ليتبين لنا مدى ضعف ضجيج الثورة .

تدهورت الأوضاع وازداد البؤس ، الشباب الذي خرج على حين غرة يمتطي صهوة التاريخ والحرية يستمد صيحته من صيحة الشعب ضد الظلم في 26 سبتمبر 1962م محاولاً أن يعيد لليمن أمجاده وتاريخه وحريته ، إلا أنهم عاجزين عن التقدم خطوة واحدة وإنها الجولة الأخيرة من هذا الصراع نحو تحقيق ما خرجوا من أجله برغم المسافة القصيرة التي ضاقت بالنظام ومع وجود السيامقراطية اليمنية العبثية التي حالت دون ذلك .

الجهود المبعثرة بين الساحات والأطراف والأشخاص هي من دفعت بالبؤس والخيبة والفشل إلى عمق الساحات الثورية .. توالت الأحداث والمفاجآت على الساحات وانتشرت الأيادي البغيضة على أحلام شبابها ليبقى الحلم مجرد بحث عن الحقيقة الغائبة في تجاويف الكبار .

خرجت الثورة اليمنية من إطار الساحات إلى فضاء الشعوب من ثم تقزمت في ملفات المبادرات الدولية وخاصة الخليجية ، من ثم مرت الثورة اليمنية بعدة أحداث أعطت للنظام أكثر من وقت إضافي لإيجادة مجزرة هنا وهناك والأنظار دوماً لا تتجه إلا للحدث الجديد ، لهذا عمل النظام على تشتيت الآراء والبحث عن أحداث متسلسلة ليتاح له وقت أكثر ، بينما كان لهذه المجازر إيجابية واحدة حيث جمعت الساحات بمختلف المحافظات تحت صوت واحد هو الظلم .. فلو عمل النظام على إيجاد مجازر واعتداءات على ساحات دون الأخرى لدخل الشك في قلوب الثوار في الساحات الأخرى .. وهكذا أراد الله أن تكون هذه الأحداث سنداً لتوحيد الصفوف في كافة الساحات اليمنية .

علي صالح لم يغادر البلاد ولم يصاب في الإنفجار ولم يكن في جامع النهدين ، إنما هو حدث من أجل تغيير المسار ونسيان المجازر ومحاولة إضعاف صوت الثورة قليلاً ليحصل على وقت أكثر للعبث بالبلاد – هكذا قالوا – وأنا أقول صالح أنتهى حرقاً وخرقاً .. ومات أتباعه خوفاً ورعباً .. ولم يتبقى سوى الشعب ليسافر في ميادين الحرية ..

هذا الحدث الذي عظم منه أتباع صالح جعل الثورة تخرج من إطار المبادرات التي لم تشبع رغبته في السلطة التي ألفها والغطرسة والطغيان الذي عاشه ضد هذا الشعب العظيم .. تنقلت الثورة بين الصحف والمجلات والأخبار والتقارير والتصريحات .. زادت الشكوك والإدعاءات والتهم ضد وضد ، لم يعد هناك إيمان بالثورة كما حدث في بدايتها ، فقد بدأ اليأس يدب في نفوس الكثيرين الذين غادروا الساحة وخاصة مع الحصار الاقتصادي والديمقراطي الذي فرضه النظام على أفراد شعبه ، سياسة ليست بالغريبة على نظام استبدنا لمدة 33 عاماً ، وجعلنا نعيش على سياسة التجويع والوعود الكاذبة ، زرع فينا روح الشك ببعضنا البعض وجعل الفساد مصدر أمننا ورزقنا وحياتنا ، هكذا هو نظام صالح الدموي البغيض .

صالح ونظامه لم يكونوا بذلك الغباء الذي كنا نتوقعه ، فقد كان صالح ينتظر هذه الثورة منذ زمن بعيد لأنه يعلم في قرارة نفسه أنه فاسد وظالم ومستبد لقد عمل مخططاته واحتياطاته لموجهة هذه الثورة قبل أن تبدأ بل وظل ينتظرها مزن أجل المواجهة ليبين للعالم بأنه الأقوى والأفضل والأمثل لحكم اليمن .

جند عبيده المطبلين والمزمرين والمنافقين وتحكم بهم بمنحهم صلاحيات الفساد وطغى وبغى بهم في الأرض وكان لهم السند والعون ، لكنه لم يكن يتوقع أن يستمر الشعب هذه المدة الطويلة مقاوماً كل أساليبه الدموية من أجل تحقيق الأهداف والغايات التي قامت من أجهل هذه الثورة ، فعمد إلى الفتن من خلال تكثيف الإعلام الزائف ليدحرنا ببعض ويزرع الشك في قلوبنا ضد بعضنا البعض ويفرق كلمتنا وصفوفنا لنقتل بعض ويظل هو المتفرج الوحيد لمصيرنا ، ولكن هيهات انطلق الثوار بصفاء ونقاء وثقافة عاليه ودراية كبيرة نحو التوحد والسير بخطى واثقة نحو إكمال مشوار الثورة .. ثورة الحرية والكرامة .

استخدم الترهيب والتهديد والوعيد واستعطف قلوب الكثيرين وأعمى أبصار أتباعه وملأهم بالحقد واشترى عقولهم بثمن بخس .

لم يعد هناك صالح بل بقيت ملفاته السوداء والسيامقراطية البشعة التي لابد لها من التغيير حتى نتقدم ، ولابد لنا من أن نعيد حساباتنا .. فلا يوجد ثورة بدون تخطيط أو توحيد للصفوف والكلمة مع كافة أفراد الشعب ، لذلك سنظل نبحث في التاريخ عن أنفسنا بعيداً عن الأنانية والخوف والتوكل على الآخرين الذي استندنا عليه كثيراً وفقدناهم لحظة الحسم والمواقف الصعبة .

مالم فإننا سنجد أنفسنا مجرد عابثين في وكر الثعابين .. لأنه ما يزال هناك الكثير والكثير أمامنا لنعمله من أجل تحقيق ما نصبوا إليه ...

* صحفي وناشط حقوقي

riyadsoreem@gmail.com

عدد القراءات : 2794
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات