احدث الاخبار

مستقبل اليمن بين إرادتين

مستقبل اليمن بين إرادتين
اخبار السعيدة - كتب - رشيد حسن         التاريخ : 14-06-2011

إرادتان تتنازعان مستقبل اليمن الشقيق: إرادة الثورة الشعبية السلمية المباركة، المصصمة على اخراج الشعب الشقيق من عهود القمع والاستبداد والفساد والتخلف، وحكم العائلة والتوريث، وسطوة الدولة الأمنية، ونقله الى ميادين التطور والديمقراطية الحقيقية والتعددية، والانتقال السلمي للسلطة .. الى رحاب الدولة المدنية، وإرادة الإبقاء على نظام علي عبدالله صالح، بكل ما يمثل من شرور، واساليب "ميكافيلية" كانت السبب الرئيس في بقائه بالحكم "33" عاما، اشعل خلالها"15" حربا داخلية ليبقى في الحكم.

وبكلام أكثر وضوحا وتحديدا، فلا بد من التأكيد على حقيقة يبدو أن الجميع مجمع عليها، وهي نهاية عهد العقيد صالح، فالتقارير الطبية التي تشير الى أن حالته الصحية أخذت تسوء، وتتطلب البقاء قيد العلاج مدة طويلة، تؤكد ذلك، وهذا ما يفسره الحراك الدبلوماسي الاميركي النشط، والمكثف، والمتمثل بنشاط السفير الاميركي في صنعاء، ولقاءاته المتواصله مع نائب الرئيس، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، والاتصالات المكثفة مع دول الجوار، والتي يتفق أغلبها مع واشنطن بضرورة الابقاء على نظام صالح، وعلى نهجه في الحكم، مستندة على عامل رئيس مهم، وهو امساك ابنائه وابناء اشقائه بقيادة الأجهزة الأمنية، الى جانب شريحة المنتفعين أو بالأحرى "المرتزقة" الذين اصبحوا يشكلون طبقة من الفاسدين في اليمن وكل البلاد العربية.

في هذا السياق لا بد من التذكير بمبادرة مجلس التعاون الخليجي، وهي مبادرة تصب في صالح الابقاء على النظام، ومده بأسباب الاستمرار في الحكم، وقد رفضها شباب الثورة، وطالبوا "التعاون الخليجي" سحبها، لأنها باختصار تشكل التفافا على الثورة، ومحاولة لإجهاضها.

تنازع هاتين الإرادتين: ارادة الثوار، وارادة دول الجوار وواشنطن المؤيدة لبقاء نظام صالح، وقد جربته "33" عاما، يؤشران على المرحلة الخطيرة، التي يمر بها القطر الشقيق، ما يفرض على الثورة المباركة، التعامل مع كافة المبادرات بحظر شديد، واضعة نصب عينيها، بأن اغلبية دول الجوار معنية بإجهاض الربيع العربي، وانقاذ حكم ونهج الطاغية. مذكرين بما يحدث في ليبيا الشقيقة، حيث عمل ويعمل اعداء الثورة على اجهاضها واختراقها من الداخل، كما يعملون ليلا ونهارا على ضرب الثورتين المصرية والتونسية المجيدتين ، واللتين وجهتا ضربة مؤلمة لعملاء واشنطن، واصدقاء العدو الصهيوني .

باختصار... رغم خطورة ما يجري في اليمن السعيد فإننا مقتنعون تماما ومتفائلون ايضا بأن وعي الثوار اليمنيين الذي تجلى بأروع صوره خلال الشهور الاربعة الماضية منذ أن تفجرت الثورة المباركة ورفضهم الانجرار الى الحرب الاهلية، ورغم سقوط آلاف الشهداء على يد "بلطجية" نظام صالح، وإصرارهم على سلمية الثورة والتمسك بأهدافها كافة من خلال كنس النظام كاملا، وتقديم المجرمين والفاسدين الى القضاء لينالوا جزاءهم وفاقا، كما لاقاه نظراؤهم في النظام المصري البائد، متفائلون بهذا الوعي الذي دفن المبادرات المشبوهة كافة في خليج عدن، ووديان اليمن السحيقة، وأكد بأن "الربيع العربي" قادم الى اليمن السعيد، شاء من شاء وأبى من أبى.

·         نقلا عن الدستور الاردنية

Rasheed_hasan@yahoo.com

عدد القراءات : 2138
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات