احدث الاخبار

اقرعوا الطبول لأبي علاء قريع

اقرعوا الطبول لأبي علاء قريع
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 09-06-2011

" إعادة إنتاج عملية السلام" هذا هو عنوان المقال الذي كتبه السيد "أبو علاء قريع"، وفي العنوان ما يفضح مكنون فكرة الرجل الذي صار ملكاً للتفاوض مع إسرائيل، إذ تكفي كلمة "إعادة" لنعاود الحزن على الزمن الذي أضاعه "قريع" وإخوانه في الدهاليز التفاوضية، فإذا أضيفت كلمه "إنتاج" نصل إلى النتيجة المؤلمة التي يسعى "قريع" إلى إعادة إنتاجها من جديد! فكيف يا سيد قريع تعاود إنتاج ما ظهرت سوءته أمام القاصي والداني؟

مقال السيد "قريع" يكشف طريقة تفكير القيادة الفلسطينية، ولاسيما أن الرجل قد تطرق إلى حقائق مركزية في المنطقة، ولكنه يتجاهلها حين يقترب من إسرائيل، يقول قريع:

1ـ وها نحن والإسرائيليون نصل إلى نهاية الطريق المغلق، وكأن سلسلة لا نهاية لها من المفاوضات، وتراثاً كبيراً من أوراق العمل والاتفاقيات والمبادرات والتفاهمات، قد ذهبت جميعها أدراج الرياح.

2ـ ثورات الربيع الديمقراطي العربي في سبيلها إلى تغيير واقع الشرق الأوسط، وبدلت جدول أولويات الشعوب، ودفعت إلى السطح، وفي المركز القضية الفلسطينية التي تشكل قاسماً مشتركاً أعظم بين سائر الشعوب العربية.

3ـ يمكننا الحديث منذ الآن عن زمن عربي جديد تصنعه قوى شبابية، هو خليط من تيارات ديمقراطية ليبرالية مدنية، وأخرى وطنية وإسلامية.

4ـ فنحن اليوم أمام واقع انتقالي على الصعيدين: العربي والفلسطيني، واقع واعد بمتغيرات إيجابية بدأت بشائرها الأولى تتحقق شيئاً فشيئاً.

لقد وضع السيد "قريع" أصبعه على حقائق مهمة، لا نخالفه فيها الرأي، ولكن ما يؤسف له، أن الرجل لم يغير نهجه السياسي، وهو يعاود إنتاج ما ثبت فشله؛ بدعوته إلى عقد مؤتمر للسلام، يشبه مؤتمر مدريد، ومؤتمر أنابولس، وما يتفرع عنها من لجان!.

يدعو السيد "قريع" إلى مؤتمر للسلام رغم اعترافه الصريح بالحقائق التالية:

1ـ المدة الزمنية التي استغرقتها عملية السلام دليل على عدم جدوى المنهج التفاوض المعتمد، ومحدودية فعاليته، إنه المنهج التجريبي الفاشل.

2ـ الالتزامات المنصوص عليها في إعلان المبادئ، والاتفاقيات، والتفاهمات غير ملزمة، وناقصة الاحترام من جانب الطرف الذي يملك القوة، ومعظم الأوراق.

3ـ منذ مدريد 1991، تفاوضنا مع ثماني حكومات إسرائيلية متعاقبة، شرعت للانطلاق من نقطة الصفر، وتعمل على إعادة فتح الملفات من جديد.

4ـ الحاضنة الدولية لعملية السلام وعلى رأسها أمريكا، لم تطرح أي حلول ناجحة للقضايا الأساسية، الأمر الذي أوصلنا إلى نقطة استعصاء شديدة.

5ـ النهج التفاوضي كان يتآكل مع كل انتهاك فظ في مدينة القدس المحتلة، وفي كل توسع استيطاني جديد، والتهرب من الاستحقاقات، ومحاولة الفرض، والإملاء.

انتهت اعترافات "قريع" التي تدمي القلب، وتطرح السؤال التالي: ما الذي تغير يا سيد "قريع"، ويجعلك تدعو إلى: "إنتاج عملية سلام جديدة ذات مصداقية حقيقية"؟

عدد القراءات : 2047
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات