احدث الاخبار

العَودةُ تُريدُ سِلاحاً، وليسَ صُراخاً

العَودةُ تُريدُ سِلاحاً، وليسَ صُراخاً
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 07-06-2011

لا يصح التقليل من أهمية زحف اللاجئين العائدين على حدود الكيان الغاصب، ولا يصح التقليل من أدق الرسائل التي يوصلها اللاجئون الزاحفون، والتي تقول للمجتمع الدولي: إن الحل السياسي للقضية الفلسطينية ضمن حدود 67 لا ينهي الصراع، وأن قضية اللاجئين التي أجلتها المبادرة الفرنسية هي الأصل والفرع، ومفصل التحدي أو الانصياع.

ورغم أهمية إشغال الجيش الإسرائيلي بالتصدي للعائدين، وإظهار وحشيته، وخفة يد جنوده على الزناد، إلا أن هذه الطريقة في المقاومة لن تحرر وطناً، ولن تعيد لاجئاً، وذلك لأن دولة "إسرائيل" لم تبن عشها على غصن زيتونة، ولم تفز بالوجود من خلال الرأي العام العالمي، والشفقة على دم اليهود المسفوح، دولة "إسرائيل" قامت على بركة من الدم، وعلى بحر من المجازر، وفرضت نفسها بقوة السلاح، وجبروت البطش، والصلف الغادر، بل والاستخفاف بالعربي حد التحقير والتصغير والتفجير المدمر لمكونات وجوده.

ما سبق يطرح التساؤلات التالية:

أولاً: لماذا انكب العرب على التفكير بالزحف السلمي هذا العام، وهل هو عمل موسمي قرين المناسبات الوطنية، أو هو مخطط استراتيجي، يحمل في مضامينه تخلي العرب عن السلاح واعتمادهم الصراخ طريقا لتحرير فلسطين؟ إذا كان ذلك كذلك؛ فلماذا لا يصير التنسيق للعودة من كل الحدود العربية، وبقرار من جامعة الدول العربية، ويتم العمل على زحف ملايين اللاجئين بمشهد إعلامي يربك إسرائيل وحلفاءها من الغرب وأمريكا؟

ثانياً: لماذا يصير تطبيق قانون العودة من الحدود السورية فقط؟ وهذا العام بالذات؟.

ثالثاً ألا تعني عودة اللاجئين تحت راية إسرائيل قبول العرب بالعيش تحت سيادتها، مواطنين من الدرجة الثانية؟ وتبرئتها من اغتصاب فلسطين؟ ألا تعني العودة بهذه الطريقة اعترافاً ضمنياً بحق اليهود في إقامة دولتهم على كل أرض فلسطين، شرط أن يصحح خطأ تهجير ملايين اللاجئين، وحل قضيتهم؟

رابعاً: أرأيتم قوماً غير العرب يرقصون في بركة دمهم النازف، ويتفاخرون بضعفهم، ويبتسمون لعدد اللكمات التي توجه إليهم، ويتباهون بعدد قتلاهم، ويعرضون جرحاهم بزهو على الفضائيات، ويكتفون بالإشارة إلى اليهودي الذي يسومهم سوء العذاب، ويتسلط عليهم، وهم يديرون له دبرهم إذا صفعهم على خدهم؟

خامساً: لو كان الدم الذي سال في المرتفعات السورية دم مئات الإسرائيليين، ولو كان الذي قتل في ذكرى النكسة 23 يهودياً، قوسهم الرصاص السوري. هل كان الطيران الحربي الإسرائيلي يتوانى عن قصف دمشق؟ وهل كانت الصواريخ الإسرائيلية تتردد في السقوط على عواصم العرب؟! فماذا ينتظر العرب؟ وماذا يهدفون من إظهار دمهم على الفضائيات، وكأنهم العروسة التي تتفاخر بعذريتها، وبنزف دمها البكر ليلة الزفاف؟

قبل عشرين عاماً كنت في سجن نفحة الصحراوي عندما خاض الأسرى الفلسطينيون إضراباً عن الطعام لمدة عشرين يوماً، وكان الأمل أن ينتفض الشعب العربي مع صرختنا، وأن تثور النخوة العربية، وأن تنقض التنظيمات الفلسطينية بالعمل العسكري المسلح غضباً يواكب إضراب الأسرى، ولكن للأسف الشديد، توجع الأسرى وهم يسمعون أن قادة التنظيمات الفلسطينية قد توجهوا إلى مقر الصليب الأحمر الدولي في عمان، واعتصموا مع النسوة هنالك، للضغط على إسرائيل كي تستجيب لمطالب الأسرى الإنسانية!

نسأل الله أن يرق قلب إسرائيل، وتستجيب لمطالب اللاجئين الإنسانية!.

عدد القراءات : 1713
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات