احدث الاخبار

يمن مابعد عبد الله صالح

يمن مابعد عبد الله صالح
اخبار السعيدة - كتب - عادل الجوجري*         التاريخ : 07-06-2011

سألتني قناة "الحدث" الفضائية عن سبب اهتمام أميركا  وروسيا باليمن؟ وسألت أيضا عن مستقبل اليمن في ظل الثورة الشعبية،  وعناد الحاكم وضغوط الدول الخليجية؟

ووجدت ارتباطا بين السؤالين فأميركا وروسيا والصين وغيرها في الاتحاد الأوروبي تهتم باليمن لموقعها الجغرافي المتحكم في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي من جهة،وموقعها الخطير بالنسبة لأغلى بقعة ارض في العالم تحتفظ بنسبة كبيرة من الاحتياط العالمي في النفط،إلى ذلك فإن نجاح ثورة اليمن ،وبالطريقة الشعبية السلمية ستكون نموذجا لدول الخليج التواقة إلى الحرية والكرامة باعتبار أن الحياة ليست مطعما فاخرا ورصيدا في البنك وتعدد في الزوجات حسبما يرى بعض ملوك وأمراء الخليج فالحرية والكرامة والمشاركة السياسية تظل أبقى بكثير من تلك المتع الزائفة والزائلة.

إن ثورة اليمن ستؤرخ من جديد للخليج العربي برمته وانتفاضة أهل البحرين وامتداد رياح الثورة إلى الكويت وبوادر انتقالها إلى السعودية والإمارات سوى إرهاصات لما هو آت،ومن يتابع مواقع الانترنت والفيس بوك وتويتر لمثقفي الخليج سوف يكتشف من دون عناء أن ربيع الثورات العربية عرف طريقه إلى الخليج من خلال انتفاضات سلمية لاتنجر إلى مخططات الحكومات المستبدة لعسكرة الثورات وتحويلها من الياسمين والبردى إلى الدم والحديد والنار.

من هنا نقول أن شعب اليمن العظيم مطالب اليوم بالتمسك بسلمية الثورة ووحدتها بعد أن حاول النظام العنصري الفاشي أن يخلق عوامل توتر وتصعيد بين مناطق ومحافظات اليمن ،فالملاحظ انه أثناء الثورة لم يرفع أي شعار انفصالي لامن الحوثيين ولامن الحراك الجنوبي بل التف الجميع على شعار واحد هو " الشعب يريد إسقاط النظام"،لكن هذا لايعنى أن يطرح كل طرف من أبناء الشعب مطالبه،وان يكون هناك طاولة حوار وطني تستمع لكل الآراء والمطالب المشروعة وان تتعاطى معها بروح ديمقراطية وثقافة الصدر المتسع لكل الآراء،والعقل المستنير على كل الأفكار مهما كان فيها من شطط ،فالصراحة راحة، وهنا نشير إلى بعض الآليات الديمقراطية من قبيل تشكيل حكومة وفاق وطنى تشرف على إجراء انتخابات تشريعية وأخرى رئاسية ،وتعد دستورا جديدا للبلاد ،وهي آليات تقليدية معروفة لكن اليمن تحتاج إلى ماهو أكثر.. أنها تحتاج إلى حالة تفهم عام لمطالب أبناء الجنوب ومطالب الحوثيين على قاعدة الحرص أولا على وحدة البلاد وسلامتها والحرص ثانيا على عدم مصادرة حق اي فئة من الشعب في طرح تصرها لمستقبلها والبعض مثلا يطرح فيدرالية للجنوب "وهذا ماانبثق عنه مؤتمر كبير وهام في القاهرة لقيادات وفعاليات من الجنوب"،والبعض يطرح كونفدرالية لكن هناك من يرى أن النظام البائد الفاسد هو الذي افسد الوحدة وان مجرد الإطاحة به يوفر المجال لعودة الوحدة إلى مسارها الطبيعي"ونحن من أنصار هذا الرأي" لان النظام السابق هو الذي حول الوحدة إلى كابوس وهناك قيادات من المحافظات الشمالية ذات شأن تعترف بمايسمى"القضية الجنوبية" وتعترف بالظلم الذي وقع على الجنوب وكانت هناك إحدى التظاهرات حملت اسم"الوفاء للجنوب".

ولست اعرض هنا سوى الآراء والاجتهادات حول مستقبل اليمن ،الديمقراطي الجديد ، وأؤكد أن كل القضايا قابلة للبحث بروح الأخوة والمشاركة  والرغبة في التوصل إلى حلول وليس تعقيد الأوضاع ،طالما اختفى الاستبداد والأطماع الشخصية والطموحات الفئوية،فاليمن اكبر من كل تلك الأحقاد التي سيطرت على عقل وضمير علي عبد الله صالح وأركان حكمه،فقد زرع الريح ولن يحصد سواها لكن شعب اليمن صاحب الحضارة وصاحب أهم الثورات الشعبية السلمية"رغم توفر السلاح" سوف يرسم لنفسه طريقا تنمويا ونهضويا من خلال ديمقراطية الحوار الحر،وبعيدا عن العقد النفسانية ، حيث ستكون الفرصة سانحة لتصحيح أخطاء النظام البائد،بل جرائمه.

*رئيس تحرير الأنوار المصرية

عدد القراءات : 2813
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات