احدث الاخبار

تغييب المستقلين في الحكومة القادمة

تغييب المستقلين في الحكومة القادمة
اخبار السعيدة - بقلم - أ . تحسين يحيى أبو عاصي*         التاريخ : 03-06-2011

فلسطين ليست لحركتي فتح وحماس فقط ، ولا هي ملك لباقي القوى والتنظيمات الفلسطينية الأخرى ، ويرفض شعبنا أن يكون تحت عبودية أحد أو رهينة له ، خاصة بعد تراكمات مؤلمة ، فهناك قوى جديدة ناشئة تتكون من تجمعات وأحزاب وهيئات وملتقيات ومنتديات ، من المعيب أن نحتقرها حتى لو كانت هلامية ، وهي ليس كما يصفونها في الإعلام فقاعات هنا وهناك ، ولا يمكن إنكار وجودها وتأثيرها حتى لو كان ضعيفا ، ولها امتدادات في الدول العربية – ليس ذلك تضخيما في غير محله – وهي في حالة دائمة من الصعود ، خاصة وان القائمين عليها ليسوا نكرات ؛ لأنهم الذين يصنعون المكانة لا المكانة تصنعهم ، وهم جزء من حركة التكامل الشعبي الذي يعم المنطقة العربية ، والذي هو جزء من حركة التاريخ ، لذلك فعلى جميع قادة الشعب الفلسطيني خاصة قادة الفصيلين الأكبرين – فتح وحماس - ، أن يعيدوا حساباتهم من جديد ؛ تجنبا لمفاجآت قادمة ، كما فاجأت الجميع من قبل في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة ، التي فازت بها حركة حماس ، وعليهم قراءة التفاعلات الشعبية قراءة دقيقة ، بعيدا عن الفكر النمطي السائد لدى قياداتنا ، والذي أثبتت التجارب خطأه وضيق رؤيته ، وعدم التعلم من التجارب السابقة – مع احترمنا لجميع قيادات شعبنا -

إن قراءة التفاعلات الجارية قراءة دقيقة تعطي نتيجة صحيحة ، فنحن الذين نعيش داخل دائرة المتغيرات ، ونحن الأقدر على تقييم الأمور، باعتبارنا في وسط دائرة المتغيرات من جهة ، وباعتبارنا مراقبين لأداء القوى الوطنية والإسلامية من جهة أخرى ، وبالتالي الأقدر من غيرنا على تشخيص الحالة الفلسطينية بجملتها... لذلك فإنني أنصح قادتنا بعدم الاستخفاف بائتلاف شباب ثورة الخامس عشر من آذار ، الذي يضم حتى تاريخه ستة عشر جسما ، وعدم احتقار المد الائتلافي الصاعد الآن بقوة ، فقد يقفز على كل القوى الوطنية والإسلامية في لحظة مفاجأة في يوم من الأيام ...

التقيت بالعشرات من ائتلاف شباب ثورة الخامس عشر من آذار ، ووقفت عند تطلعاتهم مليا من خلال نقاش طويل ... فقد خاب أملهم ، ولا يصلح العطار ما أفسده الزمان ... فهل يعتبر قادة شعبنا ذلك قرعا لناقوس الخطر ، فلا يضربوا بذلك عرض الحائط ، أم أنهم سيستمرون في تفكيرهم النمطي ! ؟ .

إن الاستخفاف بالقوى الجديدة الناشئة لا يصب في المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ، بل يخدم أجندة حزبية ضيقة ؛ لأنها تخشى على مصالحها المرتبطة بمواقعها ، شأنها في ذلك شأن النظام العربي الرسمي الذي تفاجأ بحركة الشعوب وقد استخف بها من قبل .

الاستخفاف يعني رفض التعددية السياسية ، ويعني قمعا لحرية الفكر ، وطمسا للديمقراطية ، ويعكس رؤى ضيقة لا يمكن أن تنجح في قيادة شعبنا ...

كثير من الطاقات المستقلة – بالمعنى السياسي الحقيقي - مغيّبة عن قصد عند تشكيل الحكومة القادمة ، بل هي مهمشة تهميشا كاملا حتى عن المشورة وأخذ الرأي ، وكأنهم ليسوا فلسطينيين ، أو كأنهم من كوكب آخر ، هذه الطاقات بعيدة كل البعد عن تجمعات المستقلين في غزة والضفة ، والتي لا يخفى توجهاتها على احد ، ولا يمكن لأحد المزايدة عليهم مهما كان موقعه ، فلماذا يتم تغييبهم !! ؟ ، وهل تغييبهم يخدم المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ، أم يخدم أجندة هذا الفصيل أو ذاك ! ؟ .

إن المستقلين الحقيقيين مرفوضون عند الفصائل الفلسطينية لصدقهم ، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى الصادقين ، من بعد مرارة الانقسام ، وانسداد الأفق السياسي ، واستمرار المعاناة ، وهم ليسوا بحملة المباخر من وراء القسيسين والرهبان .

مع كل الاحترام

– كاتب فلسطيني

موقع النورس الفلسطيني الخاص بالكاتب

http://tahseen-aboase.com/index.php

للاتصال بالكاتب

من داخل فلسطين 0599421664

من خارج فلسطين 00970599421664

صفحتنا على الفيس بوك

التجمع المدني من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة

http://www.facebook.com/home.php?sk=group_191620500879916

عدد القراءات : 1907
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات