احدث الاخبار

المكتبة وإسهامها في بناء الطفولة

المكتبة وإسهامها في بناء الطفولة
اخبار السعيدة - بقلم - الدكتورة/الهام عبدالحق باشراحيل*         التاريخ : 02-06-2011

مما لاشك فيه أن التعود على القراءة منذ الطفولة المبكرة يغرس في الأطفال حب القراءة والاطلاع، وبذلك يتأصل حب القراءة لديهم وتصبح هواية يمارسها الطفل ويتمسك بها كوسيلة من وسائل تحقيق الذات، وتنميتها خلال مراحل الحياة المختلفة، ومن جملة هؤلاء المواطنين يتكون المجتمع القارئ الذي يتولى قيادة الحياة العلمية، والثقافية ويعمل على تطويرها وإثراءه، وتوجد العديد من على اختلاف درجة تقدمها ونموها تهتم بالخدمات المقدمة للأطفال اهتماما كبيراً، لان المكتبة وما يتصل بها من خدمات تعد مظهرا من مظاهر التطور الثقافي لكونها وسيلة تربوية ذات أثر فعال في حياة الأفراد حاضراً ومستقبلاً.

وقد أدركت الكثير من المجتمعات المتقدمة أهمية المكتبات فعملت على إنشائها في المدارس والجامعات والمدن والأرياف..، بحيث أصبحت هذه المكتبات بما تحويه من مواد الثقافة والمعرفة قلعة للثقافة والمعلومات يرتادها الصغار والكبار المتعطشون والراغبون في التعليم والتعلم.

كما أولت المجتمعات اهتماما أكبر للمكتبات المدرسية ومكتبات الأطفال باعتبارها أساسا لإعداد أجيال المستقبل، وكان من نتيجة ذلك ما نلاحظه من حب وتعطش للقراءة لدى كافة الاعمار..؛ إن القراءة وارتياد المكتبات من أهم الوسائل التي تثري ثقافة الطفل، ولهذا نجد ان مكتبات الأطفال تحظى بمزيد من الاهتمام العام على كافة الأصعدة الاجتماعية والعلمية والثقافية باعتبارها عاملا هاما يسهم بفعالية في معالجة مشاكل التنمية البشرية.

 ان ارتباط ثقافة الطفل بالمكتبة يعد أحد الأنماط البيئية السليمة التي تساعد على تكوين تلك الثقافة واستمرار تعزيزها ودعمها علاوة على أن المستفيد من المكتبات سواء كان من الأطفال أو من الكبار هو في الواقع محور أي نشاط معلوماتي،، وتشير الكثير من الدراسات إلى الاهتمام بثقافة الطفل باعتبارها ضرورة يفرضها الوعي الناضج لاحتياجات الطفولة وتلبيتها حيث يتم التركيز على قدرات الطفل الذاتية وتنميتها لبناء جيل سليم قادر على العطاء المستمر. إن اجتذاب الأطفال إلى المكتبات العامة والمدرسية وتعويدهم وتشجيعهم على زيارتها يعتبره الكثير من المتخصصين الخطوة الأولى نحو التعليم الذاتي الحر، والطريق نحو تأصيل مفهوم الثقافة والتعليم المستمر الذي يلازم الفرد طوال حياته.

 

*أستاذة علم المكتبات بكلية الاداب – جامعة عدن.

عدد القراءات : 2755
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات