احدث الاخبار

الإنسان في نظر الإسلام مخلوق متميز

الإنسان في نظر الإسلام مخلوق متميز
اخبار السعيدة - بقلم - المحامي محمد عبد المؤمن الشامي         التاريخ : 30-05-2011

الإسلام لا يرفع الإنسان إلى مقام الإلوهية ولا يهبط به إلى درك الحيوانية فالإنسان مخلوق متميز كرمه الله بالعقل والإرادة. فالإنسان في نظر الإسلام مخلوق متميز وسنذكر الآن بعض مظاهر التكريم الإلهي للإنسان1.استخلافه في الأرض لقد أعلن الإسلام كرامة الإنسان فاعتبره خليفة الله تعالى في الأرض {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } (30) سورة البقرة. إذا  كرم الله الإنسان بالخلافة في الأرض وهيأه لها بالعقل والعلم الذي تفوق به على الملائكة, وهذه الخلافة كان يتطلع إليها الملائكة حتى أن الشيطان كان يطمح إليها وهذا هو سبب عداوته لآدم وبنيه.2-خلقه في أحسن تقويم:فلقد كرم الله تعالى الإنسان بالصورة الحسنة والخلقة الحسنة كما قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (4) سورة التين. (تمييزه بالعنصر الروحي):وفوق كل هذا التكريم كرمه بالروح العلوي فهو قبس من نو الله تعالى ونفخة من روح الله سبحانه قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ(71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ(72) } (71-72) سورة ص, وهذه النفخة الروحية الإلهية ليست خاصة بآدم أبي البشر, بل بنيه ونسله جميعا قد نالهم حظ منها قال الله تعالى مؤكدا هذه الحقيقة: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ(8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ(9) } (8-9) سورة السجدة, وهذا كله يثبت أن الإنسان نوع متفرد متميز عن سائر المخلوقات.(تسخير الكون لخدمة الإنسان):وكان من تكريم الله للإنسان أنه جعل الكون وعوالمه كلها في خدمة الإنسان وسخرها لمنفعته من شمس وقمر وسماء وأرض وماء ويابس قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } (20) سورة لقمان.

وتسخير الكون للإنسان يتضمن معنيين كبيرين:أولهما: أن الطاقات الكونية كلها مهيأة ومبذولة للإنسان فقط عليه أن يبذل جهده ويعمل فكره في اكتشاف المجهول منها.وثانيهما: أن الإنسان هو واسطة العقد في هذا العلم فلا يجوز للإنسان أن يؤله شيئا في هذا العالم أو يتعبد له رغبا أو رهبا فالذين عبدوا بعض الأشياء حولوا الإنسان من سيد سخر له الكون إلى عبد ذليل يسجد لنجم أو بقرة أو حجر لا ينفعه ولا يضره.(إلغاء الوساطة الكهنوتية بين الله والإنسان):من دلائل تكريم الله للإنسان أنه فتح له باب التقرب إليه سبحانه وتعالى أنى يشاء ومتى يشاء ولم يحوجه إلى وسطاء من البشر يتحكمون في ضميره يقول الله تعالى مخاطبا لرسوله الكريم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة, كما يعلن الحديث القدسي: (( من تقرب إلى الله سيرا تقرب الله إليه ذراعا ومن تقرب إلى الله ذراعا تقرب الله إليه باعا )) من حديث رواه البخاري.

وهذه الخاصة ليست للأتقياء والصالحين دون العصاة والمذنبين بل أن باب الله مفتوح على مصراعيه لكل من دعاه ووقف على أعتابه تائبا مستغفرا يقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر.(الاعتراف بالكيان الإنساني كله):وكان من تكريم الإسلام للإنسان أن اعترف به كله كما فطره الله جسمه وروحه وعقله وقلبه وإرادته ووجدانه ولذلك نجد الإسلام يأمر الإنسان بـ:أمره بالسعي في الأرض والأكل من طيباتها والاستمتاع بزينة الله تعالى التي أخرجها لعباده وفي هذا وفاء بحق الجسم الإنساني.وأمره بعبادة الله تعالى وحده والتقرب إليه بأنواع الطاعات من صلاة وصيام وزكاة وحج ......,

وفي هذا وفاء بحق الروح الإنسانية.وأمره بالتفكر والنظر في ملكوت السماوات والأرض, كما أمره بطلب العلم و لتماس الحكمة, وأنكر عليه تقليد الآباء بجهالة دون علم, وفي هذا وفاء بحق العقل. نبهه إلى جمال الكون بأرضه وسمائه وحيوانه ونباته, وما أعطاه الله من مظاهر الحسن والجمال, وفي هذا وفاء بحق الوجدان والعاطفة....

 

M_sh2002003@yahoo.com

عدد القراءات : 3256
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات