احدث الاخبار

حاجة المجتمعات العربية والإسلامية لبناء هوية مجتمع واحد للأمة

حاجة المجتمعات العربية والإسلامية لبناء هوية مجتمع واحد للأمة
اخبار السعيدة - بقلم - المحامي/ محمد عبد المؤمن الشامي         التاريخ : 29-05-2011

لكل إنسان هويته هكذا شاء له خالقه حين خلقه من ذكر وأنثى وجعل الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا بعد أن اختلفت ألسنتهم وتنوَّعت مشاربهم كل جماعة و كل شعب أو حضارة تتماشى مع تاريخها الخاص. و تتعرف على ذاتها من خلاله و من خلال مجموع مكونات التي تشكلت لها عبر مداه و هذا الشعور الذي هو وعي من الذات الفردية أو الجماعية أو حضارية,ولا شك أن الهوية لأمة من الأمم أو دين من الأديان هي ذلك القدر الثابت والجوهري المشترك من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارة هذه الأمة عن غيرها من الحضارات والتي تجعل للشخصية الوطنية طابعاً تتميز به عن الشخصيات الوطنية والقومية الأخرى .فمادام الإنسان يحمل عقلاً وقدرة على التفكير، فإنه قابل لانتاج فكرة أو تصور مغاير للفكرة أو التصور الذي أنتجه الإنسان الآخر، وبالتالي فإن الاختلاف بين البشر في التصورات والأفكار مسألة طبيعية وبديهية، إلا أن اللاطبيعي هو أن تتحول اختلافات البشر الطبيعية، إلى خلافات وصراعات وأزمات يصنعها الإنسان تجاه أخيه الإنسان. لهذا فإن المنهجية السليمة لاعتبار التنوع واحترامه، هو سبيل الوحدة الطبيعي،و إن حماية الهوية الإسلامية وصيانتها أمر يتطلب الاهتمام بمجالات معينة تشكل بمجموعها الإطار العام الذي يغذي الهوية والخصوصيات الثقافية بما يكفل لها الثبات والاستمرار والأصالة, ونحن المسلمين لدينا كتابنا الكريم وسيلتنا في نشر المحبة والتقارب بين الشعوب، وهو يعلمنا أن ننشر السلام ونحرص على التعاون. وقد أمرنا بذلك .

وإن  من واجب المسلمين على تحسين صورة الإسلام في الغرب وتلميعها يفرض على جميع  الشعوب الإسلامية في الخارج العمل على ترشيد الصحوة الإسلامية وتوجيه الافراد نحو منهج الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، المحافظة على هويتها الإسلامية وتحصينها من كل المؤثرات والتحديات الخارجية, وان من الواجب على كل مسلم أن يدعو لنشر الدين الإسلامي في كل مكان فإنّ عليه أن ينشر العدل والإحسان بين الآخرين سواء قبلوا الدين الإسلامي أم لم يقبلوا به، ويكون المثل الأعلى في القدوة الحسنة, قول الله تعالى:

(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون) (سورة آل عمران: الآية110).

فأمة الإسلام أولى بالتكتل الإسلامي ، حتى تتخلّص عن التبعيّة الذليلة للغرب وأمريكا بالذات ، ، وحتى يكون تقرير مصيرها بيدها ، وحتى تكون صاحبة الخيار في الأخذ والردّ ، ولاتبقى رهينة القرار الغربي الأمريكي الصهيوني في كل من شؤونها الداخلية والخارجيّة ، والإسلام في حاجة إلى مثل هذه الطاقات الخيرة والعادلة للوصول إلى حلول عادلة وتحقيق الرفاهية لأكثر من 1,2 مليار مسلم في العالم، والهدف هو تقديم الخير للعالم أجمع. و العالم في أمس الحاجة إلى وحدة المسلمين في هذه الأيام. فالمظاهر السلبية التباغض والتناحر واحتقار المسلم للغته أو جنسه أو مستواه الاجتماعي، وهذا بلا شك يولد الفرقة والحقد بين المسلمين. فالواجب على المسلمين هو تقوية روابط الأخوة في الله من خلال نشر قيم التسامح والمحبة بين المسلمين عن طريق الكلمة الطيبة والهدية وإقامة حقوق المسلم على أخيه المسلم كرد السلام وتشميت العاطس وزيارة المريض واتباع جنازته وكذلك تربية النشء على محبة المسلمين والتعاون معهم على البر والتقوى. فإن التنازع والانتماءات غير الدينية تؤدي إلى الفرقة والشتات قال تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم...».

      الوحدة الواقعية الشاملة الصادقة الحيّة الفاعلة النابضة هي حاجة الأمة الحاضرة والقادمة .

M_sh2002003@yahoo.com      

عدد القراءات : 1798
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
الحيران
ما شاء الله كلام في الصميم .. استفدت كثيرا ربنا يكرمك