احدث الاخبار

مشاهد رعب لا تزول

مشاهد رعب لا تزول
اخبار السعيدة - بقلم - احمد صالح الفقيه         التاريخ : 26-05-2011

في ثورة 26 سبتمبر قام العسكر بالثورة ،وهدموا النظام القديم بضربة واحدة، واطلقوا الناس على سجيتهم، فمضوا يتصرفون في هذا الانطلاق الفجائي، الذي ما كانوا ينتظرونه، ولم يستعدوا له، كمساجين في مطبق مظلم، خرجوا الى ضوء النهار، ورأوا سجانيهم قيد انتقامهم، دون حول ولا قوة، فكان ما كان. وفيما بين الاعوام 1964و 1966 شاهدت، وانا بعد شاب صغير في مقعد الدرس مئات عمليات الاعدام القروسطية بالسيف، والحضارية بالرشاش والمسدس، في ساحة التدريب الخاصة بالصاعقة آنذاك، عند مدخل العرضي الشرقي، وأخر امام مدخل وزارة الداخلية (المتحف الحربي الآن) وفي الزقاق بين ذلك المبنى وبين وزارة الصحة (وزارة الثقافة الآن) وكذلك في وسط ميدان التحرير. وكان المشهد في الموقعين الاخيرين اجباريا، ويكاد يكون يوميا، اذ كنت اصادفه ذاهبا اوآيبا الى ومن مدرستي في مقر هيئة الفساد الآن ثم في مدرسة جمال عبد الناصر منذ العام  1965. وكم شاهدت جثثا تسحل في الشوارع، واخرى معلقة اومنصوبة في وضع الجلوس على مكونات مبنى باب اليمن، في صنعاء والباب الكبير في تعز، وقد غرزت السجائر في انوفها وآذانها وافواهها، وجثثا اخرى ملقاة عند مكاب النفايات في ساحة بئر هادي عيسى (بير عبيد الآن)، وقد نهشت الكلاب معالم الوجه منها والساقين، وبدت القيود الحديدية محيطة بعظام الساق. وقد شهدت اكثرمن ذلكم بكثير، عشرات الجثث الضامرة والمنهوشة من الجوارح على منعطفات جبل الجميمة وفي اكناف واديي السر وغضران في بني حشيش وغيرهما وغيرهما..

وعند حدوث انطلاقة 14 اكتوبر، مارس القوم قتل اعدائهم، وكل من تصوروه عدوا لهم، ومثلوا بهم بابشع صورة تماما كما فعل اخوتهم في الشمال. ولو وقف الامر عند هذا الحد ،واوقظ الناس من هذا الكابوس المرعب، لكان خيرا، ولانتهى الامر عند هذا الحد. ولكن المحزن ان يسير المفكرون وراء الدهماء، ويتبنوا شعاراتهم، وان يصفقوا لهم استحسانا بدلا من ان يعملوا على كبح جماحهم..ولم تقف القوة التي احدثت الرجة تتفرج بل شاركت في الجنون اللاحق. وانقسم القوم شيعا واحزابا، وتعصب كل لشعار ينادي به تعصبا اعمى، كالتعصب الديني في عصور الهمجية والظلام، بل ان بعضها كذلك بالفعل. وحلت القوة محل المنطق، واخذوا يقتلون بعضهم بعضا، ومن اعوزته القوة استعان باجنبي طامع، هذا الى تقطيع الاوصال والتمثيل المرعب بالجثث علنا فيتاثربه الصبيان. وفي الاعوام الماضية كثير ما ارقني ما يفعله الصبية في بلدنا من قتل وحرق وخنق وتعذيب للكلاب والقطط ، فاشفق على مآل هذا الجيل في دروب القسوة والعنف.

واليوم وعلى جوانب هذه الثورة السلمية، التي رأيت فيها خطوة هائلة في افتراقها عن الجنون السابق. ها هوالجنون ينفلت من عقاله. ولا اجد خيرا من بيان شباب الصمود في ساحة التغيير ابسط من خلاله موقفي، فهو لسان الحال:

بسم الله الرحمن الرحيم   نتابع بقلق ما يدور من أحداث مؤسفة كنا دائماً نأمل أن لا تقع بين ابناء البلد الواحد، وطالما صبرنا نحن في ساحات التغيير والحرية على الممارسات الإجرامية من قبل النظام تجاهنا حرصاً منا على الحفاظ على مبدأ ثورتنا السلمية. ونؤكد في هذا الظرف أن مبدأنا الذي آمنا به لن نحيد عنه وسنستمر عليه حتى بلوغ مطلبنا في إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، وندعو الجميع إلى ضبط النفس وعدم الإنجرار إلى مربع العنف وما يروج له النظام من حرب أهلية سيخسر فيها الجميع، مؤكدين على أن أي صراع مسلح يحصل فإننا لسنا طرفاً فيه لقناعتنا بثورتنا السلمية التي ستستمر بإذن الله، وإننا لن نواجه رصاص الظلم إلا بصدور عارية....   صادر عن إئتلاف شباب الصمود ساحة التغيير - اليمن

عدد القراءات : 2715
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات