احدث الاخبار

المركز الاول لليمن ..أعضاء إتحاد المدونين العرب يحصدون الجوائز الأولي لمسابقة أفضل موضوع صحفي يتناول قضايا المرأة العربية‎

المركز الاول لليمن ..أعضاء إتحاد المدونين العرب يحصدون الجوائز الأولي لمسابقة أفضل موضوع صحفي يتناول قضايا المرأة العربية‎
اخبار السعيدة - صنعاء (اليمن)         التاريخ : 20-05-2011

حصد أعضاء إتحاد المدونين العرب الجوائز الأولى للمسابقة الصحفية التي نظمها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث " كوثر " ومقره تونس فقد توّج مقال "اليمنيات أقل حضورا على الشبكة" للصحفي مهيب زوى عضو إتحاد المدونين العرب بالجائزة الأولى (2000 دولارا أمريكيا) في الدورة التاسعة لمسابقة أفضل مقال صحفي حول موضوع "الشبكات الاجتماعية وفضاءات الإعلام والتواصل الجديدة : أي دور للنساء والشباب؟"
وحاز على الجائزة الثانية (1500 دولارا أمريكيا) مقال "الكتابة فعل حياة" للصحفية رائدة زقوت، عضو إتحاد المدونين العرب وصحفية مستقلة من الأردن،
وقد تم إسناد هذه الجوائز من قبل لجنة تحكيم محايدة شكّلها مركز "كوثر" لتقييم المقالات المشاركة، وتتكون من السيدات والسادة علياء داوود باحثة في علوم الإعلام من مصر، وسهام النجار باحثة في علم الاجتماع بمعهد البحوث المغاربية المعاصرة ومقره تونس، والصادق رابح الأستاذ بكلية الاتصال بجامعة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والصادق الحمامي أستاذ تعليم عالي في مجال الاتصال ومؤسس البوابة العربية لعلوم الإعلام والاتصال من تونس.
وأجمع أعضاء لجنة التحكيم على ما تميز به المقال الحائز على المرتبة الأولى "اليمنيات أقل حضورا على الشبكة" من تنوع في المصادر وتدرج في عرض الأفكار وغنى في المعلومات خاصة الإحصائية منها. وقد رشّحه ثلاثة من أعضاء لجنة التحكيم لنيل الجائزة الأولى، منوّهين بالجهد المبذول في كتابته وصياغته بطريقة مهنيّة، واعتبره السيد الصادق الحمامي الأفضل من بين المقالات المشاركة، فيما أشادت السيدة علياء داوود بالزاوية المختارة للمقال وبالأسلوب وطريقة المعالجة. يتحدث مهيب زوى في تحقيقه قائلا "تكمن مشكلة اليمنيين عموما ليس فقط المرأة في علاقتهم مع الانترنت بأنها علاقة ترفيهية بحتة و ما يزالون منغلقين على أشكال الفضاء الالكتروني والتدويني خصوصا...".
وأشادت السيدة سهام النجار، بالمقال الثاني "الكتابة فعل حياة" الذي حاولت من خلاله صاحبته تقديم شهادة حية ونقل وتقاسم تجربة شخصية معيشة في التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاندماج ضمن شبكات التواصل ومن ثمة ولوج عالم التدوين. عبّرت الصحفية رائدة زقوت عن تجربتها بأسلوب جميل وسلس بقولها "المرأة العربية ليست أقل ذكاء ولا طموحا من نظيراتها الغربيات، هي فقط تعيش بتقوقع وسلبية في بعض الأحيان، وتستسلم للظروف التي تحيط فيها وكأنها تنفذ حكما بالعزل، العالم الافتراضي فرصة كبيرة لكسر طوق عزلتها ودمجها في المجتمع وفق توجهاتها وأفكارها...".
وعليه يبارك إتحاد المدونين العرب لعضو الإتحاد مهيب زوي من اليمن وعضوة الإتحاد رائدة زقوت من الأردن؛ ويتمنى لهما دوام التوفيق والنجاح.
من الجدير ذكره أن مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" ينظم المسابقة الصحفية بدعم من الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة-إقليم العالم العربي، ويعلن عن نتائجها في إطار الاحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة.
------------
المقال الفائز بالمركز الاول
اليمنيات أقل حضورًا على الشبكة
• مهيب زوى
zawapress@gmail.com
أكدت المرأة العربية حضورها بقوة في عالم الانترنت والبحث عن المعلومة و أثبتت مهارة فائقة في التعامل مع هذه التكنولوجيا مقارنة بالرجل إلا ان المرأة اليمنية ماتزال في ذيل القائمة على الرغم من إنه خلال العامين المنصرمين بدأت الأوساط النسائية اليمنية تشهد نموا لعلاقتها بالانترنت.
وتؤكد دراسة حديثة أجراها موقع anazahra.com الالكتروني تطور المرأة العربية في مجال الانترنت في منطقة الشرق الأوسط وقد ظهر هذا التطور واضحا، إذ تشير الإحصاءات التي خلصت لها الدراسة إلى إن 71% من النساء العربيات منتسبات إلى إحدى الشبكات الاجتماعية على الانترنت للتواصل، كما تتواصل 66% منهن يوميا مع أصدقائهن من خلاله أيضا.
وأضافت الدراسة إن 83% يمتلكن خدمة الانترنت في المنازل ، فيما تقضي 34% منهن أيضا مالا يقل عن 10 ساعات أسبوعيا في استخدام الانترنت بينما تقوم 45% من هذه النسوة بقراءة المجلات الرقمية والمقالات على صفحات الويب.
وشملت هذه الدراسة عينات نساء من دول مجلس التعاون الخليجي: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وسلطنة عمان، وقطر، والبحرين، ونساء أيضا من دول المشرق العربي: الأردن، وسوريا، ولبنان ومن شمال إفريقيا: مصر. إلا أن الدراسة لم تشمل عينة نساء من اليمن.
ورغم ما أثبتته هذه الدراسة من تفوق للمرأة العربية في المجال التكنولوجي إلا إن واقع المرأة اليمنية يخبر بغير ذلك.
دراسة محلية
وتفتقر اليمن إلى أرقام دقيقة تحدد توجه المراة في الولوج الى العالم الافتراضي والمعلومات ، كما تفتقر أيضا إلى دراسات محلية بهذا الشأن على وجه التحديد ماعدا دراسة ميدانية يتيمة - تكاد تكون هي الوحيدة محلياً- أجراها موقع نبأ نيوز الإخباري الالكتروني في عام 2008.
و تشير هذه الدراسة إلى تدني شديد في شيوع ثقافة الانترنت لدى طالبات الجامعات اليمنية.
الدراسة التي شملت عينات عشوائية لطالبات ثلاث جامعات يمنية هي (1- جامعة صنعاء 2- جامعة العلوم والتكنولوجيا 3- جامعة أروى) خلصت إلى إن 7% فقط من الطالبات اليمنيات يستخدمن الانترنت بصورة يومية بمتوسط 50 دقيقة لليوم الواحد، فيما 16% يستخدمن الإنترنت من مرة واحدة إلى مرتين في الأسبوع الواحد بمتوسط 65 دقيقة للمرة الواحدة.
وأضافت الدراسة إن 77% من الطالبات اليمنيات نادرا ما يستخدمن الانترنت.
وعزت الدراسة ندرة ذلك إلى عدم وجود مقاهي إنترنت خاصة بالسيدات خصوصا والمجتمع اليمني ما يزال منغلقا على نفسه ويُسمى محافظاً.
كما إن ثقافة الأسرة اليمنية ونظرة المجتمع تجاه المرأة والتكنولوجيا تلعب دورا كبيرا أيضا في اتساع هوة علاقة الطالبات بالانترنت- حسب الدراسة.
الفيس بوك يتصدر
وعلى الرغم مما أظهرته هذه الدراسة اليمنية اليتيمة من أرقام إلا إن الدكتورة سعاد القدسي رئيس ملتقى المرأة للدراسات والتدريب – أول مركز دراسات نسوية في اليمن ويتخذ من تعز وسط اليمن مقراً له- تؤكد إن الأوساط النسائية اليمنية بدأت تشهد نموا مطردا في استخدام الانترنت خلال العامين الأخيرين 2009و 2010 سواءً للبحث عن المعلومة أو انضمامها إلى احد الشبكات الاجتماعية أو للعمل عبر البريد الالكتروني الذي أصبح وسيلة تواصل ملحة في العمل والتعليم والتواصل بين الناس -حد قولها.
وأضافت رئيس ملتقى المرأة للدراسات والتدريب :"إن الانترنت فتح أفقا أوسع للمرأة اليمنية على الرغم من نظرة المجتمع".
و أشارت القدسي إلى إن الكثير من أعضاء الشبكات الاجتماعية وغرف الشات ينظرون إلى المرأة التي يجدونها على الشبكة نظرة خاطئة فيها الكثير من الخبث وهو احد أسباب تدني حضور المرأة اليمنية على الانترنت ، وهو ما يجعل كثيرات أيضا تتخفى وراء أسماء مستعارة في الأغلب، لهذا نجد إن من يستخدمن الانترنت بأسمائهن الحقيقية هن من المعروفات لدى العامة إما شاعرة أو قاصة أو إعلامية أو ناشطة حقوقية.
و تابعت: لكن ما نراه اليوم على شبكة الفيس بوك - وهي أحدث شبكة تعارَف عليها اليمنيين واحتلت الصدارة خلال العامين المنصرمين- أثبت إن الكثير من الفتيات اليمنيات يملكن قدرة على منافسة الرجل وان حضورها بدا يشكل نموا مطردا، وهو مؤشر على إن المرأة اليمنية بدأت بالتخلص من قيودها الاجتماعية نوعا ما وهو احد فوائد الفيس بوك لنجد إن هناك اختلاطا صحيا بين الشباب ذكور و إناث بشكل و أسلوب سلس وواضح.

علاقة ترفيهية
تكمن مشكلة اليمنيين عموما ليس فقط المرأة في علاقتهم مع الانترنت بأنها علاقة ترفيهية بحتة و ما يزالون منغلقين على أشكال الفضاء الالكتروني و التدويني خصوصا، إذ ترى الأديبة والكاتبة اليمنية ( بشرى المقطري ) إن ثقافة التدوين ما تزال غائبة أو – كما قالت- ربما في طور النشأة مقابل ماهو كائن في بلدان عربية أخرى أصبحت فيها المدونات تحاكي المواقع الالكترونية في توفيرها للمعلومة والسبق كما في مصر والعديد من البلدان العربية.
وتتابع بشرى بشغف الكثير من المدونات العربية أبرزها مدونة المصرية: غادة عبد العال (بدي اتجوز) ومدونة رحاب بسام(أرز باللبن لشخصين) ومدونة غادة محمود (مع نفسي) وغيرها، إذ تعتبر هذه المدونات في نظر بشرى رافدا للثقافة العربية المعاصرة، وتمثل ثورة على مستويات عديدة من حيث لغة الحياة اليومية البسيطة والتناول العفوي لقضايا اجتماعية وسياسية ملحة، بعضها يستخدم لغة عامية والبعض لغة أدبية شيقة وسهلة، فغاية التدوين هي تقديم رسالة إلى المتلقي الافتراضي- حد قولها.
ولا تمتلك الأديبة اليمنية بشرى المقطري مدونة خاصة بها مُرجعة ذلك إلى أنها لا تملك مزيدا من الجهد لتلتزم بمدونة نشطة للقارئ على الأقل في الوقت الحالي لكنها تفكر في ذلك.
وعن حضور المرأة اليمنية في الشبكات الاجتماعية ومجتمع المعلومات تقول الأديبة بشرى المقطري: إن حضور اليمنيات وإقبالهن على الانترنت ما يزال ضئيلاً، بسبب مجموعة عوامل اجتماعية وثقافية وأحيانا أسرية تقيد من حرية المرأة ومن تفاعلها في مثل هذه الشبكات، وإن حدث وسجلت حضورها فإنها تحضر بشكل خجول ولا تعبر عن أفكارها أو تفاعلها مع القضايا المطروحة في الساحة، ولكن في المقابل نجد هناك حضورا مميزا لبعض الكاتبات والصحفيات والناشطات الحقوقيات في الشبكات الاجتماعية ويحاولن أن يوصلن رسالتهن، ولكن كما قلتُ فإن عددهن قليل جداً ولم يسهم حتى الآن في خلق تفاعل ثقافي واجتماعي وخلق رأي عام نسوي مميز.
فخ الأرقام
وفيما تشير إحصائية حديثة لاتحاد المدونين العرب – حصل عليها المحرر- انه حتى ديسمبر2010 وصل عدد اليمنيين الذين يملكون مدونات وحصلوا على العضوية في الاتحاد إلى 154 مدون يمني بينهم 43 مدونِة يمنية فقط.
نجد إن الإعلامية اليمنية منى صفوان – طالبة دراسات عليا في القاهرة- تؤكد إنه لا يجب أبدا الوقوع في فخ الأرقام فالرقم في اليمن لا يقارن بما هو موجود في الجزائر أو مصر نظرا لفارق السكان وعدد المتعلمين والمهتمين بالتكنولوجيا فمعظم متصفحي الانترنت في اليمن من الجنسين لا يعرفون عالم التدوين وربما لم يسمعوا عنه أيضا إذ نجد إن معظم المدونَات اليمنية والتي يملكها يمنيون أو يمنيات – حسب احصائية اتحاد المدونين- هي إما لصحفيين أو لصحفيات في الأغلب يعيدون نشر مقالاتهم فيها.
وتجد منى صفوان نفسها غير شغوفة بمتابعة مسار مُدوني اليمن فهم -كما أفادت- صحفيون يتعاملون معها كوسيلة ثانية وأرشيف فقط لإعادة نشر مقالاتهم المنشورة في الصحف أو المجلات وليس فيها اي جديد يخص المدون او رأيه وهذا لا يتفق مع واقع التدوين العفوي الذي يوفر فضاء متاحا وحرا ليقول المدون مالا يقوله في الصحف أو الوسائل الإعلامية الأخرى التي يعمل بها – حد قولها.
تقول منى صفوان" تشدني قراءة مُدونة لـشاب لا يكتب في الصحف أو فتاة تتعلم مهارة التعبير عن الذات وتتعلم كتابة أول اسطر الحرية وهو مالا أجدة بين المدونات اليمنية".
وتتفق اليمنيتان الإعلامية منى صفوان والكاتبة بشرى المقطري في إنهما لا يملكان مدونات خاصة لكنهما يفكران في ذلك بجدية.
إلا إن منى صفوان تؤكد إن مدونتها ستكون خالية مما تكتبه عادة في الصحف و إنها ستتحدث عن أشياء أكثر جرأة وحرية ولن تعيد نشر ما تنشره في الصحف من مقالات اجتماعية كانت أو سياسية.
عدم جدية
أظهرت لقاءات ميدانية سريعة أجراها المحرر إن عدم التعامل بجدية مع الانترنت هي السمة الأغلب لدى الكثير من الفتيات وإن طريقة تعاملهن مع هذا العالم المعلوماتي يظل محصورا في كثير أحيان وربما ينعدم التعامل بالمرة أحيان أخرى.
تؤكد شذى الحرازي - صحفية يمنية: إن جهلها في التعامل مع المدونات هو السبب لعدم امتلاكها مدونة خاصة وغيابها عن هذا العالم ، كما إن إدمانها على الفيس بوك يعتبر احد الأسباب- حد قولها.
مضيفة أنها تحترم المدونات كثيرا وترى إنها تقترب لتكون أقوى من المواقع الأخرى.
أما (أميرة العراسي) ترى إن عالم المدونات هو احد اهتمامات أصحاب الميول السياسي، وإنها ليست منهم ، لكنها تفكر في إنشاء مدونة لتضع فيها مواضيعها الصحفية فقط موضحة إن كسلها أعاق عمل ذلك- كما أفادت.
أما نهى جمال وهي موظفة في مدينة عدن جنوب اليمن وتجيد اللغة الانجليزية تمتلك مدونة جماعية لها وزملاء في العمل واصدقاء ايضا الا ان هذه المدونة لم يتم تحديثها منذ سبتمبر2009.
إلى ذلك تنعدم لدى العديد من الطالبات الجامعيات ثقافة امتلاك بريدا الكترونيا للتواصل منهن(سلوى، نجلاء ،كفاح و إيمان).
وتقول (سلوى) وهي طالبة في كلية الاداب بجامعة تعز أنه لم يسبق لها ان دخلت مقهى انترنت ولا تملك حتى بريدا الكترونيا، و إنها عندما تحتاج لأي معلومة غير متوفره لديها ولا في المكتبة تطلب من احد اقاربها ان يبحث لها عن ذلك في الانترنت.
عادة سيئة
ومن جهة أخرى جرت عادة سيئة لدى العديد من طلاب الجامعات اليمنية وهي ان يذهبوا الى اي مقهى انترنت - حين يتم تكليفهم بعمل بحث علمي- لاستخراج بحوث جاهزة والكثير منهم يطلبون من القائمين على هذه المقاهي ان يقوموا بها مقابل مبلغ مالي يُدفع لهم.
يقول (احمد) وهو احد القائمين على ادارة مقهى انترنت امام جامعة صنعاء القديمة انه كثيرا ما يأتي إليه طلاب جامعيون حتى يستخرج لهم بحوثا جاهزة من الانترنت ليقدموها لدكاترتهم في الكلية.
وأكد أحمد الذي يتقاضى على كل بحث -حسب قوله- مبلغ (2000) ريال يمني على الاقل وتعادل عشرة دولارات امريكية : ان الفتيات هن مُعظم هؤلاء الطلاب الذين يأتون إليه ليستخرج لهم بحوثا.
أما (علي) مسؤول انترنت أمام الجامعة الجديدة بصنعاء فيقول انه منذ أكثر من عامين أقدم على إغلاق قسم خاص بالفتيات والطالبات كان قد افتتحه بسبب قله دخول واستخدام الفتيات للانترنت.
ويؤكد (إبراهيم) وهو مسؤول مقهى انترنت في شارع حدة -أحد الشوارع الحية بمدينة صنعاء- إن زواره على مدار الساعة كلهم من الذكور ونادرا ماترتاد الفتيات مقهاه، وحين يحدث هذا تجدهن لايغادرن غرف الشات والدردشة فقط – حد قوله-.
-------------
المقال الفائز بالمركز الثاني
الكتابة فعل حياة
للبدايات دائما رونقها الخاص، وذكرياتها التي تعلق بالعقل والقلب، تختلف البداية من شخص لآخر وفق ميوله وظروفه التي تحيط به مع تحفظي على كلمة الظروف التي يعلق عليها الكثير من الناس أسباب تأخرهم أو عدم انخراطهم في توجه معين وخاصة إذا كان هذا التوجه تطويري حضاري، وربما أكثر من يعلق على الظروف ويجعلها كحائط صد لكل خطواته التي يجب عليه أن يسير عليها  للأمام هن النساء، وأقصد النساء اللوتي لا يعملن أو لا يتطلب عملهن اتباع الحداثة والتطوير في العمل .
التطور التكنولوجي واستخدام الشبكة العنكبوتية  هي أحدث التطورات التي وصلت لمنطقتنا العربية، وكان لزاما علينا أن نتعامل معها، ولا ننظر لها كأنها عدو خفي أطلق علينا من الغرب ليعبث في عقولنا خراباً، شأنها شأن التلفزيون في بداياته وشأن الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية إلا أنها من وجهة نظري، تقنية إذا وجهت وتعاملنا معها بشكل عقلاني أكثر فائدة ومتعة من سابقاتها من وسائل الاتصال الحديثة، 
الأضرار والمنافع تحدد عبر استخدام الشخص للتقنية ولا تفرض عليه فرضاَ، فحتى النار التي نستخدمها حارقة مميتة إذا تعاملنا معها بطريقة سيئة، فما بالك بتقنية تأخذك للتجوال في العالم هذه القرية الصغيرة بمجرد أن تشتهي ذلك !؟
بدايتي مع هذه التقنية لم تكن محض صدفة أو بشكل عشوائي، فأمومتي في البداية فرضت علي أن أتعلم الحاسوب حتى لا أكون عائقاً أمام أولادي وحاجتهم لمن يعلمهم ويأخذ بأيديهم الصغيرة لتلمس ما يحتاجونه من الحوسبة، وخاصة أن المدارس والمدرسين كانوا يعتمدون طلب الأبحاث والدراسات مرقنة وليست بخط اليد، تعلمت استخدام الحاسوب بشكل فردي ومن غير تعليم أو دورات، وبدعم وتشجيع من زوجي،  فقد كنت أركز وأمارس عملية التشغيل وتتبع ما يظهر على الشاشة من رسائل، لم تكن العملية شاقة بقدر ما كانت ممتعة وتدفعني للمضي قدما في اكتشاف هذه التقنية.
بعد أن أتقنت استخدام الحاسوب لجأت إلى الشبكة العنكبوتية في صورة قارئة وباحثة عن كل جديد يتم رفد هذه التقنية به أولا بأول، وكان هذا في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، حيث كنت، أتابع بالقراءة فقط ما يستجد بالنسبة لي كأنثى تبحث عن المعرفة وبالنسبة لأولادي وحاجاتهم التي يريدونها من هذه التقنية، ساعدني على هذه المتابعة أننا نقطن في مدينة محافظة وبعيدة نسبياً عن العاصمة، حيث لا تتوافر المكتبات بشكل يفي بالغرض وحيث أن الأماكن المخصصة للنت لا يستطيع أن يرتادها الأطفال والنساء .
بطبعي كنت قارئة، وكانت لي محاولات في الكتابة لم تخرج للنور، فقد كنت أعيش كأي ربة بيت عليها التزام اتجاه الأسرة والأبناء، إلا أن المجتمع النسائي لم يكن من صلب اهتماماتي حيث كنت أشعر بأن الوقت المهدور في الزيارات والتي كانت السمة الأبرز لنساء المدينة تضيع الوقت الذي يجب أن يوجه لتنمية قدرات المرأة والأسرة ويعمل على نشأة أفراد أكثر وعي ومعرفة .
زادت علاقتي مع الشبكة العنكبوتية وأصبحت من المتصفحين لها بشكل يومي ومكثف، وكنت أقوم بتحميل الكتب التي لا أجدها في المكتبات عن طريق النت وأقوم بقراءتها، بعضها كنت أقوم باستخراجه وطباعته على أرواق والبعض الآخر كنت أطالعه بشكله الافتراضي .
كنت أحاول أن أشرح لبعض المحيطات بي من النساء عن هذه المتعة التي تتوفر عبر الشبكة العنكبوتية وأحاول أن أؤثر عليهن عن طريق قراءة بعض المواد التي وجدتها، ولكني جوبهت بالصمت من قبل البعض وبالسخرية من قبل بعض النساء أيضاً، لدرجة أن إحدى الجارات قالت لي " بعد أن وجدتك تدمنين الجلوس أمام الكمبيوتر، قررت أن أتوقف عن تنظيفه وأنيط مهمة تنظيفه بابني حتى لا تنتقل العدوى لي وأتحول مثلك" لم يؤثر كلامها ولا كلام غيرها في توجهي ولكنها فتحت عيني على أمر لم يكن قد خطر ببالي سابقا، وهو البحث عن مشاكل المرأة العربية عامة ومشاكل المرأة  الأردنية بشكل خاص، تتبعت قصص النساء من المحيط ومن خارج المدينة لأحصر مشاكل تعاني منها النساء، بشكل عام.
ربما هذا كان الحافز الأكبر الذي دفعني للبحث عن أفق آخر للكتابة غير تلك التي كنت أكتبها في بداية معاشرتي للكتابة وأقوم بعدها في لحظة يأس أو إحباط بإحراقها، دخلت لعالم التدوين، بداية كانت ضعيفة مرتجفة، من مكتوب انطلقت، قمت بإنشاء مدونة وبدأت أكتب فيها يومياتي وبعض الخواطر البسيطة والقليل من معاناة النساء التي أعرفهن، بأسلوب بسيط لم يكن ليخلو من الركاكة، كانت المفاجأة الكبرى هي انتشار المدونة بشكل لافت للأنظار واشتهارها عبر مكتوب ضمن المدونات الأكثر تعليقا والأكثر زيارة، وكان هذا يحفزني على أن أستمر بالكتابة وأعمل على تحسين قدراتي في الكتابة وفي طرح أفكار تمس واقع المرأة العربية بأي مكان تتواجد فيه، ولكن المتلاعبين في العالم الافتراضي كانوا لنا بالمرصاد، فقد أقدم أحد الأشخاص على " قرصنة" المدونة عبر وضع فيروس على شكل إدراج يتم حذف المدونة بكاملها بحال قمت بحذفه  وعزائي الوحيد أن هذا العمل لم أكن وحدي التي عانيت منه ، بل مجموعة من أشهر المدونات على مكتوب، وهذا كان في العام (2007) .
لم أرضخ لتهديد من الممكن أن يستمر ولا بوجود متلاعب قد يحذف المدونة بحال قمت بإدراج موضوع لا يعجبه، قررت ونفذت في ساعة واحدة، قمت بحذف المدونة ولم أعمل نسخ لما كان فيها من مواضيع، وقمت بإنشاء أخرى بنفس الاسم وخصصتها لقضايا المرأة بشكل خاص في البداية، عادت المدونة لسابق عهدها من النجاح والمتابعة، وكنت حتى ذلك الوقت أقوم بالتدوين بالكنية ولم أضع اسمي على المدونة.
لم أكن أعرف الكثير عن التلاعب الموجود على الشبكة العنكبوتيه، كنت أتعامل بثقة مطلقة مع الجميع ولا أتتبع ما يحصل خارج عالم المدونات إلا إذا دعيت لذلك من أحد زملاء التدوين، استمر الوضع طوال العام (2008) بنجاح المدونة ، حتى حدث أن بعض المتابعين للمدونة قد نبهني بوجود نصوص كنت كتبتها بأسماء آخرين في مواقع على النت، قمت بعدها بوضع اسمي على المدونة، وكنت بجانب المدونة قد استلمت إدارة منتدى ثقافي علمي أدبي، وكنت أقوم برفده مع عدد كبير من الزملاء بكل ما من شأنه أن يرقى بذائقة المتابع وفي شتى المواضيع.
في هذه الأثناء كنت أتابع المطالعة والتوسع وتحديد مجالات أخرى أوسع في الكتابة والقراءة، وبدأت أتعمق أكثر في بعض الأمور الخاصة بالعالم الافتراضي وبدأت أرتبط بصداقات أكثر من سائر الدول العربية، قمت بعدها باستخدام المسنجرات وزيارة المواقع الاجتماعية، وكنت في هذا الوقت  أتابع أمور وشؤون أولادي على النت، ونتناقش في ما يحدث وأتتبع الأماكن التي يقومون بزيارتها، بعد أن كبروا .
قمت بإنشاء صفحة على الفيس بوك وبعض أولادي أيضاً، في البداية لم أستسغ الفكرة ووجدت أن فيها إهدار للوقت الذي كنت أخصصه للتدوين وللموقع، إلا أن تواجد عدد من الأصدقاء أغراني بالاستمرار، وفي هذه الأثناء كنت قد انتسبت للعديد من المنتديات وقمت بنشر ما أكتبه في المواقع الالكترونية والمنتديات .
الفيس بوك كان تجربة مختلفة كلياً عن عالم التدوين والكتابة والنشر، البعض ممن كان يطلب الصداقة كان يتصرف كما لو أنه دخل على نادي ليلي، مجرد أن يدخل فورا يرسل بإعجابه ويطالب بالأحاديث الجانبية الخاصة، والبعض كان فعلياً يدخل ليتابع ويقرأ ما يتم نشره من ملاحظات وكتابات على الصفحة.
خلال هذه الفترة، ونتيجة للمتابعة الحثيثة لعدد كبير من الأدباء والكتاب العرب، كنت قد بدأت في كتابة القصة القصيرة، وأظن بأني نجحت فيها، وكنت أتابع الكتابة عن المرأة بشكل متقطع، وتوسعت في المواضيع التي أكتبها.
كنت وما زلت استخدم الفيس بوك لنشر المواضيع التي أكتبها وللتواصل أيضاً مع بعض الأصدقاء، رغم أن المضايقات استمرت وبشكل يضطرني أحيانا لعدم دخول الصفحة لعدة أيام متتالية، والمشكلة كانت في نظر البعض لهذا الموقع ولمرتاديه، حيث أن البعض كان يعتبره ساحة للهو والمجون والتعارف اللامحدود  وللامحمود أيضاً  .
وللصدق والأمانة أتاح لي الفيس بوك فرصة كبيرة للتعرف على عدد كبير من الأدباء العرب تواصلت مع حروفهم واطلعت على ما يختارونه من مقتطفات  تعبر عنهم بطريقة أكثر سلاسة مما يوفره نتاجهم الأدبي، والفائدة الأكبر أنني عن طريقه تعرفت على من ساعدني ودلني على طرق للنشر الورقي وقد كنت قبل هذا رقمية بامتياز ولم أطرق باب النشر الورقي، وشجعني هذا الأمر على  تجميع مخطوط  لمجموعتي القصصية وهو قيد الطباعة .
هذه تجربتي على النت بصورة عامة، وقد كتبتها بطريقة بسيطة وسلسة، لتكون أمام الجميع من مرتادي النت وخاصة النساء، لا أعلم إن كانت ستكون دافعا لبعض السيدات للانخراط بهذه التقنية ومحاولة سبر غورها أم لا ، عني بشكل خاص تواجدي داخل هذه القرية الصغيرة ساعدني وساعد أبنائي على البحث عما يفيد أو حتى يجلب التسلية وحماهم من الانزلاق صوب الاستخدام غير الواعي للنت، فقد كنت على تواصل يومي معهم وكنت أستفيد من تواجدهم بقدر ما كنت أؤثر فيهم عن طريق الحديث والنقاشات بكل المسائل والأمور التي يتعرض لها مرتادي هذه القرية.
كل التجارب تبدأ من الصفر وتكبر إن امتلكنا العزيمة والرغبة الحقيقية  للنجاح، العالم الافتراضي، كما كل تقنية وكل تطور حداثي يبدو في البداية غريب وشائك، ولكن السير فيه ليس صعبا ولا مستحيلا، فقط نحتاج أن نكون مقدامين لنسير.
المرأة العربية ليست أقل ذكاءاً ولا طموحاً من نظيراتها الغربيات، هي فقط تعيش بتقوقع وسلبية في بعض الأحيان، وتستسلم للظروف التي تحيط فيها وكأنها تنفذ حكماً بالعزل، العالم الافتراضي فرصة كبيرة لكسر طوق عزلتها ودمجها في المجتمع وفق توجهاتها وأفكارها، فالباحثة عبر هذا الفضاء ستجد ما يناسب ميولها وتستطيع أن تحدد مع من تتعامل وكيف تتعامل إن هي قررت أن تغزو هذه القرية.
سنستمر في الكتابة لأن الكتابة فعل حياة ونحن نحتاج لهذه الحياة، ولن نجد لنا موطئ قدم في العالم الحقيقي بشكل يسير كما نجده في هذا الفضاء الرقمي، ما زلت أراهن على جمالية الورق والنشر الورقي إلا  أن العالم الافتراضي هو عالم المستقبل، فنحن نعيش في عصر السرعة والحداثة ولا بد لنا من المتابعة الحثيثة لهذه الحداثة وبالسرعة نفسها التي تأتينا فيها من بلادها، فنحن ما زلنا في بوتقة التلقي للحداثة الغربية بكل مستجداتها، وأضعف الإيمان أن نستغل هذه الحداثة وأن نطوع هذا التلقي لينعكس على مستقبلنا ككل متكامل  

 

عدد القراءات : 4027
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات