احدث الاخبار

حقيقة الموقف الرئاسي من المبادرة

حقيقة الموقف الرئاسي من المبادرة
اخبار السعيدة - كتب - فيصل الصفواني         التاريخ : 19-05-2011

بلا شك ان صالح يدرك حقيقة الجهود التي بذلتها دول الخليج العربي من اجل ايجاد حل سياسي ويعلم علم اليقين ان قيادة المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص وفرت له غطاء سياسيا للحماية عجزت دولة اسرائيل عن توفيره للمصري حسني مبارك وقبلها عجزت دول مجموعة الاتحاد الاوربي عن توفيره للصربي ميلو سوفيتش ، فانى له رفض مثل هذه المبادرة ؟

وبغض النضر عن مواقفنا من المبادرة الخليجية او مأخذنا عليها ،  لكن ما يهمنا هوحقيقة الموقف الرئاسي منها  ، اذ لايعقل ان الرئيس يرفض فعلا التوقيع على المبادرة أوتنفيذ ما ورد فيها ، واغلب الضن ان رفضه من قبيل المناورة بهدف استهلاك مزيدا من الوقت لاستكمال عروضه التهريجية في ميدان السبعين .

فاي رجل سياسي في هذا العالم مهما كانت قدراته العقلية متواضعه وحكمته السياسية شحيحة لايمكنه ان يرفض مبادرة تمكنه من انتزاع رأسه من حبل المشنقة المطوي حول عنقه الا اذا كان واقعا تحت تاثير حبوب الهلوسة التي يتعاطاها العقيد القذافي .

والرئيس صالح بعيدا عن الاشتباه بهذا الخصوص الا انه من غير المقبول استهبال عقولنا واستهجان جهود أعزائنا الخليجين في  ادعاء رفضه .

فالمبادرة لاتتضمن ما يبرر الرفض التعنتي الا اذا كان افراطها في التلاطف السياسي مع صالح قد اغراه برفضها فهذا الامر تتحمل مسوليته الامانه العامة لمجلس التعاون الخليجي ، لانهم خالفوا  الحكمة المتوارثة في التراث العربي المرويه عن احد الشعراء قوله : لا تلطفن بذي لومِ فتطمعه  وأغلظ له القول يأتيك مطواعا ًوملعاناً 

                        إن الحديد تذيب النار قسوته ولو صببت عليه مياه البحر ما لانا

الامر الذي لم يدركه قادة دول الخليج أوربما تجاهلوه هو ان احتجاجات الخامس من فبراير أسقطت شرعية صالح الرئاسية ومن يومها لم يعد من المقبول بقائه في اليمن كرئيسا للبلد .

كما ان مذبحة الثامن والعشرين من مارس امام جامعة صنعاء أسقطت حقه في المواطنة وبعدها لم يعد مقبولا بقائه في اليمن كمواطن امن على حياته ، وباصراره على البقاء بكون صالح قد وضع نفسه وافراد اسرته في مازق بالغ الضيق ، اذ لم يعد أمامهم سوى خيار مواجهة الموت اما شنقا عبر المحاكم واما قتلا في معاركهم الخاسرة مع الشعب .

في هذا الوضع المأساوي جات المبادرة الخليجية  لتمنح صالح وافراد اسرته  فرصة  العفو العام وتعيد له الاعتبار بصفته رئيسا تخوله المبادرة صلاحية نقل سلطته المفقودة الى نائبه وتتيح له فرصة المشاركة في تدبير مرحلة انتقالية لليمن .

الفرصة التي لم يكن يحلم بها صالح ربما فتحت شهية مخيلته للفهلوة مجددا وبدا يفكر في تحقيق مكاسب اكبر، اهمها انه يريد من صناع المبادرة ان يتيحون له فرصة قتل خصومه السياسيين والعسكريين ، وان يقوم بإزالة الشباب من شوارع المدن ويزج بهم في دهاليز السجون  بعد قطع السنتهم التي نادت برحيله ، على هذا الأساس يحاور الرئيس صالح أشقائه في الخيليج وضحاياه البوساء في المشترك .

اما فيما يتعلق بالمبادرة فمن الإنصاف أن نقر با ايجابياتها على المستوى العام مهما كانت سلبياتها ، وأهم إيجابياتها انها حاولت مساعدة اليمنيين على إغلاق ملفات الثار السياسي، كما انها عبرت عن حرص خليجي على تجنيب اليمن وأهله ويلات حروب اهلية قد يشعل فتيلها الرئيس خصوصا اذا كان مازال يعقل بذاكرته ويفكر بمخيلته .

Alsfwany29@yahoo.com

*نشر في الثوري لعدد (2148)19/5/2011
عدد القراءات : 3019
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات