احدث الاخبار

أنتفاضة اللاجئين الغائب الأكبر

أنتفاضة اللاجئين الغائب الأكبر
اخبار السعيدة - بقلم - احمد صالح الفقيه         التاريخ : 19-05-2011

اصبح اللاجئون الفلسطينيون كالايتام على مآدب اللئام. واكدت وثائق مفاوضات السلطة الفلسطينبة الحالية مع اسرائيل، والتي حصلت عليها قناة الجزيرة القطرية ونشرتها، أن على اللاجئين اخذ قضيتهم بايديهم وانشاء منظمتهم الخاصة، لان الوثائق اثبتت تفريط السلطة الكامل بقضيتهم، مع انها القضية الاقوى لتعلقها بحقوق مباشرة للافراد.

أوسلو واللاجئون:

كانت النتيجة الفورية لاتفاقية أوسلو حدوث انقسام في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية. وكان مثاره بصورة رئيسية أن تلك الاتفاقية وما تلاها أجلت بحث قضية اللاجئين إلى مفاوضات (الحل النهائي)، وظن معارضو الاتفاقيات أن القيادة الفلسطينية في سبيلها إلى التفريط في حقوق اللاجئين مقابل إقامة كيان فلسطيني في أجزاء من الضفة والقطاع. وقد أثبتت الأحداث اللاحقة في عهد عرفات خطأ تلك الظنون، وبدأ عدد من القادة المعارضين في الالتحاق بالقيادة الفلسطينية في الداخل، وان احتفظ بعض العائدين بمسافة ما عن القيادة. الا انه وفي عهد محمود عباس (ابو مازن) ثبتت صحة الظنون الاولى حيث كشفت الوثائق المسربة صحة تلك الظنون. وطبقا لمقالة الاستاذ ياسر الزعاترة في موقع الجزيرة فانه "فيما خصّ ملف اللاجئين ليس ثمة جديد غير إثبات ما ينفيه القوم، إذ يعلم الجميع أن السلطة شطبت حق العودة من حساباتها، ونتذكر أن محمود عباس شخصيا قال إن اللاجئين في الأردن والدول الغربية مرتاحون في أماكن تواجدهم، كما نتذكر أن المبادرة العربية تحدثت عن حل متفق عليه لهذا الملف، مما يعني شطب حق العودة لمناطق 48.

في هذا السياق كانت الصحف الإسرائيلية أيام إيهود أولمرت قد كشفت عن موافقته الأولية -في ما عرف بتفاهماته مع عباس- على إعادة 30 ألف لاجئ خلال عشر سنوات ضمن ما عرف بلم شمل العائلات، في حين تكشف الوثائق عن مطالبة السلطة بإعادة 100 ألف، لكن أولمرت نفسه عاد وتراجع عن عرضه الأول وهبط بالعدد إلى 10 آلاف يعودون خلال ذات المدة.

أما بالنسبة لمسألة التعويض فيظهر في المحاضر ما هو معروف منذ سنوات، أعني رفض الاحتلال الاعتراف بمسؤوليته عن معاناة اللاجئين، وبالطبع لأن ذلك سيرتب عليه دفع تعويضات عن تلك المعاناة بحسب القانون الدولي، الأمر الذي يرفضه رفضا قاطعا، مقترحا أن يكون التعويض من العرب والدول الغربية.

الأخطر في سياق ملف اللاجئين يتعلق بمسألة يهودية الدولة التي يقر بها المفاوض الفلسطيني العتيد، وإن رفض التصريح بذلك في العلن كما قال ممثلوه، ثم تسامحه مع الحديث عن إمكانية تبادل المناطق ذات الغالبية العربية من الأراضي المحتلة عام 48 لكي يصبح سكانها تحت ولاية الدولة الفلسطينية."

وهو ما يتناقض ظاهريا على الاقل مع التزام وثبات القيادة الفلسطينية برئاسة عرفات على التمسك بمقررات الشرعية الدولية وما كفلته من حقوق للفلسطينيين، وحرصها على ألا تقل أي تسوية عما جاء في تلك القرارات الدولية.

المطلوب انتفاضة اللاجئين:

•إسرائيل دمرت 469 قرية وشردت سكانها .

•الفلسطينيون ملكوا 80% من الأراضي وغرسوا 90% من اشجارها .

•ثلثا اللاجئين أي أكثر من مليون شخص يعيشون خارج المخيمات .

•حل مشكلة اللاجئين يعنى ضمان العودة .

•قضية عودة اللاجئين يجب أن تكون فى سلم الأولويات .

•ملايين اللاجئين في العالم عادوا إلى أوطانهم باستثناء الفلسطينيين.

دأب الإسرائيليون فيما مضى على قصف المخيمات الفلسطينية للاجئين، رداً على العمليات الفدائية المنطلقة من أي دولة عربية مجاورة، إضافة إلى قصف مرافق الدولة المضيفة.

واليوم وقد أصبحت القيادة الفلسطينية في الداخل، فان من المجدي وضع قضية اللاجئين الفلسطينيين بقوة أمام الرأي العالمي، وذلك بوسائل متعددة ومنها ما يلي:

•تنظيم مسيرات سلمية حاشدة للاجئين الفلسطينيين في الدول المجاورة لفلسطين، وفي الضفة وغزة، تتجه نحو الحدود وتطالب بحق العودة إلى الأرض بموجب قرارات الأمم المتحدة. مع إقامة مخيمات حاشدة على الحدود فيها معارض صور ووثائق وكتيبات تشرح المآسي التي أوقعتها إسرائيل بهم في الداخل وفي الشتات، وفضح القوانين العنصرية الإسرائيلية، ووضع القرارات الدولية أمام الأنظار بإلحاح.

•تنظيم عمليات الإضراب عن الطعام، والاحتجاج السلمي بمختلف أنواعه، مع محاولات الاندفاع لاقتحام الحدود الدولية في اتجاه فلسطين؛ وذلك للاحتفاظ بالاهتمام العالمي وجعله مركزاً على قضية اللاجئين.

•التنسيق مع الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المحتلة عام 48 للقيام بتظاهرات تدعو إلى عودة اللاجئين، ولم شمل الأسر التي توزع أفرادها بين الشتات والداخل.

•دعوة وفود صحفية عالمية، ووفود من المنظمات الشعبية من مختلف الدول، في رحلات جماعية للتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين في مطالبتهم بالعودة إلى فلسطين فوراً، مع التشديد على أن تكون الحركة سلمية حيث لا ينبغي أن يظهر معها أي سلاح.

•رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية، حيثما أمكن، ضد مرتكبي المجازر في كل مجزرة تمت في أرض فلسطين وخارجها، وهي بالعشرات، مع نشر وثائق مدعمة بالصور عن هذه المجازر.

•رفع دعاوى في الولايات المتحدة الأمريكية ضد الحكومة الأمريكية، ومطالبتها بالتعويض المادي، والاعتذار المعنوي، عن استخدام إسرائيل للسلاح الأمريكي في ضرب الشعب الفلسطيني، مع المطالبة بفرض حظر على تزويد إسرائيل بالسلاح الأمريكي، وفقاً للقانون الأمريكي الذي يحظر على الدول الأجنبية استخدام السلاح الذي تتزود به في غير أعمال الدفاع المشروع عن النفس.

•وكذلك رفع دعاوى من قبل سكان الأرض المحتلة في المحاكم الأمريكية، حول التمييز الديني الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية ضدهم، والمطالبة بإعادة بناء وتأهيل المساجد وممتلكات الأوقاف الإسلامية، مع مطالبة الحكومة الأمريكية بقطع المساعدات عن الحكومة الإسرائيلية على خلفية التمييز الديني، وفقاً للقانون الذي أقره الكونجرس.

•رفع دعاوى مماثلة في الدول التي تزود إسرائيل بالسلاح في تلك الدول ذاتها واستناداً إلى قوانينها الخاصة.

•العمل على إقامة نصب تذكاري لضحايا المجازر الإسرائيلية من الفلسطينيين في أماكن حدوثها في الدول العربية وفي فلسطين، مع جعل مناسبات افتتاحها أحداثاً إعلامية عالمية.

•استخدام البريد الالكتروني في الانترنت بصورة شاملة ومتكررة لشرح قضايا الشعب الفلسطيني بالوقائع والصور، وبعيداً عن الخطب والإنشاء الفارغ.

•تكثيف الدعوة عبر تلك الرسائل الالكترونية، وخاصة الموجهة نحو الشعب الإسرائيلي، بطرح الحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية القائم على إقامة دولة ثنائية القومية على كامل أرض فلسطين التاريخية، تكفل حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتضمن الأمن والسلام للعرب واليهود.

وأعتقد مخلصاً أن تنفيذ هذه الخطوات أجدى بكثير من الأسلحة والصواريخ، وستؤدي في النهاية إلى فرض الحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية، أو على الأقل تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 181 الصادر عام 1947 والذي يسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة.

سجل الشعب الفلسطيني العظيم، في جميع مراحل نضاله الملحمي، مثلاً رائعاً للصمود والبطولة الإنسانيين قل أن كان لهما نظير في التاريخ الإنساني. وقد صدق ذلك الفرنسي الذي بهرته الانتفاضة الأخيرة حين قال "لا أقول أن الفلسطينيين يقاتلون كالرجال ولكن أقول أن الرجال الحقيقيين هم الذين يقاتلون كالفلسطينيين". ويسجل التاريخ للشعب الفلسطيني انتفاضات متتالية منذ فرض الانتداب البريطاني على فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى. بدءاً بالثورة الفلسطينية الكبرى بين عامي 1936 و1938، ثم بين عامي 1946 و1948، ثم انتفاضة يوم الأرض في 30/3/1976 التي حدثت في الجزء المحتل عام 48، ثم الانتفاضة العظيمة التي أعادت الروح إلى المقاومة الفلسطينية بعد الخروج الكبير من بيروت؛ وهي الانتفاضة التي استمرت ست سنوات متتالية في فترة من أحلك الفترات التي مرت بها المقاومة الفلسطينية بين 1987 و1993. وهي التي جعلت اتفاقات أوسلو أمراً ممكناً، وأجبرت الإسرائيليين على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، والقبول بعودتها إلى الأراضي المحتلة. وفي مرحلة ما بعد أوسلو حدثت انتفاضة القدس في خريف عام 1996، ولم تتوقف العمليات الفدائية وإن كانت وتيرتها تشهد ارتفاعاً وانخفاضاً، فيما يشبه تفاعلاً تلقائياً بين المفاوض الفلسطيني والمقاتل الفدائي.

الأمم المتحدة واللاجئون:

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1948 ما يزيد علي خمسين قرارا تناولت ( قضية اللاجئين الفلسطينيين ) أهمها القرار 194 الصادر في 11-12-1948 والذي تكرر الإشارة إلية في القرارات اللاحقة وينص القرار (( يجب السماح للاجئين الذين يرغبون في العودة إلي أوطانهم والعيش بسلام مع جيرانهم في أقرب تاريخ ممكن ، أما الذين لا يرغبون في العودة فينبغي تعويض ممتلكاتهم وعما أصابهم من دمار وخراب وذلك بموجب القانون الدولي أو بما يتفق ومبادئ العدل وأن تلزم بذلك الحكومات أو السلطات المسؤولة )) .

وبموجب هذا القرار تشكلت لجنة التوفيق الدولية و أوكل إليها تسهيل عملية إعادة اللاجئين إلي أوطانهم وتوطينهم ودفع التعويضات لهم . ويعتبر قرار 194 الأساس لجميع قرارات الأمم المتحدة بشأن اللاجئين ويشكل ورقة قوية بين العرب والجدير ذكره أن اعتراف الأمم المتحدة بإسرائيل كدولة مشروط بتنفيذها هذا القرار .

-------------------------------------------------

هامش:

اللاجئون الفلسطينيون:

يعيش ثلث اللاجئين في المخيمات حيث توفر وكالة الغوث الدولية ((الاونروا)) الخدمات الأساسية بينما يعيش ثلثي اللاجئين خارج المخيمات، وتعرف الأمم المتحدة اللاجئين في وثائقها علي النحو التالي :-

كل شخص كان له مسكنه العادي في فلسطين لعامين سبقا نزاع 1948 والذي بنتيجته خسر منزله ووسائل عيشه ولجأ في عام 1948 إلي واحد من البلدان التي تقدم الأونروا فيها خدماتها ولان يكون مسجلا في مناطق عملياتها.

الفلسطينيون

يقدر عدد الفلسطينيين في عام 1995 ب 7697929 نسمة يعيش منهم علي أرض فلسطين في الضفة الغربية والقطاع وإسرائيل 960, .32, 3 نسمة بما يشكل 43% من المجموع وفي دول الجوار الأردن وسوريا ولبنان ومصر ما نسبته 44% من عدد الفلسطينيين ويتوزع 13% من الفلسطينيين في باقي دول العالم .

أكثر من نصف الشعب الفلسطيني لاجئون يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين 248و645و4 لاجئ ، ويبلغ عدد المسجلين لدي وكالة الغوث الدولية (1995) 201و132و3 لاجئ .

اللاجئون في قطاع غزة في عام 1995 بلغ عدد سكان قطاع غزة أكثر من 885000 نسمة وبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدي الاونروا 789و700 لاجئ يعيش منهم داخل مخيمات القطاع الثمانية ( جباليا - البريج - النصيرات - المغازي - دير البلح - خانيونس - رفح ) 035و389 لاجئ .

اللاجئون في الضفة الغربية:

يبلغ عدد اللاجئين في الضفة الغربية 000و600 وتتوزع مخيمات الضفة الغربية علي (بلاطه - عسكر - الفارعة - نور شمس - طولكرم - قلنديا - الدهيشة – عائدة – العزه - جنين - بيت جبريل - الفوار - العروب - عقبة جير - عين سلطان - النويعمة - بير زيت - أبوشخيدم ) .

اللاجئون في الأردن

يعد الأردن أكبر بلد مضيف للاجئين ويبلغ عدد اللاجئين الذين يعيشون في الأردن حوالي مليون ونصف نسمة يعيش جزء منهم في المخيمات التالية ( البقعة - الحسين - الوحدات - الطالبية - الزرقاء - حطين- اربد - جرش - سوف ).

اللاجئون في سوريا

يعيش في حوالي 000و350 لاجئ ، ومن وأهم المخيمات ( اليرموك - خان الشيخ - خان ذنون - سبينه - السيدة زينب - جرمانا - النيرب - حمص - حما - درما ) .

اللاجئون في لبنان

يعيش في لبنان 000و350 لاجئ ، وتشمل المخيمات ( مار الياس - برج البراجنة - ضبية - شاتلا - عين الحلوة - الميه وميه - البص - الرشيدية - برج الشمالي - نهر البارد - البداوي ) .

من سجلات الأونروا

الأردن 40% ، قطاع غزة 21% ، الضفة الغربية 17% ، سوريا 11% ، لبنان 11% ، من اللاجئين .

اللاجئون والغوث:

تشكلت في العام 1948 هيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتولت أعمال الإغاثة لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات غير حكومية ، وحين تبين أن قضية اللاجئين الفلسطينيين لن تحل سريعا أنشئت الجمعية العامة للأمم المتحدة / وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (( الأونروا((.

وقد اتخذ قرار إنشاءها في ديسمبر 1949 وباشرت الأونورا عملياتها في مايو 1950 ، ومع أنها اعتبرت وكالة مؤقتة فقد تم تجديد ولاية الأونروا بانتظام طوال 45 سنة مضت ومازالت تقدم الاونروا الخدمات الأساسية للاجئين ، والتعليم أكبر الخدمات التي تقدمها الوكالة وتستهلك 49% من ميزانياتها بينما تستهلك الصحة 21% من الميزانية .

وتعد خدمات وكالة الغوث التزام دولي اتجاه اللاجئين واستمرار عمل الوكالة مرتبط بحل قضية اللاجئين وتحسين الأوضاع المعيشية لا يلغي الحقوق السياسية للاجئين ولا لتقليص خدمات وكالة الغوث ونعم لتوطين المخيمات ولا للتوطين .

عدد القراءات : 2179
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات