احدث الاخبار

ليس صحيحاً يا سيد عباس

ليس صحيحاً يا سيد عباس
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 17-05-2011

قمة الخلل السياسي الفلسطيني هو تصريح السيد عباس عن حق العودة، ثم مرور هذا التصريح الخطير دون انتباه جماهيري، ودون رفض واضح من الفصائل الفلسطينية؟ ودون اعتراض صلب من قوى المقاومة الوطنية والإسلامية!

لقد اعتبر السيد عباس: أن العودة تتحقق بعودة الفلسطيني إلى أي جزء من الوطن. إنه بهذا التصريح يفرغ حق العودة من مضمونه، ويتخلى عن فلسطين المغتصبة، ولاسيما أنه قال خلال لقائه المشاركين في مؤتمر الملتقى التربوي الثقافي الفلسطيني الرابع المنعقد في رام الله: "إن القيادة الفلسطينية لن تفرط أبدا بحق العودة"!. فهل تم اختصار حق العودة في ذكرى النكبة بالعودة إلى غزة والضفة الغربية؟.

لقد أضاف السيد عباس قائلاً: "إن العودة ممارسة وليست شعارا، ففلسطين لنا، ومن كان من الشمال أو الوسط أو الجنوب، وسكن في أي مكان فيها، هو بالتالي في الوطن، وأنا بعودتي إلى رام الله أو نابلس أكون قد وضعت قدمي على أرض الوطن"!.

ضمن هذا المنطق، يبدو أن السيد عباس قد حقق حلم العودة الشخصي بعودته إلى رام الله! وضمن هذا المنطق، فإن وصول السيد رمضان شلّح أو خالد مشعل إلى غزة، وإقامتهم فيها؛ يعني نهاية مطاف المقاومة، وانتقال السيد إسماعيل هنية للسكن في مخيم رفح بدلاً من مخيم الشاطئ، وضمن حدود الوطن، يكون قد حقق حلم العودة، وعليه أن ينسى قريته "الجورة"، لتصير بذلك فلسطين التاريخية هي الضفة الغربية وقطاع غزة؟ وهنا يتبادر السؤال المحرج للسيد عباس: هل شهداء فلسطين الذين ضحوا بأرواحهم، والتحقوا بالثورة الفلسطينية، واتبعوا انطلاقة حركة فتح سنة 1965 كان هدفهم العودة إلى غزة والضفة الغربية؟

لقد جا تصريح السيد عباس عشية الاستعدادات العربية للزحف على الحدود مع دولة الغاصبين، بينما الجموع العربية تهتف بتحرير فلسطين، وعودة اللاجئين إلى الأرض المغتصبة، بالتالي ما كان يصح أن يكافأ ملايين العرب الذين تعاضدوا مع فلسطين بهذا التصريح من أعلى قيادة سياسية للشعب الفلسطيني!

لو كانت العودة إلى فلسطين تعني العودة إلى غزة والضفة الغربية، لتوجب إيقاف عمل "الأونروا" فوراً؛ طالما حقق ملايين اللاجئين في مخيمات غزة والضفة حلم العودة، ولم يعد يشدهم لمدنهم وقراهم في أسدود والمجدل وحمامة وحيفا أي رابط وجداني أو سياسي.

حق العودة كما يفهمه أي عربي فلسطيني؛ هو عودة السيد عباس إلى بلده صفد، وعودة ياسر عبد ربه إلى يافا، إنه الحق الذي يجب أن يظل قائماً في الوجدان، حتى ولو قضت المرحلة السياسية توافقاً على دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الهدنة سنة 48.

عدد القراءات : 1861
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات