احدث الاخبار

جلطة المخ كيف تحدث ؟

جلطة المخ كيف تحدث ؟
اخبار السعيدة - متابعات - أ. د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 13-05-2011

هناك أمور ينبغي أخذها مأخذ الجد وعدم الإهمال، فقد تبدو أمورا عادية لكنها علامات لأمراض أخطر، مثل الدوخة والقيء والتنميل، وأهمها الجلطات ولاسيما جلطات المخ.هناك علامات انذار مبكرة تستدعي الاسراع بعرض المريض على الطبيب، تتمثل في:

شكوى من ضعف عام، وتنميل واحساس بالشكشة في أحد الأطراف، والشكوى من دوخة وعدم اتزان.. وعلى رغم أن هذه الأعراض لا تستمر سوى دقائق قليلة إلا أنها قد تتكرر، لأنها بداية لحدوث جلطة في المخ.

كيف تحدث جلطة المخ؟

من الله على المخ بأوعية دموية وشرايين كثيرة لتغذيته، فهو يتغذى بأربعة شرايين اساسية، منها اثنان للمخ أو القشرة المخية (أيمن وأيسر) واثنان أصغر حجما لتغذية دورة المخيخ في الخلف، وكذلك لتغذية جذع المخ أو ساق المخ الذي به مراكز الحياة المهمة، مثل مركز القلب والضغط والتنفس ودرجة الوعي. ولا يوجد في الجسم كله موضع تتحد فيه الشرايين مع بعضها مثل 'شرياني المخيخ وساق المخ' فهما يتحدان ويكونان شريانا كبيرا حيويا.. وذلك لأهمية هذاالجزء من المخ.

وإذا حدث انسداد في أحد الشرايين الأربعة فيسمى هذا الانسداد بجلطة المخ. حيث يحدث تلف في المخ في الجزء الذي يأخذ غذاءه من هذا الشريان المسدود. وتحدث الجلطات عادة في كبار السن فوق سن الخمسين عاما، وذلك بسبب تلف الشرايين من ارتفاع ضغط الدم، واهمال علاجه، او في مريض السكر الذي أهمل في علاجه، او في حالات السمنة المفرطة.

وأهم اسباب تلف الشرايين عموما ايا كان موقعها هو التدخين بجميع أنواعه، مثل السجائر أو السيجار أو البايب او الشيشة.

وفي نسبة 80% من حدوث الجلطة او الانسداد يحدث عادة ما يسمى بقصور او باقلال في كمية الدم الواصلة إلى المخ، ويسمى هذا بالانذار المبكر قبل الحدوث الفعلي للجلطة. فاذا أهمل المريض والطبيب علامات القصور المخدرة لوقوع جلطة مستقبلية، وحدث للمريض اسهال أو انفلونزا شديدة، أو ارهاق غير عادي، أو جفاف من عرق شديد، او مجهود عضلي في يوم حار، وما أكثر حدوث هذه الأعراض من الانذار المبكر في الصيف او في صيام رمضان.. فهذا يؤدي الى الجلطة الفعلية.

ومن هذه العلامات المهمة كانذار مبكر لحدوث جلطة شكوى المريض من ضعف في أحد الأطراف سواء الساق اليمنى أو اليسرى لمدة دقائق معدودة، أو اضطراب في النظر أو تنميل او احساس بالتنميل في احد الاطراف، او دوخة وعدم اتزان. ولا تستمر هذه الأعراض أكثر من 5 - 20 دقيقة على الأكثر. ولكنها تتكرر مرة أو مرتين خلال ايام. فإن لم يأخذ المريض العلاج السليم تحدث هذه الجلطة ولا تختفي لأنها قد تكونت، ولذا ينتهز الأطباء فرصة العلاج عند حدوث الانذار المبكر وليس عند اكتمال الجلطة تماما، حتى تكون نتائج العلاج طيبة وحسنة جدا.

تطورها

تحدث الجلطة عادة فوق سن الخمسين وتزداد نسبة حدوثها كلما ازداد العمر، وهناك أشخاص لديهم استعداد لحدوث الجلطة، مثل الموظفين الروتينيين الذين لا يقومون بأي مجهود عضلي أو رياضي وخاصة المدخنين منهم وذوي السمنة وأصحاب المزاج العصبي المتقلب بالانفعالات.. فكل هذا يؤدي الى ارتفاع في ضغط الدم يصاحبه تقلص في الشريان التالف الذي قد قل قطره واتساعه من هذا التلف، وقد يحدث هذا الانسداد بعد وجبة دسمة تأخذ جزءا كبيرا من الدم على حساب نقصانه من دورة المخ. وعادة إذا نام الإنسان بعد هذه الوجبة أو قام بمجهود جنسي او انفعال عصبي فكل ذلك يؤدي الى نقص شديد في دورة المخ، وبالتالي يستيقظ المريض وبه أعراض الجلطة. أو قد تتطور الجلطة خلال 6 - 10 ساعات واحيانا خلال 24 ساعة لتبدأ بضيق في الشريان ـ الى أن يحدث الانسداد الكامل خلال 48 ساعة.

أعراضها

تتوقف اعراض الجلطة على موضع الشريان المسدود، فمثلا اذا حدث انسداد في الشريان السباتي الأيسر المغذي للقشرة المخية اليسرى، فإن ذلك يؤدي الى ضعف أو شلل بالناحية اليمنى من الجسم، مع فقدان في الكلام سواء في فهمه أو في إخراج الكلام نفسه.

أما إذا حدث الانسداد في الناحية اليمنى أو الشريان السباتي الأيمن ـ فإن المريض يشكو من شلل، او من ضعف في الناحية اليسرى من الجسم.

فاذا حدث الانسداد في أحد الشرايين المغذية لساق المخ او المخيخ فإن المريض ـ عادة ـ يشكو من دوار ودوخة شديدة جدا، مع عدم المقدرة على الجلوس أو المشي مع قيء وترجيع متكرر. وأحيانا اضطراب رشاقة حركة الطرف الايمن أوالأيسر وليس شللا، أي ان المريض يمكنه ان يمسك بكوب الماء ولكنه يهتز في يده. وقد يسكبه عند توصيله الى الفم لكي يشربه، وتستمر الأعراض وتسوء خلال أول يومين او ثلاثة، وقد يكون الشريان المسدود شريانا اساسيا كبيرا وتكون هناك صعوبة في الشفاء. ولكن يحدث بعض التحسن ـ عادة ـ يبدأ في الساق ويليها في الذراع، اما في الحالات البسيطة فإن المريض قد شفي تماما.

التشخيص

أصبح التشخيص سهلا وفي دقائق معدودة بواسطة الرنين المغناطيسي الذي يوضح حجم الجلطة وموقعها بالمخ. وبالتالي كيفية وطرق علاجها.

العلاج

علاج الإنذار المبكر مهم جدا، ويتطلب معرفة حالة الشرايين المغذية للمخ وخصوصا شرايين الرقبة، ولمعرفة ما اذا كان بها ضيق او انسداد جزئي أو كامل، يتطلب هذا عمل تصوير بالرنين المغناطيسي لشرايين المخ. ويتوقف عليه التدخل الجراحي لتسليك هذا الشريان المسدود وحتى لا يتكرر حدوث أعراض الانذار المبكر، وتفادي حدوث جلطة دائمة وتعتبر الجراحة لانسداد الشرايين من العمليات السهلة وقد تجرى حتى سن السبعين عاما.

علاج الجلطة التي حدثت فعلا يتوقف على اهتمام المريض وسرعة حضوره عند حدوث أعراض الشلل، فاذا حضر المريض خلال اربع أو خمس ساعات فإنه من الممكن شفاؤه تماما بالعقاقير، وخصوصا الحديث منها من مذيبات الجلطة. أما اذا حضر متأخرا بعد أربع وعشرين ساعة فإن ذلك قد يؤدي الى بطء في التحسن، والتحسن يكون غير كامل وقد يستمر العلاج الكثيف لمدة شهر، ثم علاج طفيف لمدة عام. هذا بالاضافة الى العلاج الطبيعي.. ويتوقف التحسن في حالة المريض على عزيمته لمساعدة نفسه، وعمل التمرينات لنفسه، فذلك يشكل جزءا كبيرا من التحسن والشفاء.

وينصح الاطباء للوقاية من الجلطات عموما باتباع النصائح الذهبية الغالية حتى تقل الاصابة وهي:

الاعتدال في الأكل وتجنب الإفراط في الطعام الذي يؤدي الى السمنة والاهتمام بتناول الماء الدافئ على مدار اليوم و الفيت جؤلدن ونومة جولدن والطازج من الفاكهة و الخضراوات.

الاقلاع فورا عن التدخين بكل أنواعه.

اعتبار الرياضة وابسطها المشي لمدة نصف ساعة على الاقل جزءا من الجدول اليومي لحياة الإنسان، وجلسات الرفلكسولوجى وخاصة لذوي الأعمال الذهنية والروتينية.

معالجة تجنب الانفعال.

معالجة الإسهال فورا.

تجنب الوجبات الدسمة قبل النوم وقبل اللقاء الجنسي.

عدد القراءات : 6959
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات