احدث الاخبار

مجلس التعاون الملكي!

مجلس التعاون الملكي!
اخبار السعيدة - كتب - محمد سلطان         التاريخ : 12-05-2011

عشرون عاماً والجمهورية اليمنية تبذل جهوداً مستمرة من أجل الانضمام إلى ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي، هذا الكيان الذي يوصف بأنه تجمع اقتصادي أو كتلة اقتصادية شبه متجانسة.. غير أن كل هذه الجهود باءت بالفشل وبدا أن من شبه المستحيل أن تصبح "الجمهورية" يوماً ما عضواً مكتمل العضوية في هذا المجلس.

حاول الجميع أن يسوق الأسباب المختلفة التي جعلت من المستبعد الاستجابة- في المدى المنظور على الأقل- لمطالب اليمن بالانضمام إلى المجلس، تارة بالحديث عن الكثافة السكانية وثقلها، وأخرى بالإشارة إلى الفساد وسوء الإدارة، وثالثة بكون اليمن بلا ثروات وغير قادرة على الوصول إلى المستويات الاقتصادية لدول الخليج... ورابعة وخامسة...الخ،.

غير أن المفاجآة التي لم يتوقعها أحد والتي أسفر عنها اجتماع زعماء الخليج في الرياض الثلاثاء الماضي، هي أن تتم الاستجابة لما قيل أنهما طلبين للانضمام إلى مجلس التعاون مقدمين من المملكة الأردنية، والمملكة المغربية، في حين أكدت مصادر أن المجلس هو من دعا الدولتين للانضمام.

لا يوجد ما يربط بين دول الخليج الست من جهة وكلاً من الأردن والمغرب ليؤهل الأخيرتين للانضمام إلى مجلس الدول الغنية سوى شيء واحد.. ويتمثل هذا الرابط بنوع نظام الحكم في هذه البلدان.

فدول الخليج المعتمدة على أنظمة ملكية وراثية لا وجود فيها لأية شراكة سياسية شعبية تريد أن تؤسس لمنظومة سياسية جديدة تحميها من مخاطر الثورات الشعبية المتصاعدة عربياً، لذا لامجال أمامها سوى التحصن بين أسوار قاعدة سياسية قائمة على أساس الحكم الملكي الخالي من كل أشكال الديمقراطية والمشاركة السياسية ... تتكون هذه القاعدة من الدول العربية الملكية، بعد أن ثبت أن الجامعة العربية غير قادرة على الوقوف في وجه الثورات الشعبية أو الحد منها.

"مجلس التعاون الملكي" هو الاسم الانسب لهذا الكيان الجديد، الذي لم يعد منطقياً تسميته بالتعاون الخليجي، طالما وهو يضم دولاً لاعلاقة لها بالخليج.. ولا تربطها بدوله سوى رابطة "التاج" و"العرش" لا أكثر.

وهنا يطرح التساؤل نفسه حول مصير الأحلام التي عاشها اليمنيون، أملاً في أن يتحقق مطلبهم في الانضمام لما كان يدعى بمجلس التعاون الخليجي، بكل ما تثيره التسمية من مشاعر مترفة، غارقة في أوهام الرخاء والاثيرية والنعمة التي لا حدود لها.

لكن.. وهي تضع على نفسها سياجاً ملكياً حصيناً، هل تستطيع دول الخليج أن تحافظ على نفسها من الداخل؟ وتضمن لشعوبها نوماً هنيئاً لا ينتهي بيقظة مفاجئة تحطم كل التوقعات، وتلغي كل الحسابات وترمي بالتيجان الملكية في قعر الخليج باعتبارها جزءاً من الماضي، عفى عليه الزمن.. حينها لن يصبح وجود الأردن والمغرب ذا معنى.

إن تخوف دول الخليج من التغيير جعلها تبذل كل ما بوسعها لوأد الثورة اليمنية باستخدام ما اسمته انتقالاً سلساً للسلطة، غير أن شعب اليمن لا يؤمن بالحلول المعلبة، والمستوردة من الخارج، وهيهات لانظمة عائلية وراثية أن تقرر فعلاً مصير إرادة ثورية جامحة.

Mysultan2003@hotmail.com

عدد القراءات : 2953
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
عبدالله
ليمن غني برجاله واعتقد ان هذا المجلس افلس وسوف ينهار قريبا