احدث الاخبار

ساحات وأحلام الشباب....؟!

ساحات وأحلام الشباب....؟!
اخبار السعيدة - كتب - يحي محمد جحاف         التاريخ : 05-05-2011

لم تخرج تلك الأمواج البشرية ،إلى ساحات التغيير للتنزه، ولم تخرج من اجل الحصول على المكاسب الشخصية والآنية، ولم تخرج من اجل الابتزاز، بل خرجوا نتيجة لمتاعب الحياة القاهرة،التي اكتووا بنار جحيمها الوقادة، فتاقت نفوسهم جميعا، إلى غدا أفضل، فيه من المواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، ما يجعلهم جميعا يعيشون، في مجتمع يسوده المحبة والوئام والسلام.

نعم خرجوا من اجل غاية وهدف، عنوانه الرئيسي يمن جديد،يمن موحد مستقر،فيه العزة والكرامة ، والتطور والتقدم والبناء، فيه من امن واستقرار وعيش كريم لكل أبنائه،يمن خالي من التسول والمتسولين،يمن لامكان فيه للجهل والجوع والفقر للتسلط والقهر ،.يمن يسع الجميع لاتصنيف فيه ولاستثناء لأحد من أبنائه.

انه حلمهم الذي جعلهم يخرجون، من منازلهم ويعيشون ليلا ونهار، في تلك الساحات،بين الأتربة والرياح والأمطار، متخذين منها مساكنهم الجديدة،المليئة بالا لفه والتآخي والوئام،ساحات كخلايا النحل، لكل واحد منهم مهام وواجبات، يوأدونها دون ملل وكلل.

وفق برنامج ينظم للجميع أوقاتهم، يبدأ من بعد صلاة الفجر وينتهي بموعد نومهم، جميع محتوياته أنشطة ثقافية وفنية و......الخ.

لاغرابة على الإطلاق في ذلك ، فيمكننا القول جازمين،أن صفوة المجتمع، في هذه الساحات والميادين،من أدباء،كتاب،أكاديميين،وأطباء،صحفيين، مهندسين،فنانين،مصورين،مذيعين،سياسيين،علماء،شخصيات اجتماعية،عسكرية،مواطنين،وأصحاب مهن.ورجال أعمال والى جانبهم كوكبة من خيرة نساء اليمن، بمختلف مستوياتهن العلمية والثقافية.

مايبهرالمرءهم الشباب الواعي ،والمدرك لقضايا الناس ومايحتاجة المجتمع، كونه الأكثر عطاء وتجديد للحياة،الصامد الصابر المثابر المضحي بالنفس، برغم ما نراه من أولئك، الذين يريدون اليوم أن يكونوا أوصياء، عليهم من خلال الظهور، بأنهم رقم صعب لايمكن تجاوزه، بينما في حقيقة ألأمرهم رقم صعب، في الاستماتة والحفاظ على مصالحهم ،الخاصة الذي يناضلون جاهدين من اجل بقائها،عشرات السنين، والدليل على ذلك ماأثبتته التجارب المتلاحقة.

والملفت حقا إن تلك الوجوه مازالت لم تتغير في فهمها وتعاطيها مع الحدث، بل تتناسى أنها لم تقدم أي شي يذكر في الماضي، وباتوا الشباب ليوم هم الرقم الصعب، الذي قاد الجميع نحو التغيير.

لقد اثبتوا في هذه اللحظة التاريخية التي تقود البلد إلى التحول والتحديث أنهم الأكثر وعيا وإدراكا لمجريات الأمور، برغم تجاوزهم واستبعادهم ، بقصد الاستحواذ، وتحقيق المكاسب. برغم فهمهم الجلي ،أنهم أصبحوا حقيقتا الرقم الصعب، في العادلة السياسية التي لايمكن لعاقل تجاوزها.

فالشباب اليوم أصحاب المشروع الحقيقي والرقم الصعب في المعادلة السياسية.

بل هم أصحاب المشروع السلمي الذي أذهل العالم .

شباب يقود الثورة والتغيير بصدور عارية ووعي وإدراك لكل لقضايا وأبعادها، ما يحتاجه المجتمع.

شباب يؤمن أن الأمم الحية، لاتتقدم إلا بعزيمة أبنائها،وان الشعوب لاترتقي إلا بمستوى العلمي والفكري لأبنائها.

فهل حان الوقت أن تتركوا الشباب،فجميعهم خالين البال عن الانشغال بالأعمال التجارية والعقارية وليس لديهم لا شراكة في المصالح ولا النفوذ، ولا يريدون من ثورتهم إيصال رسائل إلى كل القنوات المختلفة، وفق أهواهم التي تسيطر عليها الأنانية والتعالي وحب الذات. ففاقد الشي لايعطية .

فهل حان الوقت تتركوهم يحققوا أحلامهم، فهم أكثر عطاء منكم وتجديد للحياة....

عدد القراءات : 2213
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات