احدث الاخبار

إذا كان ابن لادن إرهابياً !

إذا كان ابن لادن إرهابياً !
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 03-05-2011

إذا كان العربي المسلم أسامة بن لادن إرهابياً، فإن حصول "شمعون بيرس" على جائزة نوبل للسلام أمرٌ منطقي، وإذا كان العمل الإجرامي الذي قامت فيه أمريكا ضد أسامة بن لادن، عمل شجاع، ينسجم مع القانون الدولي، فإن القرار الأمريكي برفع قيمة المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل حتى ثلاثة مليارات دولار سنوياً هو أمرٌُ منطقي، ولجوء أمريكا لحق النقض "الفتيو" ضد مشروع قرار يدين تواصل البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس، هو قرار لا يقل شجاعة عن قرار مطاردة الإسلام، وملاحقة المسلمين..

رغم أنني لست متعصباً لأسامة بن لادن، ولا أنا أحد أنصاره، ولا أعرف أحداً من المؤيدين له، ولا أنا من المقتنعين بطريقة عمله العسكري ورؤيته السياسية، رغم ذلك، فأنا العربي المسلم الذي يرى في الاعتداء الأمريكي المجرم على بن لادن اعتداء على كل عربي مسلم، واستخفافاً بالإسلام، وأحسب أن المستفيد الوحيد من عملية القتل هم اليهود في إسرائيل، الذين وظفوا أقوى وأكبر دولة في العالم لتكون خادماً مطيعاً لمصالحهم الدينية التوراتية الخرافية، وأزعم أن المحرض على الإسلام، ومحاربة المسلمين، وتشويه صورتهم في ذهن المجتمع الدولي هي منظمة "إيباك" اليهودية؛ التي توجه السياسة الأمريكية، لذلك، لم يفاجئني فرح "شمعون بيرس" وتهليله للعمل الأمريكي الجبان ضد بن لادن، ولم استغرب من تعدد رقصات قادة اليهود في بركة دم الرجل، وتصريحاتهم المبتهجة لتصفيته.

لقد فرح قادة اليهود في إسرائيل لمقتل أسامة بن لادن لأنهم النقيض الأيديولوجي له، وهم الخيار السياسي البديل لما آمن فيه، وهم يعادون النهج الذي يسير عليه الرجل، ولهم الأماني التي تتناقض مع أحلامه، إنهم يسعون لمواصلة سيطرتهم على المنطقة، واتساع نفوذهم، وهذا مقترن بفقدان حياة بن لادن، ومن هم على شاكلتة من رجال، فالخبيث والطيب لا يلتقيان، لذلك حزنت لمقتل الرجل، وللطريقة التي تم فيها القتل، وحزنت لشماتة الأعداء، وهم ينقلون تصريحات شخصيات عربية ومسلمة وجدوا أنفسهم يقفون في صف "شمعون بيرس" ويصنفون أنفسهم بتصريحاتهم حلفاء "لتسفي لفني"، إنهم عرب ويفرحون لما يفرح له "ليبرمان"، إنهم مسلمون ويصفقون لما يصفق له "سلفان شالوم، وبني بيجن، إنهم يقفون في الخندق نفسه الذي يعادي المسلمين، وهم الشهود الأحياء على وطننا فلسطين الذي اغتصبه اليهود، وهم الشهود الأحياء على مقدساتنا الإسلامية الذي دنسها اليهود.

أسامة بن لادن ليس شخصاً، وليس جسداً يعلو صدره بالشهيق، وينفث غضبه بالزفير، أسامة بن لادن فكرة مقاومة الطغيان، والتصدي للبغي، ومحاربه الظلم الأمريكي، ومعاداة العنصرية الصهيونية التي اغتصبت أرض فلسطين، وشردت الملايين الذين ما زالوا مشردين، تحت سمع وبصر العالم أجمعين!

 أسامة بن لادن لم يعد فرداً، إنه فكرة مقاومة تتوالد وتنتشر، والفكرة لا تموت.

عدد القراءات : 1831
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات