احدث الاخبار

مشاكل النوم عند الأطفال .. علاجها بيد الوالدين

مشاكل النوم عند الأطفال .. علاجها بيد الوالدين
اخبار السعيدة - تحقيق         التاريخ : 25-07-2009

ربما يتصور بعضنا أن فترة نوم الصغار فرصة يستريح فيها الجميع، وأنها مجرد سلوك طبيعي ينتقلون خلالها  لا سيما الرضع  من حالة الحركة لحالة السكون، ولكن يبدو أن عملية النوم بالنسبة لهم أكثر تعقيداً من ذلك.. فقد أكدت الإحصاءات العلمية والطبية أن الأطفال الذين يتمتعون بنوم هادئ طبيعي ومتصل  يشبون أقل عصبية وعدوانية .. عكس الأطفال الذين يعانون اضطرابات  في النوم.. كوني معنا عزيزتي الأم لمعرفة المزيد..

 

خلال النوم

يؤكد خبراء  النوم أنه خلال مرحلة النوم تتم عملية هبوط نسبي في كل وظائف الجسم ويزداد معها الصغير راحة ونمواً، فالنوم كالغذاء ينمو معه الصغير، وعندما تأخذ كل أعضاء جسمه فترة من الراحة تستقر ضربات القلب وينتظم التنفس عن طريق نسبة الأكسجين المعتدلة الداخلة لرئتيه وترتاح العيون وتسترخي العضلات ويدخل الطفل  خلال النوم في حالة استقرار وجداني عال .

نوم الأطفال عملية ديناميكية

ويبين الخبراء أن عملية النوم عند الأطفال تتبدل كلما كبر الطفل، فالطفل في الأشهر الأولى ينام ما يقارب 22 ساعة موزعة على «4 5» فترات، يصحو بين فترة وأخرى إما لجوع أو لمرض أو لعطش، أو أنه يقوم لحاجة ملحة، وتتقلص ساعات النوم حتى تصبح عشر ساعات في سن السادسة و8 ساعات في سن المراهقة، وهذه الساعات يجب على الطفل أن ينامها لكي ينمو نمواً سليماً صحيح الجسم بعيداً عن التوترات العصبية .

أسباب ومظاهر

كثير من الأمهات يشكين لبعضهن البعضأو للطبيب المخلص قلة نوم أطفالهن الرضع أو للطبيب المختص، فمنهن من تقول ابني ينام النهار كله وفي الليل لا ينام وأسهر بجانبه فما هو السر!؟

وعن ذلك تقول الدكتورة نوال المتوكل  طبيبة أطفال: إن بعض الأطفال يعانون من نوبة هيجان بكاء ليلي وذلك لعدة أسباب منها تعرض الطفل للإضاءة المزعجة أو بسبب عدم نظافة ثيابه الداخلية، مما يسبب له ضيقاً وعدم راحة، أو قد يكون الطفل مريضاً ويعاني مغصاً شديداً ناتجاً عن تقلصات في الأمعاء، وترى أيضاً أن أغلب الأطفال لا ينامون نوماً هنيئاً ويسببون القلق لآبائهم، وقد يعاني الأطفال الأكبر سناً من مخاوف ليلية عابرة ذات أثر على النوم بسبب تخويفهم باللصوص وأصوات الضجيج، والبرق والرعد والاختطاف.

وترى الدكتورة نوال أن الأطفال قد يعبرون عن تلك المخاوف بصورة علنية أوعبر تكتيكات هدفها في الغالب تأجيل موعد النوم، وقد يطلب الطفل الخائف النوم في غرفة الوالدين أو يأتي إليها بعد نومهما، وهناك ميل لدى قسم من الأطفال لخوض المشاجرات قبل فترة النوم.. وهذا ما تؤكده أم هبة «أبنائي  أشقياء جداً قبل نومهم يضربون بعضاً، ويتشاجرون، ولا أستطيع فض الاشتباك بينهمإلا بإخافتهم بأنني سأحرمهم المصروف، لذلك فابنتي عندما تنام لا تغمض عينيها إلا والنور مضاء وحاضنة دميتها، وهذه عادة تعودت عليها حتى بلوغها الآن سن السابعة».

 وللمراهقين قلق نومي

«منيرة» تقول: ابني بلغ «15» عاماً، وحتى الآن يمشي وهو نائم ويهذي ويتلفظ بكل ما يقوله بالنهار، ولا يكاد ينام خمس ساعات كافية، فكل ساعات نومه قلق واضطراب، حتى أنني أغلق الباب بالقفل من الداخل خوفاً عليه من الخروج ليلاً وهو شبه نائم.

وعن هذا ترى الدكتورة نوال في كتابها «اضطراب النوم» أن عدم القدرة على النوم أو الفشل في المحافظة عليه أمر قليل الشيوع  في الطفولة، فيما يكثر حصوله لدى المراهقين، فالأطفال بصورة لا واعية ورمزية يعتقدون أن النوم هو ذلك الوقت الذي يحرمون فيه من حب واهتمام الوالدين، ولا شك أن ذلك القلق سيجد سبيله إليهم عند وجود صراع في الأسرة أو حدوث الطلاق أو الانفصال بين الزوجين، وعندما يترعرع الأطفال ويغدون أكثر إدراكاً للموت، قد يتلكؤون في الذهاب إلى الفراش خشية تعرضهم له، ويكون هذا الأمر مبالغاً فيه عند وجود وفاة حديثة لأحد أفراد الأسرة، وقد يتم التعبير عن القلق الناجم عن أي من مجالات حياة الطفل « في الأسرة.. الأصحاب.. مستوى الأداء المدرسي» ويظهر التعبير عن ذلك على شكل الاضطراب في النوم، كما قد يسبب الاكتئاب مشكلات ذات صلة بالنوم، وهذا ما ينتج عنه المشي ليلاً أو الهذيان بالكلام والصراخ والبكاء الهستيري.

الذعر الليلي

أما عن الذعر الليلي والفزع فتقول.. «أم إسلام» أن أطفالها الثلاثة يعانون من نفس المشكلة خاصة قبل الامتحانات والدراسة وهو ما تؤكده  الدكتورة نوال

في كتابها، إذا تتطرق لهذا الأمر قائلة: تظهر عادة في سنوات ما قبل المدرسة، ويكون الطفل فيها واضحاً ومبدياً علامات كثيرة لذلك مثل«تنفس مجهد.. حدقتان متسعتان.. تعرٌّق.. سرعة ضربات القلب» وكل هذا يظهر على شكل اضطراب بالنوم ، وقد يشكو من تظاهرات بصرية غريبة الأطوار فيبدو عليه الخوف واضحاً، وقد تحدث حالة السير النومي «المشي أثناء

النوم» التي يكون الطفل خلالهاعرضة للأذية. نظراً لانقضاء عدة دقائق عليه حتى يُبدي اهتداءواضحاً أي يكون أكثر هدوءاً،وعادة ما ينسى الطفل محتوى الحلم الذي سبب الفزع، وتميل حالات الفزع الليلي للتراجع من  تلقاء نفسها وقد يكون لها صلة بصراع نوعي ذي صفة تطورية، أو بحادث، ويقال أن نسبة حدوثه لدى الأطفال «2  5%» ويعتبر أكثر شيوعاً لدى الأولاد منه عند البنات، كما لوحظ وجود أثر للوراثة في بعض حالات الفزع الليلي.

وهذا ما تؤكده أيضاً «الأستاذة شريفة» فابنها البالغ من العمر 14 سنة يعاني من الفزع الليلي، وقد ورث هذه الصفة من أبيه.وقد يكون للأمراض المصاحبة وارتفاع درجة الحرارة دور في حدو ث نوبات الفزع الليلي.

ومن مشكلات النوم لدى الأطفال الكوابيس الليلية.. وتحدث في أعمار مختلفة، ويمكن تفريقها عن نوبات الذعر الليلي بسهولة، ففي الكوابيس يشاهد الطفل حلماً مزعجاً، يتلو ذلك حالة يقظة تامة، ويستطيع الطفل تذكر الحلم، ويحدث ذلك في النصف الأخير من الليل، ويبدو الطفل خائفاً بعد الاستيقاظ، ويستجيب بشكل جيد للوالدين ولمحاولات إزالة الخوف، وقد يجد الطفل صعوبة في العودة إلى النوم، وتزول أكثر حالات الكوابيس الليلية مع تقدم الطفل في العمر.

طرق العلاج

ترى الدكتورة نوال المتوكل  أخصائية أطفال وباحثة شؤون الاضطرابات الليلية في النوم  في كتابها أن دور الوالدين في التطمين والتشجيع من الأمور بالغة الحيوية للحد من اضطرابات النوم، ومن الواجب تجنب ثورات الغضب والإجراءات ذات الصيغة العقابية..

 وتؤكد: على الوالدين تبني مواقف مفعمة بالهدوء والتفهم مع السعي لجعل وقت نوم الطفل منظماً، والإقلال ما أمكن من التغيرات في ذلك الوقت، وعدم تشجيع الطفل المصاب بالذعر بالنوم في غرفة أحد أشقائه ولو بصورة مؤقتة، ومن الأمور المطمئنة استخدام نور ليلي والسماح بترك باب الغرفة مفتوحاً، وينبغي أن تكون الفترة السابقة للنوم مريحة وهادئة وخالية من البرامج التلفزيونية وتعتبر الوجبات الخفيفة والحمام الساخن واللحظات المفعمة بالحنان من الوالدين سبلا نحو نوم هانئ..

ويميل بعض الأطفال  للشعور بالنعاس إذا ما سمح لهم بقراءة كتاب محبب لديهم لدقائق قليلة بعد الاستقرار في السرير..

ومن الأمور المهمة تجنيب الطفل المصاب بنوبات الذعر الليلي من مشاهدة المشاجرات أو الحوادث المخيفة قبل  النوم وخلال النهار، وأما خلال نوبة الذعر فيجب على الوالدين التحلي  بالصبر وعدم استخدام العنف أو الزجر والضرب على الوجه لتهدئة الطفل، إنما بالتهدئة ومحاولة إفاقته وإعطائه كأس ماء.وأكثر الأطفال المصابين بالكوابيس الليلية يستجيبون لمحاولات التهدئة بعد أن يصحوا من نومهم بعكس نوبات الذعر الليلي، ويجب تفهم القلق الكامن خلف الكوابيس المستمرة وتقديم الدعم اللازم للطفل سعياً وراء الحد منها ومحاولة من الوالدين لعلاج أطفالهما منها.

 

المصدر : الأسرة والتنمية / شؤون الأسرة
عدد القراءات : 15262
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات

عدم تعريض الطفل لمواقف مخيفه سواء اعلاميااو من خلال الحياة اليومية اشعار الطفل بالامان تهيئةالغرف الخاصه به ومعرفة الاشياء المخيفه للطفل عدم اطفاء الانارة بالغرفهاعدم ذكر القصص المخيفه وعدم اجباره على
صح لسانك
جميل جدا هذه اضافة رائعه من اخي المعلق الذي لم يذكر اسمه او حتى اسمه المستعار