احدث الاخبار

غزة، من الحصار إلى العمار

غزة، من الحصار إلى العمار
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 25-04-2011

أينما يممت وجهك في قطاع غزة أبصرت الحفريات في الشوارع، وتكاد لا تخلو أي منطقة في قطاع غزة من وجود عمال على الطرق، إنها مشاريع تعمير غزة التي تتحدث عن نفسها، من خلال ما يتم تنفيذه على الأرض، ويشهد على نهاية زمن الحصار، وبداية زمن العمار، ولاسيما أن بنك التنمية الإسلامي قد حشد مبلغ مليار وستمائة ألف دولار من المال العربي الخالص، والهادف إلى إعادة تعمير غزة، دون أن يضع شرط دخول مواد البناء من خلال المعابر مع إسرائيل، كما تشترط الدول المانحة.

 بنك التنمية الإسلامي يوافق على مشروع تعمير غزة، ويعطي حرية توفير المواد للجهة المنفذة، ومن أي مصدر كان، حتى ولو كانت من تحت الأرض، عبر الأنفاق، بل وصل الأمر إلى حد إطلاق يد أصحاب البيوت التي دمرها القصف الصهيوني، في تعمير بيوتهم كيفما يرغبون، وبعد إنجاز مرحلة معينة من البناء، يتسلمون مبالغ نقدية تعادل ما قاموا بتعميره، وهكذا تم تعمير "عزبة عبد ربه" التي دمرها العدوان الصهيوني.

إن نجاح حكومة غزة يتمثل في إطلاق يد المجلس الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" في تعبيد شارع البحر، في المنطقة الواصلة من خان يونس حتى دير البلح، وفي إعطاء الأولوية لهذا الشارع الحيوي على غيره من الشوارع، والنجاح في تقديري يقوم على القدرة لرصف الطرق في قطاع غزة، وبهذه المسافة الطويلة، رغم الحصار الإسرائيلي الذي ما زال يحول دون دخول مواد البناء، وما يلزم لرصف الشوارع.

المواطن الفلسطيني في قطاع غزة يحلم أن تحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وأن يقطع علاقته الكهربائية بإسرائيل، وذلك من خلال تنفيذ مشروع تزويد غزه بالطاقة الكهربائية المصرية، ولاسيما أن بنك التنمية الإسلامي قد رصد المبلغ المالي المطلوب لإتمام المشروع منذ سنوات، وكان العائق الوحيد، وما زال هو الانقسام الفلسطيني، ولكن مع تغيير نظام الحكم في مصر، من نظام حكم يحاصر غزة، إلى نظام حكم يحمي غزة، فإن مضاعفة الجهد كفيل بأن يربط شبكة كهرباء غزة بالكهرباء المصرية، دون اشتراط ذلك بالمصالحة الفلسطينية، لأن مصلحة المواطن المتضرر من انقطاع التيار الكهربائي أهم من مصلحة الفصائل، ومثلما نجح المجلس الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" في العمل على تعبيد شارع البحر، تحت ظلال حكومة غزة، فإن المواطن الفلسطيني يتمنى أن تشرع سلطة الطاقة الفلسطينية في تنفيذ مشروع ربط كهرباء غزة مع كهرباء مصر.

إن التعمير الذي يشهده قطاع غزة لا يعد نجاحاً لحكومة حماس فقط، كما قد يحسب البعض، التعمير هو نجاح لكل سكان غزة الذين صمدوا أمام القصف الصهيوني لبيوتهم، واحتملوا عذاب الحصار عدة سنوات دون أن يتخلوا عن أرضهم، ليقطفوا ثمرة تعمير مؤسساتهم مع احتفاظهم بكرامتهم، وعدم غدرهم ببندقيتهم المقاومة.

عدد القراءات : 1990
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات