احدث الاخبار

نعم للتهدئة مع إسرائيل!

نعم للتهدئة مع إسرائيل!
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 06-04-2011

رغم وجاهة الرد الفلسطيني المقاوم على العدوان الإسرائيلي المتعمد على قطاع غزة، إلا أن إطلاق عدة قذائف على محيط المدن الإسرائيلية ليست رداً موجعاً، ولا يشفي غليل أولياء الدم، وطالما لم تنجح المقاومة بعد في اختطاف عمر ثلاثة إسرائيليين أو أكثر مقابل استشهاد ثلاثة مقاومين، فإن عدم الرد هو بحد ذاته ردٌ وفق المعطيات التالية:

 

أولاً: لقد اجتازت المقاومة الفلسطينية مرحلة إثبات الذات، والقدرة على الصمود، وجميعنا يعرف أن المقاومة قد بدأت مشوارها بقذائف بدائية مصنعة من السماد الكيماوي، ومن العبوات المخزنة بالسخانات الشمسية، ولكن مع المثابرة، وبالإرادة والعزم ارتقت المقاومة درجات لا تعرف تفاصيلها الدقيقة المخابرات الإسرائيلية.

 

ثانياً: المرحلة السياسية الخانقة التي تزعمها نظام مبارك وعمر سليمان وأبو الغيط قد انتهت، وانتهت معهم المرحلة التي كان عنوانها: لتغرق غزة كي تنجو الاتفاقيات الموقعة مع رام الله وعمان والقاهرة وباقي عواصم العرب، وبدأت مرحلة جديدة من عمر الأمة العربية، عنوانها: إذا اشتكي عضوُ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر، وهذا يستوجب عميق النظر.

 

ثالثاً: انتهت مرحلة حصار غزة سياسياً، وميدانياً، وانتهت حالة تضييق الخناق على المقاومة، والسعي لتصفيتها، ولاسيما أن دنيا العرب قد فتحت ذراعيها لرجال المقاومة.

 

رابعاً: يعرف قادة المقاومة الفلسطينية أن استعدادات المقاومة لمواجهة الجيش الإسرائيلي في شهر إبريل من هذا العام هي أرقى بكثير من استعدادات المقاومة الفلسطينية في شهر إبريل من العام الماضي، ويعرف قادة إسرائيل أن المقاومة الفلسطينية في شهر إبريل من العام القادم ستكون أكثر استعداداً، وتطوراً، وقدرة، وخبرة، وصلابة من هذا العام.

 

ضمن هذه المعطيات التي تصب استراتيجياً في صالح المقاومة الفلسطينية الجدية الهادفة إلى تحرير فلسطين، وهرس عظم إسرائيل، أقول: نعم للتهدئة مع إسرائيل، طالما كانت معاني التهدئة تراكم الجمر تحت الرماد، وإعداد النفس الفلسطينية لمواجهة مصيرية، لا تقتصر على الرد بالقذائف، وإنما تبادر إلى العقاب الصارم من جنس العمل المجرم.

 

أيام الصبا، كنت أتحدث ناقداً، ومعترضاً على المقطع الشعري الذي يقول:

 

سرق الثعلب من برجي حمامة،

 

سوف أرثيها، وأحمي البرج، لكن؛ لست أستعجل ميلاد القيامة!.

 

كنت أحسب أن هذا الشعر يثبط العزم، ويحد من العمل الفدائي، وأن الرد على جرائم إسرائيل يجب أن يكون سريعاً، ومزلزلاً، لأكتشف أننا من تزلزل، وأنا من قامت قيامته على يد إسرائيل أكثر من مرة! لقد علمتنا تجربتنا المريرة أن حماية برج المقاومة من المدسوسين أكثر أهمية من رثاء الشهداء، وأن الكشف عن الشخص الذي يعطي المعلومة للعدو هو القبة البنفسجية التي تحمي المقاومة من الدخلاء، وأن الإعداد الجيد لقادم الأيام هو الرد الأعز من الكلام المزلزل، ومن المزايدات اللفظية الجوفاء.

عدد القراءات : 1850
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات