احدث الاخبار

يا أخي ارحل..

يا أخي ارحل..
اخبار السعيدة - بقلم - ابو مراسيل         التاريخ : 06-04-2011

قد نظل محايدين في كتاباتنا إذا ما تمكنا من نفض العواطف قبل امتطاء صهوة القلم بلحظات، لنكون منصفين مع كل الأطراف عسانا نجنب الوطن شر المآسي، لكن سفك الدماء وهو السبب الذي هز أركان النظام في الجمعة الدامية بصنعاء، وحده السبب ذاته من يجعلنا ميالون ربما ويدفعنا نحو التشتت بمطلب الرحيل بلهجة قد تكون متطرفة فمن منا يستطع الوقوف على بقعة مليئة بالدم والمأساة دون أن يفقد اتزانه..

 

ثلاثون عاماً ونحن نتمرغ بالظلم والقهر والاستبداد وندفع فاتورة الرقص على رؤوس الثعابين..

ثلاثون عاماً ونحن ننشد الكرامة فتأبى أن تأتي في عهدك..

لم تبقي على محافظة من محافظاتك الأبية إلا وغرست فيها خنجرك المشؤوم وتركتها مفتوحة كجرح يتلو عليك صيحات الغضب إلى يوم النصر العظيم..

ها قد زرعت الندبة في كل ربوع الوطن، في كل منطقة يتيم وشهيد وأرملة..

يا أخي إرحل.. عسانا نتذكر الجانب الأبيض من تاريخك، تاريخ الذل هذا الذي عشناه معاك..

ألا يكفي ما قد فعلته فينا طيلة ثلاثة عقود من الذل والفقر والبطالة، فيها آثرت ابنك على أولادنا وجعلت من عشيرتك المقربين أسياداً ونحن لهم عبيد..

يا أخي إرحل.. كفى مراوغة فقد تهرى نظامك ولن تساعدنا أن نقف يوماً معك، فرائحة الدماء التي تعطر كل زاوية.. تغرس فينا كراهيتك..

 

ألا يكفي هذا لينقشع عنا نظامك الفاشل، المستبد فينا ومع هذا لازلت تصب في آذننا وزيز نغمتك في العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية في وقت الاستماع لعزفك صار يثير فينا الغثيان، ما يزيدنا إصراراً على التشبث بمطلب رحيلك وإن كنا سنعاهدك أن نحفظ لك كرامتك بعد السقوط، إذا ما ساعدتنا على ذلك ولم تلطخ بمزيد من الدماء الجزء الأبيض من ماضيك..

 

مجزرة تلو أخرى تشهدها ساحات التغيير في وطننا الحبيب تتشابه في بشاعتها حد التطابق وليس لدي ما أعبر به عن تضامني واحتجاجي ضد هذه الدماء البريئة الطاهرة سوى مقال صحفي اعتدت أن أنشره في هذه الزاوية.. فليس لدي عضوية في الحزب الحاكم حتى أستقيل منه ولا منصب في سلطة نظامك حتى أتركه وأغادر كرسيه..

يا أخي إرحل.. وإذا لم يكن في البلاد رجل مثلك وعجزت اليمنيات أن يلدن شخصاً يتمتع بالوطنية يقود بعدك البلاد، فلتتمزق اليمن إرباً إربـاً.. يا أخي إرحل.. وللوطن رب يحميه..

عدد القراءات : 2007
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات