احدث الاخبار

الفوضى لا تخلق النظام

الفوضى لا تخلق النظام
اخبار السعيدة - بقلم - غالب حسين النهاري         التاريخ : 31-03-2011

ان العالم اليوم يبحث عن النظام لكنه لا يستخدم النظام والقانون ولا يتبع مسار من مسار الديمقراطية وحرية الراي والرأي الاخر ولكنه اخذ في إتباع الفوضى التي في نظره ستخلق النظام وهو غير مبالي بعواقب ما يصنعه تحت مسمى استطيع ويوجد ونقدر ولابد ان نزيل النظام كي يتكون نظام اخر جديد يرسمه و هو متناسي وجود قوى أخرى لا تقبل به مثلما هو لم يقبل بها فهل سيزيل تلك الأصوات بالقوة

اذا هو ليس ديمقراطي ولا يبحث عن الحرية لأنه في نفس السياق سيلغي حرية الآخرين وقد يتبع نفس الأسلوب القمعي للنظام البائد وقد لا يستطيع ترتيب الأوراق او اعادة ترتيبها وهنا تكون الفوضى لا تخلق الا فوضى .. في ضل انعدام القانون وغياب الشرعية الدستورية في ضل المجتمع القبلي ستكون هناك قوة القبيلة التي ستسعى للسيطرة وقد يصبح نفوذها محدود في إطار قوتها التي لا تتعدى حدود القبيلة لانها ستكون انتهكت قبيلة اخرى وهذا ملا تقبله باقي لقبائل لكن التغيير للأفضل يكون في ضل وجود النظام والقانون والشرعية الدستورية التي ندعو للحفاظ عليها كي نحافظ على هويتنا الوطني واليمنية والقومية والجغرافية كوطن موحد ان الدعوة لإسقاط النظام لاستبداله بنظام اخر شعار يدعو للفوضى التي قد تخرج عن نطاق السيطرة الشعبية وقد يسود فيها العرف وقانون الغاب البقاء للأقوى ان ثورتنا ثورة شباب يطمح للتغيير ويدعوا لمكافحة الظلم والفساد وتغيير النظام والقائمين عليه ولكن ليس إلى إسقاط النظام تحت مسمى التغيير فلنأخذ بالاعتبار ثورة مصر لم تسقط مصر نظامها بل غيرته لان دستورها كان قائم ومازال قائم ولكنها غيرت فيه لتتمكن من التغيير الشامل التدريجي وفي نفس الوقت لم يسقط حسني مبارك بل استقال وسلم السلطة للجيش الذي مازال يسير مصالح البلاد حتى اللحظة وهو من يمسك بزمام الأمور كي لا تنفلت فتنتهك الحرمات والأعراض علما ً بان مصر بلد يسوده القانون والكل ينتمي للدولة اما اليمن فالكل ينتمي للقبيلة واغلب سكان المدن من الريف ومن ابناء القبائل التي قد تطمع للتفرد بالسلطة او تطمح للسيطرة ولو بحصولها على نصيب من الكعكة التي ستقسم عند سقوط النظام وتفككه

الشباب الحقيقي شباب الثورة يطوح للتغيير للافضل لا لخراب البلاد وسقوط الشرعية الدستورية وتهميشها كل الشباب يدعوا للتغيير للافضل لنعيش الافضل في ضل البلد الذي سينعم كل مواطن بخيره وبثروته وبامانه دون المساس بهيبة دولتنا ونظامنا نعم للتغيير من اجل مستقبل أبنائنا لا لفوضة التغيير لا لاسقاط النظام نعم للتغيير من اجل الافضل في ضل الحفاظ على مقدرات الوطن والبنية التحتية التي تخدم كل مواطن اليوم وغداً ان الدعوة للسيطرة على مقرات الحكومة وممتلكاتها انما هو الدعوة للتمرد والعصيان وانتهاك المال العام الذي لن نجد من نحاسبه عليه في ضل الفوضى .

احزاب المعارضة ترفض الحوار وترفض تسلم السلطة بالطريقة الدستورية والشرعية رغم وجود الزخم الكبير الداعم لها من الشعب والشباب هل تطمح لإلغاء كيان الآخر ( المؤتمر الشعبي العام ) لن تستطيع لان مكوناته ليست من افراد مستقلين بل من العديد من القبائل وهذا ماسيدخل البلاد في متاهات السيطرة للأقوى وقد نصل إلى مرحلة التصفيات والاغتيالات التي قد تفقد الشعب العديد من كوادره السياسيين والمفكرين والمثقفين وقد يتحول الجيش الذي ينتمي معظمه للقبائل إلى مليشيات مسلحة يدعم القبائل انها الفوضى التي تنادي بها اللسنة اسقاط النظام لا لاسقاط النظام نعم فنح نبحث عن الشرعية الدستورية والحرية والتي لن تكون الا في ضل النظام والشرعية الدستورية اليمن بلد متعدد الطوائف والقبلية هي الطابع الأغلب على الشعب لندعو لانتخابات مبكرة في ظل عدم ترشح الرئيس وكل حاشيته وكل من كان له مركز او منصب لانقبله كمرشح من المعارض ومن النظام الموجود للحكومة ولكن نريد دماء جديدة ووجوه جديدة من كل طرف لا نريد الاصلاح ولا المؤتمر ولا من كان في مجلس النواب نريد التغيير للأفضل نريد المثقفين والمتعلمين لا نريد مشائخ القبائل والاعيان ولا التجار بل نريد من الطبقة المثقفة والمتعلمة والتي تزخر اليمن بها في كل انحاء اليمن يوجد المتعلمين نعم للتغيير من اجل التغيير لا من اجل اسقاط النظام وتفكيك البلاد ونصبح من مكافحة الفساد إلى الفساد الاكبر الا وهو الخوف والجوع والحرب ..

قد ينظر البعض إلى كلامي بانه ميل إلى الحكومة لا ولكن الواقع هو من يحكم اذا كان المتحدث باسم اللقاء المشترك يدعو لانتهاك حرمة رئيس الدولة فماذا سيفع المشترك بكل من يقول له لا هل سينتهك حرمته ايضا وسيدخل إلى بيته ويخرجه من عرفته لانه رفض رأيه نحن اليوم نرفض رأي الحكومة وغداً سنرفض رأي كل من يحارب الرأي الأخر نعم للديمقراطية

عدد القراءات : 3514
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات