احدث الاخبار

نداء مُوَجَّهٌ لكل اليمنيين

نداء مُوَجَّهٌ لكل اليمنيين
اخبار السعيدة - بقلم - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 29-03-2011

من قول الحق جل وعلا : (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) وقوله عز من قائل : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )

في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ أمتنا ووطننا وقد تداعت الفتن من كل جانب واستفحل الشر ودبَّ الخلاف واستمرى كل فريق في عدوانه واتسع الخرق وزاد الشقاق وصارت نذر الكارثة تلوح في الأفق إن لم يتداركها العقلاء بعد أن ظهرت الإنقسامات والتصدعات في مواقف العلماء وانكفى كل واحد خلف رأيه وتعصب لموقفه وتمترس في مترسه في شكل لا يبشر بالخير والصلاح .

فإن لم يُطفها عقلاء قوم فإن وقودها جثث وهام

أيها الأغيار :

اليوم لم يعد هناك مجال للسكوت والإنكفاء فالفتنة على وشك الإشتعال والبلاد على شفا جرف هار يوشك أن ينهار إن لم نقم بالواجب الديني والإخلاقي والإنساني والشرعي والوطني خوفاً من التحذير الإلهي : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )

اليوم يوم العقل والحكمة فالجمعة يُعِدُّ لها البعض كي تكون حاسمة وفاصلة ولن تكون كذلك فالكل يعلم أن وقودها جثث وهام .

كفى نزفاً للدماء , كفى عبثاً بالأخوة , كفى سكوتاً وحياداً ,آن أوان تجلي الحكمة اليمانية التي ما فتئت تلازمنا مع كل محنة ومنعطف مررنا بهما على مرِّ التاريخ .

أيها العلماء والعقلاء والحكماء :

لقد جاء الدور عليكم لإيقاف النزف وتلافي الفتنة وإطفاء الشرارة ونزع الفتيل لنقف جميعاًَ موقف العقل والحكمة والصلاح والإصلاح قائمين بالواجب ومُرْضِين الضمير لنقف صفاً واحداً ويداً واحداً وجدراً عازلاً يحول بين الفتنة وتداعياتها ومخاطرها .

الخوف والفزع يملأن البيوت ويقضَّان المضاجع ويسلبان الراحة ونوم العيون , النساء قصَّت ظفائرها والأطفال أرسلت دموعها والأباء والأمهات يئنون على فلذات الأكباد والقلوب تتفطر ألماً وحسرة إذ غاب الوعي وغُيِّبَت العقول بين التخبط في وادي الخصومات والشيطان الذي يلعب دوره في شعاب الهلكات

أمور يضحك السفهان منها ويبكي من عواقبها الحليم.

أيها الشرفاء :

الوطن مهددٌ بالإنهيار , مهددٌ بالتقسيم , مهدد بالتشرذم , واليمنيون مهددون بالتناحر , مهددون بالتمزق , مهددون في وحدتهم وأمنهم وتماسكهم في ظل أزمة لن يكون فيها رابح وخاسر فالخسران مآل الجميع , ومن يعتقد نفسه منتصراً فإنما هو خاسر وحقيقته واهمٌ . لقد جاء دور الكل دون استثناء : ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) شعارٌ سنحمله على أكتافنا ونمضي به في مسيرتنا بصدور عارية قابلين التضحية بنفوس مطمئنة في سبيل الوطن .

لقد آن أوان التحرك وإن جاء متأخراً فلعل الله تعالى يحقن بنا الدماء ويلطف بنا من الفتنة .

الدعوة / النداء :

للعلماء ، للمشائخ ، للعقلاء ، للحكماء ، للخطباء , للشرفاء ، للشخصيات الاجتماعية ، للمنظمات والجمعيات والفعاليات الوطنية , لكل أبناء الوطن أوجه الدعوة للجميع , أوجه النداء كي يهب الجميع لتدارك الأمر ونزع فتيل الأزمة كلٌ من موقعه وقدر جهده وما يستطيعه في كل أنحاء اليمن وحيث ما وجد خلاف ونزاع للقيام بخطوات عملية تضمن وقف الفتنة وتحد من تداعياتها علَّ الله تعالى ينظر إلى صدق وصلاح نياتنا وسمو مقصدنا فيجعل الخير والإصلاح على أيدينا فتتجنب البلاد الشر ويعم السلام أرجاء الوطن الذي يناشد ذرات ضمائرنا وما تبقى من أخلاقنا نزع فتيل الفتنة .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل

عدد القراءات : 2306
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات