احدث الاخبار

الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي يكتب عن الثورة الشبابية

الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي يكتب عن الثورة الشبابية
اخبار السعيدة - بقلم - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 28-03-2011

كنت مع التغيير من بداية انطلاقة شرارة الثورة الشبابية السلمية حتى احتوتها الأحزاب السياسية المعارضة فَغَيَّرتْ اتجاهي ولزمت الصمت , وحين بدأت أشعر بمخاطر ما قد يترتب على هذه الحركة استشعرت خطورة ذلك على اليمن ونسيجه الإجتماعي فأطلقت العنان للساني وقلمي دفاعاً عن الوحدة الوطنية وخوفاً من اهتراء التماسك الاجتماعي المهدد بالموبقات اليمنية ( القبلية , العصبية , الطائفية , المناطقية , المذهبية , مضافاً إليها انخفاض نسبة الوعي )

الخوف على اليمن يدفع أبناءه بلا استثناء وبمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم للإصطفاف في مواجهة ما قد يحدث فيما لا سمح الله وانهار البلد .

ثورة سلمية شبابية بريئة من أي انتماءات وعُقَدٍ وولاءات كانت مبشرة بدولة مدنية حديثة تصنع التغيير وترسم ملامح المستقبل ، لكنَّ احتواء هذه الثورة من قبل الأحزاب التي هي بحاجة ماسة أيضاً لثورة لأنها جزء من فساد النظام وضياع الوطن الذي آل حاله مآلاً مظلماً لتركب هذه الأحزاب موجة التغيير التي كان يفترض أن تأتي عليها لأنها :

*جزء من الفساد وعامل في صنعه .

* موبوءة بالأنا والعقد الأيديولوجية والتعصب المناطقي والمذهبي .

*الغالب منها لم يستوعب معنى الدولة المدنية الحديثة وغير مستعد للقبول بها .

*تعيش حالة مشابهة لحال النظام في السلطة ( التمديد , التوريث , إحتكار السلطة , السيطرة على كل صغيرة وكبيرة )

وبالعودة لموضوع الثورة فالبداية كانت طيبة ومبشرة وبمجرد التفاف أحزاب المعارضة على زخم هذه الثورة ومن ثم سيطرة التيار الأقوى في أحزاب المعارضة " الإصلاح " على رؤى وأفكار وتحركات الثورة إعلامياً وميدانياً وأمنياً وثقافياً واستغلالها وتجييرها لصالحه بلون واحد ونكهة واحدة إظهاراً لحقيقة القادم الذي لا يقبل التعايش مع الآخر رغم فضاء الله الواسع .

فهل يستطيع شباب الثورة الأنقياء من التحزُّب إنكار ذلك ؟

ومن لازال مكابراً فهل ينكر مخاوفه من سيطرة هذا التيار ؟

وحتى بقية أحزاب المعارضة هل تستطيع القول : إنها مطمئنة ؟ أم أن هواجسها ومخاوفها لم تعد كامنة فقد ظهرت للعيان وطفت على السطح وصار البعض يتحدث عن مخاوفه صراحة ودون مواربة ؟

والكل أسأل : ما قيمتكم ووزنكم في اللجان الأمنية والإعلامية ؟

ألا تعانون من الإقصاء والتهميش ؟

وهل تستطيعون التحدث أو حتى تملُّك القرار أو شيء منه في المَنَصَّة وبرامجها والمتكلمين عليها أم أنه لا يُعْطَى لكم سوى ما بقي في العروق بعد الذبح ؟

وقائع وأحداث :-

• للمرة الثانية وأنا أسمع حديث بعض راكبي وسائل المواصلات وهم يُنَادون بالتغيير ويدعون له وحين أتدخل برؤية مغايرة لهم يطلبون مني النزول من وسيلة المواصلات في شكل ضيق مخيف .

فإذا كان هذا الضيق من الآخر وعدم القبول بالتعدد والتنوع الآن وقبل الحُكم فكيف سيتعاملون معه بعد أن يصيروا حُكَّاماً ؟؟؟!!!

• أكاديمي ورئيس قسم في جامعة صنعاء ومن أنصار الثورة غاب يوم الجمعة الدامية عن أنظار زملاء أكاديميين من التيار المستفرد بالحلبة رغم تواجده وزيارته للساحة فأرسل له أحدهم رسالة يتوعده بالدنيا والآخرة .

هذا أكاديمي يفكر بهذا الشكل الآن فكيف سيكون بعد ...... ؟؟؟!!!

• القاضي أحمد سيف حاشد عضو مجلس النواب , هذا الثائر الوحيد في هذا الوطن قبل الثورات لم يبال بتهديد ولا عقاب ولا وعيد وتعرض للضرب والاعتداء والإهانة وزار السجون ودافع عن الحقوق , ومع كل قضية أو مظلمة يكون السبَّاق لنصرتها والدفاع عنها فهو فريد في زمن غريب , كما هو حاله يتواجد في ساحة الثورة كأحد أهم وأبرز قادتها , ونظراً لاتساع الساحة وبمساهمة شخصية أنشأ منصة أخرى في جولة سيتي مارت وتحمَّل تكاليفها فما كان من الضائقين ذرعاً بالآخر إلا أن قاموا بتحطيمها وآلاتها الكهربائية في شكل لا يُنْبِّئُ بمستقبل أفضل فيما لو نجح هؤلاء وحكموا البلاد .

فهل يستحق أحمد سيف حاشد كل هذا ؟؟؟!!!

• بحسب الأستاذ أحمد الشرعبي في صحيفة الشارع فإن الأستاذ الحقوقي خالد الآنسي وقف على المنصة يوزِّع الإتهامات على مئات الشباب لأنهم ليسوا من حزبه !!! إذا كان هذا خالد الآنسي أحد رموز الحقوق فكيف بالآخرين ؟!

• بِشِقِّ الأنفس وخلافات وأخذ ورد تم السماح للأستاذ يحيى الديلمي ذات جمعة بالقاء الخطبة لماذا ؟ لأنه زيدي المذهب والجماعة تضيق ذرعاً بهذا المذهب الأصلي الأصيل , مع أنه يتواجد معهم منذ اندلاع الثورة بحماس منقطع النضير , بل ومن قبل مجيء هؤلاء !!!

• الصحفي اللامع والثائر الأول الأستاذ / عبدالكريم الخيواني مُنِعَ من اعتلاء المنصة رغم أُستاذية مؤهلاته الثورية واستحقاقه براءة الإختراع .

• أحد شباب الثورة اعتلى المنصة وقال : يا شباب لقد تحدثنا كثيراً عن مساوئ وسلبيات وأخطاء النظام فما رأيكم اليوم أن نتحدث قليلاً عن سلبياتنا وأخطائنا لنقوم بإصلاحها..... لكم تَخَيُّل ما حلَّ به .

• شاب آخر من الشباب الثائر البريئ من الحزبية وقف معترضاً على أسلوب طرح النائب محمد الحزمي أثناء حديثه في المنصة فتخيلوا ما وقع له !!!

• ما حصل لهدى العطاس وغيرها من إقصاء وتمييز وما يحدث هناك من تهميش لقوى الثورة الحقيقية دلالة واضحة على الإستفراد بالقرار والضيق من كل ما خالف توجهات الجماعة .

• الأستاذ الثائر محمد المقالح الذي دفع أثمان ثوريته في الوقت الذي كان هؤلاء يشكلون مظلة للنظام وأثناء حديثه في المنصة ذكر المجاهد الكبير السيد حسن نصرالله فانقطع الصوت من المكبرات فجأة وبدون سابق إنذار فقد تجاوز الخطوط الحمراء في نظر القوم !!!

أخشى ما أخشاه أن يتحول الثوار الحقيقيون إلى هامش وأن يأتي اليوم فيما لو نجحت الثورة وهم يعضُّون على أناملهم ندماً وحسرة قائلين : يا ليت اللي صار ما كان !!!

عدد القراءات : 3552
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
خلود
كلام حلو جداً واتمنى ان كل اليمنيين يحسوا بالخوف والغيرة على بلادهم لانه لابد من حماية وطننا الغالي من كل يد قاسية ومن كل قلب متحجر