احدث الاخبار

مذبحة ومحرقة اجدابيا

مذبحة ومحرقة اجدابيا
اخبار السعيدة - بقلم - محمود عبد اللطيف قيسي         التاريخ : 28-03-2011

محرقة مروعة تذكرنا بمحرقة الدبابات العراقية التي نفذها الحلف الثلاثيني ضد العراق أثناء انسحاب القوات العراقية من الكويت ، ومذبحة مروعة تذكرنا بمذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا التي وقعت أحداثها يوم 16 أيلول من سنة 1982م وقامت بها المليشيات اللبنانية المسيحية تحت غطاء القصف والتدخل الإسرائيلي ، حيث عملت هذه المليشيات المتعطشة للدماء لإزهاق أرواح أكثر من ثلاثة آلاف شهيد مواطن فلسطيني من سكان تلك المخيمات التي تأوي عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآمنين المسالمين اللذين أبعدوا عن أراضيهم بفعل المآمرات الغربية وقد قتلتهم بدم بارد تحت مرأى ومسمع العالم ومجلس الأمن الذي لم يحرك ساكنا حتى اليوم ، وكان ذنبهم أنهم كانوا يؤيدون الثورة الفلسطينية التي رحلت عن بيروت قبيل ذلك بقليل تحت ضغط وتأثير القصف الغربي والإسرائيلي القوي الإرهابي لمعسكراتها المنتشرة فوق أراضي لبنان .

فالسادس والعشرين من شهر آذار لسنة 2011م ، يوم يسجله التاريخ بأحرف عار على جبين الغرب الصليبي اللئيم والعربي التابع العميل ، حيث دخلت المليشيات المسلحة الإرهابية المتعطشة للدماء أجدابيا قادمة من بنغازي ، تحت حماية الطائرات الغربية والقطرية التي أحرقت الأخضر واليابس أمامها ، لتجد هذه المليشيات عشرات من الجنود الليبيين الجرحى ومن اللذين تخلوا عن أسلحتهم قد رفعوا الرايات البيضاء ، إلا أنّ هذه المليشيات المكونة بأكثريتها من مسلحين عرب تونسيين وجزائريين ومغاربة ومن الحانقين الليبيين وارتكزت على فتاوى بعض شيوخ السلاطين اللذين أفتوا بجواز قتل القذافي وجيشه وشعبه ، فتكت بهم وبعدد آخر من المواطنين من سكان أجدابيا نفسها ، حيث تم ذبحهم بالسيوف والسكاكين وبعضهم أطلق عليه ما لا يقل عن ثلاثين طلقة ، كما وبالإصرار على الإنتقام تم تقطيع جثثهم إلى أشلاء بشكل يندى له الجبين العالمي والإنساني ، وقد تكون الطائرات الإستطلاعية الأمريكية والغربية قد صورت هذه المشاهد الدموية ، وقد اعترف من أسمتهم الجزيرة وفضائيات العهر الأخرى بالثوار بقتلهم أكثر من خمسين ليبيا مدنيا تحت تهمة أنهم مرتزقة أضافة للجنود الليبين المستسلمين تحت حجة تأييدهم لقيادة القذافي .

حقا إنها مجزرة مروعة سيكشف العالم تفاصيلها بعد أيام قليلة ، إذ ستثبت هذه المجزرة أنّ الغرب لم يتدخل مطلقا لنجدة المدنيين الليبيين بل تدخل بتحريض من العرب المستعربة وفضائياتهم العميلة لضربهم وقتلهم على مدار الساعة ، فالقتلة إضافة للغرب الصليبي ، هم مليشيات عسكرية من ليبيين تتدربوا في الخارج ومن مخدوعين مغرر بهم ومن عرب عبروا الحدود بطرق غير شرعية ، زحفت بتشكيلاتها غير المنسجمة ولكن المتفاهمة فقط على القتل والحرق والتدمير من بنغازي ، تسلح أفرادها بالأسلحة التي سرقوها من مستدوعات الجيش الليبي الذي أخذ مع بدء التمرد على حين غرة ، وبالمناظير الليلية الغربية وبكل أنواع الإسلحة الفردية المتطورة التي نقلت إليهم عبر الحدود المصرية وبواسطة طائرات النقل المدنية والعسكرية القطرية التي تقوم برحلات مكوكية كثيرة بين الدوحة بنغازي ، والتي من بينها العوزي الإسرائيلي ورشاش البيكا الأمريكي المخزن في المستودعات والقواعد الأمريكية في العيديد والسيلية ، والذي كان تدرب عليه بعض المعارضين الليبيين في معسكرات الإرهاب المجاورة للقواعد الأمريكية في قطر ، وأما اللذين ارتكبت بحقهم المجزرة فهم مدنيين ليبيين آمنين يسكنون اجدابيا وهم أصحابها .

فإلى أين ستنتهي هذه المجازر المتلاحقة والمستمرة بحق المواطن الليبي المدافع عن أرضه ووطنه وعرضه ومقدراته ، والتي أفتى بجوازها وضروراتها القرضاوي ، وطالبت بها الجامعة العربية ، وحرضت عليها قطر ، ونفذتها المليشيات المسلحة ، وغطاها الغرب وأمريكا ومجلس الحرب ( الأمن ) ؟؟؟ .

الجواب يعرفه كل المشتركين بالمذبحة المرتكبة بحق الشعب الليبي المسالم في العتمة وتحت ضوء الشمس ، كما ويعرفه الشعب الليبي المظلوم وقيادته الوطنية ، وهي أنّ الكعكة الليبية الغنية بالبترول الخفيف وبمواد الخام الأولية التي تحتويها الصحراء الليبية والجبل الغربي دائما هي مطمع الغربيين ، والتي يرغب الغرب بسرقتها وتوزيعها فيما بينهم وبالمجان ، تماما كما سرقوا وما زالوا النفط العراقي ، وحتى لا يتهم من اعتادوا سرقة المواطن والمال والعقل وبعض الإرادة العربية بذلك ، وحتى لا يثيروا المجموع العربي على حقيقة سرقتهم للبترول الليبي من المناطق التي اسموها محررة ، تبرعت حكومة قطر بتسويق البترول الليبي المسروق لصالح إمداد المعارضة الليبية بالمال اللازم لاستمرار حرب الأخوة الأعداء ، الحرب القذرة التي بالنهاية لن تسقط نظام القذافي الجماهيري ، بل ستؤدي حتما إلى تقسيم ليبيا بعد أن اصبح لشرقها علم خاص وحكومة وإدارات ، وحتى الحدود بين جماهيرية ليبيا وجمهورية برقة كما أسماها المجلس الوطني الساعي للانفصال رسمت على الخارطة الأمريكية الجديدة المعدة لشمال أفريقيا والشرق الأوسط الجديد ، وهي الحدود والمعارك التي لن تتجاوز خط راس لانوف بأي حال من الأحوال .

Alqaisi_jothor2000@yahoo.com

عدد القراءات : 3934
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات