احدث الاخبار

ارحل لو كان لديك بقية من ضمير

ارحل لو كان لديك بقية من ضمير
اخبار السعيدة - بقلم - المحامي أسامة عبدالاله سلام الأصبحي         التاريخ : 23-03-2011

أيها الرئيس بصفة شخصية أنا لا أكرهك بل بالعكس الله يعلم أنني احبك في الله مسلما مثلى... ولكنى أريدك أن ترحل فان الله يحكم ما يريد.... فأنت لن تغير شيئا... إذا كنت تريد التغيير ....فغير من نفسك أولاً... وكن مسلما صادقا مع الله وارحل وخذ كل الطغاة معك لا نريد مزيدا من الاقتتال من الجرائم من الفساد أن الله يحكم ما يريد وأرجو أن تستعد ليوم المشهد العظيم ... عندما تقف أمام الله ويسألك عن أرواح الأبرياء من المتظاهرين الشهداء الذين قامت جنودك بضربهم بالرصاص والتعدي عليهم.

تسألني لماذا أقول لك هذا الكلام ؟

قبل أن أجيب على هذا السؤال لست عدوا لك ولا بيني وبينك أي عداوات شخصية، لكنني أحب وطني الذي أريده أن يكون أحلى الأوطان، فقد أضعت اليمن ومستقبل أبنائه.

فلماذا لاتسأل نفسك ياترى لماذا هذا التجمع الرهيب الذي تجمع له الناس في اليمن في كل المحافظات من كل مكان في مكان واحد وأسموها بساحات الحرية والتغيير ترى ما أسباب هذا الحشد الذي حشد من الناس أجمعين هل هذا خيال أم حقيقة أرادها رب العزة أجمعين لماذا نختلف وقد حكم الله في كل شيء لماذا التعصب والعنف لماذا القمع والضرب والاستهزاء بآدمية الإنسان لماذا كل شيء محاط بوساوس شيطانية لماذا يسيطر الشيطان على روح الإنسان لماذا كل التساؤلات....

لماذا لاتكون حكيما وتترك السلطة حقنا للدماء لماذا كل هذا الخراب الذي تحاولون القيام به لماذا ولماذا ولماذا ... ولماذا لم تسألو أنفسكم لما اجتمعوا هؤلاء الناس شباباً وشيوخاً ونساء وأطفالاً  في ساحات مثل هذه الساحات صدقني إنهم لم يجتمعوا لأطماع خارجية كما تزعم  ولم يجتمعوا لتخريب الوطن أو مؤامرات أو إنهم اجتمعوا من اجل علي عبد الله صالح ومن اجل سلطة أو غير ذلك ولكن الله جمعهم من اجل أن يعيشوا حياة كريمة لوتحسون بها أنتم  وأعوانكم لفلحتم بل أنكم حاولتم البعد عن الحقيقة التي تحاولون إخفائها وهى أطماعكم الدنيئة في المال والحكم والسيطرة على نفوس غيركم من النفوس الدنيئة الضعيفة التي تشترى بالمال في دوائر الانتخابات وغير ذلك من الرشاوى في كل مرافق الدولة .... فان الله جمعهم في مجمع واحد بعد أن ظهر الفساد في البر والبحر فقد جمعهم الله بعد أن نسيتم الله فأنساكم أنفسكم فقد جمعهم الله ليس من اجل المال أو أي أراء أخرى ... لا من اجل السلطة.. من اجل الفاسدين والمتنفذين وضباط الشرطة والقوات المسلحة المفسدين المغرضين الذين نهبوا أراضي المواطنين والدولة وطغوا بما فيه الكفاية من الطغيان بما زهقو أرواح الشعب ... من الفساد لا من اجل أي شيء من أجل حق الإنسان أن يحيا حياه كريمة طيبة مستقرة آمنه.

أيها الرئيس من الذي يحارب شعبه ويعين أقاربه والفاسدين ويبني جيشاً لحمايته من شعبه وضرب المظاهرات التي تود إزاحته؟ أليس من العار أن يحكم اليمن السعيد إنسان طالح مثلك؟ ولماذا يكون حكمك أبدياً وكل دول العالم المحترمة لا تسمح لرؤسائها بأكثر من فترتين، حتى لو كانوا أكفاء ولست منهم؟

من أنت على وجه التحديد؟ وماذا تمتلك من مقومات رجل الدولة؟ أنت عسكري لا تدري الكثير عن الأمور الاقتصادية ومتغيرات القوى الدولية وكيفية الإدارة المعقدة والمتشعبة لدولة، لكي تنمو وترتقي فتوفر العيش الكريم لأهلها. كل ما تجيده هو حماية الفاسدين في نهب ثروة اليمن وإحاطة نفسك باللصوص والمنافقين الذين أوصلونا إلى هذه المرحلة الصعبة، ألا ترى نتيجة عملك أيها الرئيس؟

لقد انتهى عمرك الافتراضي، ارحل عنا قبل أن يفيض الكيل فيسحلك شعبك الذي طال صبره، ولن ينفعك المشائخ والفاسدين، فصدقني سيتخلوا عنك ويتركوك لمصيرك حينما تأتي نهايتك وهاهم قد بدأو بالتخلي عنك وعن حزبك.

ارحل لو كان لديك بقية من ضمير فكل يوم تقضيه بالحكم يؤخر يمننا الحبيب عاماً آخر، ارحل وليأت من بعدك حكم ديمقراطي ينهض باليمن فمؤسساته جاهزة والشرفاء متلهفون للعمل الدؤوب على إصلاحها، ارحل فقد سئم العدو والصديق خطاباتك وبرامجك الوهمية ، ارحل أيها "الصالح" فلا أحد من الشرفاء يريدك، خذ كل ثروتك ومعك الفاسدين والمفسدين واترك اليمن للشرفاء الأكفاء يحكمونها وما أكثرهم.

فمن حقنا أن نعيش  في وطن فيه لا للفساد لا للمتنفذين  ليس كرهاً ولا بغضا ولكن حباً في الوطن من اجل العدالة الحقيقية لا للمنافقين لا للمغرضين لا للمخربين مهما كانوا حتى ولو كانوا يمنيين.

ارحل يا علي أنت ومن معك بكل الإدارات التابعة لك نريد دولة حقيقة لا نريد سياسات فاشلة وكلمات هنا وهناك وألفاظ هنا وهناك لا تقدم ولا تأخر.

عليك أن ترحل أيها الرئيس فقد أراد الله ذلك فان إرادة الله فوق الجميع .. فان المواطنون الحقيقيون لا يكرهون الأشخاص ولكن يكرهون الظلم فيهم ....

أريد أن أسالك سؤالا أيها الرئيس.... هل أعددت للقاء الله ... لن أسألك أكثر من ذلك ... فحسبي الله ونعم الوكيل فيك أنت ومن عاونوك من السلطة في الفساد

هل حاسبت مسئولاً فاسداً وأنت تعلم هل أنصفت مواطناً من شيخاً بسط على أرضه بالقوة وأنت تعلم بل تدعمه على ذلك هل تحسست رعيتك في المساء هل رأيت كم من جائع فأطعمته هل رأيت كم من عارياً فكسوته هل رأيت كم من نام في الشارع فآويته وما أكثرهم في أرصفة الشوارع... أمنت مكر الله هل تطمئن بجنودك ... فقد قال احد الملوك إلى الله ... وهو قارون ... وهو على فراش الموت يامن لا يزول ملكة ارحم من زال ملكه.....  أيها الرئيس لن أقول لك وداعاً لأننا سنلتقي في يوم ما ..... سنلتقي جميعا في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.... سنلتقي أمام الله رب العالمين .... ونسمع جميعا الله وهو يقول ... لمن الملك اليوم لله الواحد القهار.... وأخيرا....اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبدلنا رجل مخلصاً صادقاً  خير منك يحب وطنه لايحب أتباعه يقود يمننا الحبيب يمن العروبة بعمالها وأطفالها وشبابها وشيوخها ونساءها إلى بر الأمان مع الله .

*محامي وناشط حقوقي

رئس مؤسسة العدالة للمحاماة والاستشارات والتدريب

منسق شبكة محامون ضد الفساد

عدد القراءات : 2643
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات