احدث الاخبار

المستشفى الميداني في ساحة التغيير بصنعاء .. ملحمة أخرى

المستشفى الميداني في ساحة التغيير بصنعاء .. ملحمة أخرى
اخبار السعيدة - صنعاء (اليمن) - محمد الجماعي         التاريخ : 22-03-2011

هكذا بدا المشهد في المستشفى الميداني بساحة التغيير، ملحمة ما بعد الرصاص والغازات المسيلة للدموع والغازات السامة التي أطلقت على المتظاهري فور الانتهاء من خطبة وصلاتي الجمعة والعصر جمعا.

مئات الأطباء والأخصائيين المتطوعين من الجنسين ذكورا وإناثا، هرعوا إلى العمل في ميدان يختلف كثيرا عن ميادينهم المكيفة والمعقمة والمحاطة بالكثير من الحذر أمام خطر الجراثيم والميكروبات.. يبدو المشهد هنا مختلفا، حيث اتخذوا من الطابق الأرضي للمبنى التابع لجامع الجامعة مكانا لتجهيز أساسيات المستشفى عليه، فيما صار المسجد بعد ذلك ملحقا بالمستشفى وأحد أقسامه (الرقود).

عشرات القتلى هذه المرة برصاص القناصة المحترفين، وجها لوجه أمام إمكانيات المستشفى الذي تطوع لتجهيزه مئات المتبرعين من أفراد ومؤسسات معظمها تسير في ذات التوجه الذي تجمع من أجله المعتصمون في ساحة التغيير. وإزاء ذلك فقد تحول المستشفى إلى ساحة تحدٍ جديدة أمام (الثوار) وإمكانيات عشرات الأطباء الذين كانوا متواجدين ساعة الجمعة الدامية في الثامن عشر من مارس، حيث لم يكن يتوقع الأطباء وإدارة المستشفى مباغتة مسلحي النظام للمعتصمين في وضح النهار. كان يحصل ذلك في ساعة متأخرة من الليل أو عقب صلاة الفجر.

في المرات السابقة حين كانت الأنباء والتوقعات تتواتر عن حدوث هجوم ما، كان المستشفى يرفع درجة التوتر والاستعداد إلى اللون الأحمر وتبدأ خطوات الاستعداد، أشبه بساحة حرب سلاحها مواد الإسعافات الأولية وأدوات الجراحة وتجهيز أسرة المرضى أو فرشهم في الغالب، واستدعاء سيارات الإسعاف لنقل الحالات الخطرة إلى مستشفيات أهلية بأمانة العاصمة وافقت على استقبال أية حالة تأتيهم من الساحة المسماة ساحة التغيير وعلاجها بالمجان.

يفيد الدكتور محمد العباهي  مدير المستشفى الميداني، بأن إمكانيات المستشفى تشهد تزايدا بسبب الأحداث الأخيرة كالتي حدثت السبت 12 مارس الماضي، والتي راح ضحيتها مئات المصابين والجرحى وشهيدين. ويؤكد العباهي –أخصائي جراحة عامة ومناظير- على تفاعل معظم مشافي أمانة العاصمة وشركات الأدوية ورجال الأعمال ودعمهم السخي للمستشفى، غير أن ذلك يظل بحاجة إلى الاستمرار بالنظر إلى اطراد الحاجة وزيادة حالات الإسعاف.

في الثامن عشر من مارس الماضي المسمى بـ”جمعة الكرامة” تلون المستشفى والمسجد والساحة بذات اللون الأحمر. حيث كان القتلى والجرحي ينزفون بغزارة، لا بسبب الأحجار والمولوتوف هذه المرة بل بالرصاص الحي، عجز أمامها المستشفى عن توفير الدماء اللازمة لتعويض دماء الجرحى، سيما الفصائل النادرة O-، A-.. الأمر الذي استدعى توجيه نداء استغاثة عاجل عبر وسائل الإعلام المتواجدة بكثافة كالعادة، يدعو إلى التبرع بالدم ويطالب بعودة الأطباء الذين كانوا في ساعات استراحة في بيوتهم للعودة وانضمام آخرين إلى زملائهم لأداء واجبهم الوطني بحسب نص المناشدة.

مئات، بل آلاف المسعفين من الشباب يتقدمهم عشرات الأطباء الميدانيين ذكورا وإناثا، يحملون المصابين بعدد من الوسائل، سيارات إسعاف تابعة للمستشفى، بالإضافة إلى أسطول بري من سيارات الإسعاف التابعة للمستشفيات الخاصة، وسيارات خصوصية استخدمت لذات الغرض نظرا لكثرة المصابين. يدهشك منظر سيارات الإسعاف القادمة من معظم مستشفيات العاصمة الكبرى والصغرى، الأهلية، حتى مستشفيات التجميل وأطفال الأنابيب والأمراض النفسية والعصبية والعيون والأسنان. وبالتالي يمكنك إدراك عمق الرغبة الشعبية في إحداث الثورة السلمية. أحدهم تبرع بسيارتي إسعاف جديدتين، وآخر تبرع في يوم واحد بما قيمته 12 مليون ريال من الأدوية وفاتورة مفتوحة لما يطلبونه من الأدوية، وتبرع آخر بخمسين اسطوانة أوكسوجين، وقائمة من التبرعات العينية والنقدية المذهلة، ومن المذهل تبرع امرأة عجوز بمائة ريال يمني. ولا نهاية من المتبرعين بالدم وقت الحاجة وأرقام هواتفهم.

وفي المقابل هناك مئات المستقبلين ومئات الأفراد الذين يمثلون لجان النظام واللجان الأمنية ومئات المتبرعين بالدم وعشرات الصحفيين وعشرات السيارات، وكل ذلك في تلك الساحة الصغيرة، وأصوات تتمازج مع حركة إسعافية كحركة آلات المصانع بفضل التفاعل الإنساني من قبل الجميع في تلك اللحظة.

هذا المصاب يئن وهذا ينزف وذلك يلفظ أنفاسه الأخيرة وذاك يوصى بالثبات، هذا المريض بحاجة إلى دم وهذا يحتاج إلى مخدر وزميل له يتم تنظيف الدم عن وجهه أو جرح ساقه أو رأسه أو صدره أو بطنه، بينما يقوم الجراحون بترقيع الجراح السطحية، ويقوم زملاء لهم بإعداد مصابين في حالة خطرة لنقلهم إلى مستشفيات أخرى.

أكوام من الأطباء والطبيبات مع كل حالة، بمختلف تخصصاتهم، في منظر لم تشهد اليمن مثله حتى في حالات الحروب، كما تقول الطبيبة تهاني العبسي. تؤكد د. تهاني: “وصلت إلى يدي 3 حالات إطلاق رصاص، إحداها لشخص مصاب في رجليه. وشخص مصاب في يده اليمنى، والثالث في الجهة اليمنى من الصدر”. “كانت حالات المصابين سيئة للغاية وبعضهم أرسل إلى مستشفيات أخرى، لكن معنوياتهم كانت عالية جدا، وأقوياء بطريقة غير طبيعية، ومبتسمين، هؤلاء أمراض نوعيين، لدرجة أن بعضهم كان يريد أن يعود إلى نقطة الدفاع عن الساحة مرة أخرى” تضيف د. تهاني.

أحد المرضى نقل بسرعة شديدة لدرجة أننا لم نتمكن من التقاط صورة له. كانت يده اليمنى صناعية فيما كانت يده اليسرى مصابة بطلق ناري، الأمر الذي كان له تأثير كبير على كل الحاضرين.

كان بعض الأطباء في بيته حين سمع خبر الاقتحام عبر الفضائيات فهرع مباشرة عبر الحواري والطرق الملتوية للوصول إلى ساحة التغيير. أحد هؤلاء د. بلقيس محسن التي وصلت الثالثة إلا ربع فالتحقت مباشرة بأقرب مصاب وبشكل ذاتي، وحين رأت أن لا مجال في المستشفى اتجهت مع فريق آخر إلى الميدان بالقرب من المركز الطبي الإيراني حيث توجد إحدى اللجان الطبية الميدانية الإحدى عشر. تقول د. بلقيس “لفت نظري واستلفت انتباهي وحشية التعامل مع المعتصمين الذين لا يمتلكون حتى سلاحا أبيضا وكنت أرى المصابين وجراحهم الخطيرة فأصاب بالإحباط جراء تلك التصرفات الوحشية”. د. بلقيس التي لا تخفي قلق أسرتها من مشاركتها في هذه المعمعة تقول إنها لا يمكنها التراجع عن قرار المشاركة لإسقاط هذا النظام الفاسد.

 مضيفة بأنها لمست تفاعلا منقطع النظير من الأهالي الذين كانوا يفتحون بيوتهم ويدعونهم لإدخال المرضى وإجراء الإسعافات الأولية لهم بداخل تلك البيوت، بعكس ما تقوله الرواية الرسمية.

ومثل د. بلقيس، جاءت صفاء الآنسي (صيدلانية) وأفراح محمد (مختبرات) في ذات التوقيت أو بعدها بقليل لتفاجآ مثل غيرهما بتلك المناظر الوحشية المروعة، التي لم تريا مثلها إلا في غزة فلسطين حد قولهما.

الأمر اللافت هو اتهام الرئيس في مؤتمره الصحفي للأهالي وأصحاب الحي بأنهم هم الذين أطلقوا النار على المعتصمين، الأمر الذي يستوجب رفع دعوى ضد الرئيس من قبل الأهالي كما تقول كلا من بلقيس وصفاء وأفراح محمد.

بالقرب من فاطمة محمد (ممرضة) كانت توجد جثث لشهداء مصابون أماكن خطرة كالرأس والرقبة والصدر، قالت فاطمة إن الأطباء أكدوا أنها جراء قصف مدروس ومحترف وليس عشوائيا أو ردة فعل من قبل الأهالي.

وليس بعيدا عنها أخصائية أمراض الفم والأسنان د. نجلاء يحي منصور أبو أصبع ابنة القيادي في اللقاء المشترك المعارض والأمين المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، قدمت إلى صنعاء قبل بضعة أيام للمشاركة في اعتصامات صنعاء بعد أن كانت مشاركة في اعتصام خليج الحرية بإب، كانت تنوي العودة إلى إب لولا هذا الحادث، قالت بأنها لن تغادر صنعاء حتى يسقط هذا النظام. وبالرغم من أن تخصصها (طب الفم والأسنان) إلا أنها قالت بأن الجميع هنا يعمل كجراح نظرا لما تستدعيه الحالة، بالإضافة إلى تخصص كل واحد منهم.

المشاهد كثيرة جداً: مشهد طبيبة انهارت تماما أمام تلك المناظر المؤلمة، وبكت بكاء شديدا وبصوت مرتفع. مشهد آخر لشاب يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يتلفظ بالشهادتين، الأمر الذي دفع أخوه بجانبه لرفع سماعة هاتفه والاتصال بوالدته لإبلاغها با ستشهاد أخيه الذي لطالما كان يتمنى الشهادة فنالها. حسب تعبيره. وليس بعيدا عنه ذلك الرجل الذي كان يدعو على الرئيس علي عبدالله صالح بكل أنواع وصيغ الدعاء. متأثرا بوفاة ولده.

في المستشفى الميداني لا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لك كمواطن عادي، عنهم كأطباء مارسوا الطب منذ سنوات، في وصف مشهد المستشفى يوم الجمعة الدامي بالمشهد المأساوي المريع. وهو ماعبر عنه إبراهيم دبوان –يعمل في طوارئ مستشفى الثورة العام، أكبر مستشفيات اليمن- بقوله إنها مذبحة مفاجئة تذكره بمذبحة صبرا وشاتيلا، “منظر مرعب، كما ترى، رؤوس مفتوحة وعظام مكسورة، ودماء تسيل وأصوات استغاثة وضجيج وبكاء”. ثم بكى إبراهيم دبوان كما بكى الكثيرون، وشعرت د. نجلاء بأنها يمكن أن تفقد وعيها في أي وقت من هول ما شاهدت.

ساحة ثورية جديدة

يزور المستشفى كل يوم العديد من الشخصيات الهامة ورجال الأعمال، ربما لأنهم يعتقدون بأن معالجة الجرحى من أسهل الأدوار التي يمكن أن يثوروا من خلالها، تجار، مثقفون، علماء، حقوقيون، منظمات. كان من ضمن الزوار خطيب جامع الصالح وعميد كلية الصالح للعلوم الشرعية د. عبد السلام المجيدي الذي زار الجرحى وتفقد أحوالهم وقال في تصريح خاص معلقا على مارأى من مشاهد: “الدماء إذا سقطت وسفكها الحاكم فإنها تفقده شرعيته” واستشهد بقول شوقي: وللحرية الحمراء باب مضرجة بكل يد يضخ (……………).

النائب العام الدكتور عبد الله العلفي، وفي مبادرة منه قام بزيارة اليوم إلى المستشفى الميداني وزار فيه من تبقى من الجرحى وسألهم عن بعض الأمور، البعيدة طبعا عن مطالب إسقاط النظام، وبرفقته عدد من كبار المحامين وعلى رأسهم المحامي محمد ناجي علاو رئيس منظمة هود. وبطبيعة الحال فقد كان مشهد استقبال الجرحى له بهتافهم المستمر: “الشعب يريد محاكمة السفاح”، رددوه مرارا وتكرارا على مسامعه حتى أنه لم يستطع أن يتحدث لوسائل الإعلام، بل زاد الأمر شدة حين تفوه بإجمالي عدد الجرحى قائلا: “عددهم 93 جريحا” ليكتشف بعد ذلك أنه وقع في فخ اختصار الأرقام وتهوينها حين صاحوا في وجهه “استقيل استقيل، الشعب يريد محاكمة السفاح”. ازداد المشهد سخونة عند محاولته الخروج قبل أن تطيب أنفس المصابين في قسم الرقود بالمستشفى الميداني (جامع الجامعة)، مما اضطره إلى الصعود إلى الدور الثاني للمسجد معلنا من هناك أنه سوف يعيد التصريح. وبالفعل قام بذلك أمام الصحفيين وأعلن أن معلوماته كانت خاطئة بشأن الجرحى. ثم تلا الأرقام على النحو التالي: شهداء (44)، جرحى (639) بينهم (300) غازات، (110) رصاص حي، (229) إصابات مختلفة.

كان الجرحى هم أبطال هذه الملحمة الأخيرة، كما هم أيضا أبطال الملاحم الأخرى، ففي الوقت الذي جلس فيه فريق النائب العام على كرسيين وطاولة لبدء التحقيق في القضية، هكذا ارتجالا وسط المسجد ووسط الضوضاء، كانت فتاتان تشقان الصفوف للوصول إلى النائب العام والإدلاء بما شاهدنه لحظة وقوع الكارثة، وبالفعل تم تسجيل أقوالهن في المحضر الذي فتح دون أدنى مراعاة لأبسط الأعراف القانونية.

كان الحاضرون وبينهم مراسلون ومحامون وأطباء يعرفون أن مجيء النائب العام ليس إلا مجرد خطوة في الطريق الذي سار عليه رئيسه منذ أمس الأول لامتصاص غضب الشارع اليمني المطالب بخلعه ومحاكمته وليس شيئا آخر.

كانت إحدى الفتاتين (نجاة محمد- 20 عاما) حاضرة أثناء بدء إطلاق الرصاص، وبحسب قولها فقد صعدت وسط الرصاص إلى أعلى الجدار با تجاه من وصفتهم بالعسكر الذين بعضهم بزي مدني، (لعلها تقصد من يسمون بالبلاطجة الذين يتصرفون بحرية أمام العسكر)، ونصحتهم بعدم إطلاق الرصاص، فأ فهموها أنهم لن يتوقفوا حتى يتوقف الشباب عن إطلاق الشعارات. لحظتها تحرك الشباب باتجاه الجدار الذي بني للحيلولة دون تمدد مساحة الاعتصام با تجاه شارع الزبيري. وبحسب رواية الرئيس فإن الذين بنوا الجدار هم أهالي الحي، وهو ما نفاه مواطنون وكذبوه أمام النائب العام الدكتور عبد الله العلفي.

ما أغفلته الفتاة الشابة استدركه أحد الجرحى (كنا نسمع صوته فقط) بعد إدلائه بشهادته بقوله: “الجدار ياسيادة النائب قد بني، والإطارات أحرقت، والهليوكبتر حلقت، والمؤتمر الصحفي للرئيس عقد، وحالة الطوارئ أعلنت!!” وأضاف: “إذا لم تكونوا تعرفون كيف تصلون إلى الحقيقة فنحن قد وصلنا، وغريمنا معروف (يقصد الرئيس وأقاربه) فإن كنت تستطيع إيصالهم إلى قاعة المحكمة، وإلا فالأفضل لك ولتاريخك أن تستقيل ومرحبا بك”. الفقرة الأخيرة تشارك فيها مع ممثل شباب الفيسبوك وليد العماري، غير أن الأخير أضاف إليها قبلة على رأس النائب العام.

(حسن القاعدي – 35 عاما) وهو أحد الجرحى، كان يرفع صوته من زاويته في شرق المسجد لإيصال صوته للنائب العام، مطالبا بمحاكمة الرئيس وعائلته، وإعطاء الأوامر للمنافذ البرية والبحرية والجوية لمنعهم من السفر، ثم الأمر بسجنهم.

ومن مكان آخر قبل أن يتدافع الحاضرون فيرفسوه أثناء تزاحم الإعلاميين والأطباء ومرافقي النائب العام، كان ناصر العجيبي 25 عاما، يعرض في يده بقايا رصاصة أخرجت من ساق رجله اليمنى، قال إنها رصاصة تتبع الأمن القومي والحرس الخاص حسبما أخبره أقاربه العسكر. وأضاف ناصر، وهو جامعي تخصص علوم حاسوب عاطل عن العمل، بأن على النائب العام أن ينظر بعين الحق لما جرى، نافيا أن يكون ذلك من عمل أصحاب الحارات، مؤكدا أن الرئيس كان يعلم بالحادثة ويشاهدها من فوق الهليوكبتر حسب ما ما سمعه هو عن وكالة الأنباء الإيطالية، حد قوله.

من جهته تساءل الدكتور صالح سميع الوزير السابق والمستقيل مؤخرا من المؤتمر الشعبي العام وكان حاضرا أثناء تواجد النائب العام، تساءل عن جدوى زيارة العلفي التي قال إنها في إطار الدستور والقانون، إذا لم يستطع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحضور كل من يستدعي التحقيق حضوره بدءا من الآمرين والموجهين وانتهاء بالمباشرين والمنفذين. وأضاف د. سميع “أنا شخصيا لا أعتقد أن النائب العام قادرعلى استدعائهم والأيام القادمة كفيلة بمحاسبة ومعاقبة كل من لا يستطيع النائب العام إحضارهم” حد قوله.

المصدر : ثورة البن
عدد القراءات : 5422
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات