احدث الاخبار

علي عبدالله صالح ... لماذا ؟؟!!

علي عبدالله صالح ... لماذا ؟؟!!
اخبار السعيدة - بقلم - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي*         التاريخ : 09-03-2011

الكل يتوق للتغيير والتغيير سنة الله في الخليقة والشباب هم أمل الأمة وعمادها وجيل المستقبل الذي يؤمل منه الخير للبلاد والعباد . عندما أتامل مطالب ثورات التغيير النازلة وبقوة غير مسبوقة على البلدان العربية أتفهم هذه المطالب إلى حدٍ ما ,وأُقَدِّر وأُثمن عاليا تَوَقَان الشعوب للتغيير بالأفضل لا الأسوء .

في اليمن وغيرها من البلدان العربية الأخرى يمكن تَفَهُّم المطالب المشروعة والشعارات المرفوعة المنادية بالتغيير , والشباب التَوَّاق لمستقبل أفضل لليمن .

وكذا المطالب الملحة للشعب اليمني وهو ينادي بالإصلاحيات السياسية والاقتصادية ومحاسبة الفاسدين والناهبين والمقصرين في الأعمال المناطة بهم .

لكني لا أستطيع تفهم الشعارات والهتافات البذيئة الجارحة لكل خلق ودين وقيمة .

فمن يطالب بالتغيير وينشد الأفضل يجب عليه أن يكون صاحب منطق سليم وخصومة شريفة رابيا بنفسه عن الإسفاف , داعياً للخير وراكباً موجة الصلاح .

" إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه وليٌ حميم "

ومن يطالب بالإصلاح بأي طريقة مشروعة كالتظاهر والاعتصام لا يمكن أن يرفض الحوار المدعو له في أكمل وأشمل الدساتير الإلهية مع الخصم الفاجر الملحد فكيف بالأخ " وجادلهم بالتي هي أحسن " إذ الحوار كفيلٌ بتجاوز الأزمات والوصول إلى حلول مرضية لكل الأطراف ؟!

أما غرابة تظاهرات واعتصامات اليوم الرافضة للحوار فإن أصحابها يتركون مجالاً للتكهنات في صحية هذه المطالب !!!

وأما القول إن زمن الحوار قد ولَّى وأنه لا تراجع ولا عودة عن الشارع فما هو الا دلالة على التعنت والابتزاز والمماطلة , فمتى ولَّى زمن الحوار والله تعالى حاور إبليس اللعين وكبار الملاحدة المشركين وما سورة الطور عنا ببعيد ؟ !!

ثم إني لا أجد قضية وطنية طُرحت من قبل المعارضة منذ بدء التعددية السياسية في البلاد – باستثناء ما له مآرب بالمكاسب والشعب اليمني برمته يعي ذلك , وأخشى ما أخشاه أن يذوب كل شيءٍ في لحظة ( ساعة الرحمن والشياطين غافلين )

التغيير المطلوب :-

بعيداً عن المناكفة والكيل بمكيالين , نزولاً عند الحق وتخلياً عن فجور الخصومة الذي أراه مستفحلاً لدى غالب قيادات المعارضة ، كلنا نبحث عن التغيير ليس على مستوى هرم الدولة فقط , وإنما على كافة المستويات والأُطر الحزبية والمؤسسية والمشيخية والمنظمات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها .

إذا كان علي عبدالله صالح رئيساً منذ 32 عاماً تقريباً فهناك قيادات حزبية ومجتمعية وقبلية و...... و...... تمارس قيادتها وتفرض نفسها كقيادات تاريخية لا يمكن الحديث حولها أو السماح للآخرين بالتفكير في تغييرها مذ عرفت نفسي كما أنها لا ترى في غيرها مؤهلاً للخلافة والقيادة , وأُوأكد أنه لا يمكن التسليم لخلفٍ وإن كان صالحاً أو حتى جاء من السماء بل إن البعض قام بتوريث أبنائه قيادة ما يقود وعلى رأس القوم قيادات علمائية تنفخ وتصدح في ميادين الإعتصامات والتغيير دون أن تلتفت إلى نفسها لتقول في أدنى الأحوال : لقد أفل نجمنا وحان وقت التغيير للأكفأ والأجدر لا للإبن والقريب والمُقَرب والأكثر ولاءً .

" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " ؟

شَبُّوا وشاخوا وسيموتون وهم يعضون على مفاصل القيادة بينما هم اليوم يتحدثون عن التغيير والرحيل وهم أيضا مطالبون بالتغيير والرحيل وإفساح المجال لدماء جديدة وقيادات شابة وبتدوير الوظيفة في أدنى الأحوال !!!

فما رأي قادة التغيير ودعاة الرحيل بالتغيير والرحيل ؟؟؟

شعارات وهتافات غير لائقة :

رأت عيناي وسمعت أذناي شعارات وهتافات غاية في البذاءة والسفاهة يرددها بعض المعتصمين والمتظاهرين حتى غزت الأطفال في الحارات والمدارس , ومثل هذه البذاءة والإسفاف لم ترد في قاموس الثورتين التونسية والمصرية وإنما كانت في أحايين تأتي بشيء من الظرافة والدعابة , أما البذاءة والإسفاف فلم نر ولم نسمع شعاراً وهتافاً نالا زعيمين كانا من أسوء الزعامات العربية ومع ذلك كانت الجماهير الهادرة الغاضبة من سياسات قمع الرجلين في ميادين الثورة أكثر رُقياً وتحضُّراً من جماهير يمن الإيمان والحكمة , يجسدون موقف الخصم الشريف لا المُسِف المفلس .

آملاً تغيير هذا الأسلوب السيء , مؤكداً أن النظام اليمني يظهر مع هذه الجزئية أكثر حكمة وحلماً وصبراً وإلا فعواقب ترديد مثل تلك الهتافات وخيمة .

للمشترك الذي حاد وتجنى: -

كنت في اجتماع جمعية علماء اليمن التي أصدرت بياناً بمرجعية النقاط الثمان التي توافق عليها الطرفان وما كان منا إلا أن باركنا هذا الإتفاق ودعونا للإلتزام ببنوده درءاً للفتنة وخروجاً من الأزمة وفوجئنا ببيان المشترك الذي يدعوا علماء الشريعة للتوبة ويتهمهم بأنهم حملة مباخر !!!

لقد تحول المشترك في لحظة إلى مرجعية إسلامية شرعية يفهم الأحكام ويُصدر الفتاوى ويحاكم النوايا !!!.

فعلام التوبة وأنتم من تقدم بالنقاط السبع التي وافق عليها الرئيس وأما الثامنة التي اقترحها وهي وقف الإعتصامات والمظاهرات فالرؤية فيها – وإن خالفت القانون – درء الفتنة وإيقاف الحرائق ووقفها لا يعني الإعتداء على بيضة الإسلام ولن يكون الدين من تجاوز القانون في خطر ؟!

فكيف جاز لكم التطاول على علماء الشريعة وأنتم لا تفقهون من الشريعة شيئاً ؟؟!!

ثم ما هو تأصيلكم الشرعي الذي سوَّغ لكم دعوة العلماء للتوبة ؟؟!!

لا أريد المزيد من الخوض في غمار الردود والمناكفات التي تعمق الهوة وتزيد الشرخ , آهٍ ما أبشع القول الإستكباري العالمي : إذا لم تكن معنا فأنت ضدنا .

آمال :

في عودة الجميع للحوار وتغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح والتعالي على الجراح وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله والعقل والمنطق .

داعياً أن يحفظ الله اليمن وأهل اليمن ومحبي اليمن ويجنبنا جميعاً الفتن ويمكر بالماكرين فإنه أمكر الماكرين وهو حسبنا ونعم الوكيل .

*خطيب الجامع الكبير بالروضة - صنعاء

عدد القراءات : 3940
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
أحمد صقر الحداء
رضي الله عنك يا شيخنا هكذا عرفناك ناصحاً للوطن حريصاً على مصالحه لا تقول إلا الحق حتى لو على نفسك . أنت رجل عظيم ، بكل معنى الكلمة حمى الله الوطن من كل سوء ومكروه أسئل الله أن يحميك يا شيخ حسين