احدث الاخبار

كلكم قذافي، وأولادكم سيف

كلكم قذافي، وأولادكم سيف
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 07-03-2011

رقصت مع الراقصين، وطرت فرحاً مع عشرات آلاف المرحبين بعودة أبي عمار سالماً إلى فلسطين، وذبحنا العجول مع الذابحين ابتهاجاً بعودة الفاتحين، فما أروع الأمل بتحرير الوطن وعودة اللاجئين! وكنت إذا جلست أمام عائد من الخارج أشبك يديّ، وأجلس في أدب، فأنا أمام الثورة الفلسطينية صانعة المجد، ولا قيمة لأمثالي من سكان الأرض المحتلة أمام هؤلاء الأبطال؟ ماذا تساوي عشر سنوات أمضيتها في السجن أمام هؤلاء العمالقة الذي حملوا الثورة على أكتافهم، واعتصروا الصمود دماً طاهراً من قلوبهم؟ يكفيني فخراً أن أتحدث إلى أبطال بيروت، وشهداء صيدا، وشهامة صور، هؤلاء هم أحراش جرش، وضحايا تل الزعتر، وزغاريد الدمع في صبرا وشاتيلا!

ظللت أقطر عرقاً وأنا أحدق في عظمة الرجال العائدين، حتى جاء يوم وسألت عن بطولات أحدهم، فقيل لي: كان في الجزائر طالباً فاشلاً، ولا علاقة له بالمقاومة الفلسطينية. وعندما سألت عن سيرة قائد عسكري آخر؛ قيل لي: إنه أمضى حياته في مصر، ولم يشارك في أي معركة! وعندما سألت: أين هم الذين قاتلوا الإسرائيليين في الساحات؟ قيل لي: لقد استشهدوا! ولا نعرف من أين جاء هؤلاء، انظر إلى هذا القائد العسكري الفلسطيني، إنه برتبة مقدم، ويخدم في سرايا غزة، ووظيفته أن ينظف "الشيشة"، ويحشوها بالتبغ، ويشعل في رأسها النار، ويحملها بين يديه ليقدمها إلى مدير مالي برتبه عميد!

كان ألاف الفلسطينيين يحسبون أن أصحاب الرتب العسكرية، والوظائف العالية منشغلون بالتفكير في تدمير إسرائيل، ولا يرون أنفسهم إلا شهداء، حتى اكتشفوا أن حالهم كحال ملوك ورؤساء العرب؛ الذين حلمنا أنهم سيحاربون إسرائيل حتى تصفيتها، وأنهم سيستردون الأرض المغتصبة، وأنهم في مؤتمرات قمتهم ينشغلون بتحرير فلسطين، وما علينا إلا أن ننتظر القرارات السياسية المزلزلة الصادرة عنهم.

من يتنبه هذا الأيام لتصرفات القذافي، ومن يطلع على تجربة حسني مبارك، وزين العابدين، وغوغائية علي صالح، يكتشف حجم الوهم الذي عاشه المواطن العربي، الذي تأمل من هؤلاء النصر، والحرية، والعدالة، بل ويكتشف أسباب غياب الوطن العربي عن الخارطة السياسية، وضياع مستقبل هذا الأمة.

فما أحوجنا إلى هذه الثورات، التي أمسكت بالمحراث لتقتلع الجذور، ولم تكتف بكنس الوجوه، لأن معظمهم قذافي، وأولادهم سيف يذبح الإسلام والعرب!.

عدد القراءات : 2848
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات