احدث الاخبار

شعب الانتفاضتين متى ينتفض

شعب الانتفاضتين متى ينتفض
اخبار السعيدة - بقلم - احمد عدوان - غزة         التاريخ : 07-03-2011

أجتاح فيروس الثورة الحميد عقول الشعوب العربية وأتلف كل قواعد البيانات التي كانت تدسها أنظمة وحكومات ومؤسسات عربية مارست أقسي أنواع الاضطهاد الفكري والنفسي عنوة علي عقول شعوبهم المكبلة، وانقلبوا أخيراً وبقدرة قادر إلي ثوار أحبطوا محاولة تركعيهم وتطويعهم كالنعاج الذاهبة إلي السلخانة بفضل ذلك الفيروس الثوري الحميد

أنتفض الشعب التونسي وحققت ثورته نسبة لا بأس بها من النجاح علي أرض الواقع رغم أن الطريق لا زال غير ممهداً لاستقرار الديمقراطية التي يريد أن ينعم بها ويستشعرها علي أرض الواقع إلا أن ذلك هو بداية الطريق كان أولها إسقاط رأس الطاغية عن سدة الحكم

وعلي غرار الانتفاضة التونسية المجيدة ثار أخواننا في مصر وقلبوا سدة الحكم البوليسية التي كانت تحكم بالحديد والنار وترهيب الناس وتديرها بقانون الطوارئ وبالرغم من أن الناس في مصر لا زالت لا تصدق النجاحات التي وصولوا إليها إلا أنهم أيضا لا زالوا في منتصف الطريق أن لم يكونوا لم يبلغوا الشوط الأول للوصول إلي مطالبهم التي انتفضوا من اجلها

وبين ذلك وذاك كانت هناك أصواتاً ترجع فضل الصحوة المصرية وثورتهم المليونية الجارفة إلي ما رأوه وتأثروا به من مشاهدة شباب تونس و مفجر ثورتهم (ال بو عزيزي) يحرق نفسه بسبب الظلم والكبت الذي عانوه والذي يجتمع عليه الشعبان المصري والتونسي أن لم يكن كل الشعوب العربية التي يحكمها أنظمة مستبدة كما تلك البائدة

لكن من يتابع ويدقق في الأمر فان ثوار تونس كانوا ينسبون الفضل في ثورتهم وعنفوانها وحضاريتها إلي الشعب الفلسطيني الذي مارس كل أنواع الانتفاضات علي الظلم والاحتلال ورفض أن يسلم أو يهادن أو أن يتنازل عن حبه من تراب فلسطين حتى ولو حلقت طائرات ال f 16 وطوقت الدبابات القرى والمنازل وقصفت المدن بالفسفور الأبيض وقتل كل من فيها عن بكرة أبيهم إلا أن الكرامة فوق الجميع وتهون الدماء رخيصة أمام القيم العليا

نعم هذا هو الشعب الفلسطيني المعلم والمدرسة الشاملة الكاملة لكل الانتفاضات والثورات السلمية والغير سلمية، وقورن اسم الفلسطيني باسم الثورة والثوار وأصبح شعاراً ومنهاج حياة يشهد فيها وبصدقها القاصي والداني

لكن أين هو الشعب الفلسطيني الآن من تلك الثورات والانتفاضات المحيطة به والتي تحتك احتكاكا حثيثا بما أفرزه ثوار فلسطين طوال سنين نضالهم ليضعوا خلاصة جهودهم إلي أشقائهم العرب من رفض الظلم والهوان والاستسلام، أين انتم الآن ونحن نري فريق لا زال يبيع ويهادن ويتنازل ويفرط في المقدسات وعودة اللاجئين ولا زال هناك طمع في لقاءات وعودة المفاوضات مع احتلال يسحق الفلسطينيين

أين ونحن نسمع ليل نهار فضائح بالمستندات والأدلة القاطعة عن انبطاحهم وأخرها وثائق الجزيرة التي كان من ثمارها أن أطاحت بصائب عريقات وها نحن اليوم نتناول تقرير (رويترز) يكشف عن فوز شركات يديرها أبناء عباس بعقود من الحكومة الأمريكية، لإصلاح طرق، وتحسين صورة الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية.

أن ثمار الثورة جعلت من قذافي ليبيا الذي قذف أهلها بالصواريخ وخرج عليهم بالطائرات عندما أرادوا الكرامة والعزة أن أسقطته من برجه العاجي فيصرف قروضاً للناس دون فؤاد ويأمر بإصلاحات وان ينزل الناس ليسهروا ويرقصوا في الميادين مجرد أن الشعب قد استفاق وطالب بأبسط حقوقه المشروعة تهاوي كل الطغاة وعن قريب لن يكون لهم مكان سوي مزابل التاريخ التي امتلاءات وفاضت لكنها كالنار تطلب هل من مزيد

أخيرا إلي أخواننا في الداخل الذين يطالبون من ثوار مصر أن يتنعموا عليهم بنسائم ونفحات الحرية التي ما زال هناك حشرجات في صدورهم وفي ممرات قصبتهم الهوائية السياسة بعد هم في أحوج الوقت ليرتبوا صفهم الداخلي وأوراقهم المبعثرة ولا زال الطريق والمشوار طويل عليهم فلننتفض نحن فهو الأولي والأحق فالعدو من أمامنا والثوار في مصر وكل الشعوب العربية من خلفنا ولن يتركم الله أعمالكم

عدد القراءات : 2246
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات