احدث الاخبار

هذيان أخير

هذيان أخير
اخبار السعيدة - بقلم - جمال أنعم         التاريخ : 05-03-2011

لُعَبُ الرئيسُ تَتحطَّمُ اليوم، تحريكُ الدُّمَى لن يُنقذَ العَرضَ الأخير، تغيير المحافظين لن يحافظَ عليه، لم يَعُد مُهمًّا ما يقولُه ويفعلُه، لا وقتَ للشكليات، فات وقتُ الاستدراكاتِ، لا اعتذارات مجدية، قرَّرتِ اليمنُ الاعتذارَ لنفسها عن 33 عاماً من الإساءة، قرَّرت تنحيةَ خزيها المُلازم، وإسقاط فضيحتها المهيمنة. في خطاباتِ ما قبل الرَّحيل يتجاوزُ صالحُ نُظراءهُ الذَّاهبينَ، يخطبُ الرجلُ يومياً بإسرافٍ وتوتُّرٍ مُحتشداً بكُلِّيّته في الدِّفاعِ عن نفسهِ كمخذولٍ وحيدٍ، يخطبُ في مهبِّ العاصفة، يخطبُ في شعبٍ ما عاد يسمعُ سوى صوته الهادر الغضوب،ما عاد يَرى سوى صُورتِه المهيبة، تُشعُّ بجلالٍ في كل الساحاتِ والميادين.

شعبٌ رأى نفسَهُ بما يكفي؛ لكي يراه العالَمُ، ليَلبَسَ الحاكمُ ما شاءَ من نظَّاراتٍ،وليُلَبِّسَ كيف يشاءُ.

سقطت معادلة الحمق، استعادَ الشعبُ حكمهُ، هو من يعترف وينكر، هو من يريد ويختارُ.

يحتشدُ الوطنُ كلّهُ اليوم لإسقاطِ عقودٍ من الإنكارِ وعدم الاعتراف، عقود من الانتقاص والتبخيسِ، كاد يختفي فيها خلفَ الرئيسِ ونظامِه، صورةً وصوتاً، مظهراً وجوهراً.

اليومَ يُعلن اليمنيونَ عن أنفسهِم كوجود غيرُ قابلٍ للحجبِ أو الإخفاءِ، يَبدُو الرئيسُ منهكاً، ممتقعَ الوجهِ، « إرحل « تطاردهُ ليلَ نهارَ، تسكنُ لغتهُ الوَجِلةُ.

يفترشُ المحتجُّونَ قلبهُ وعقلهُ، يذهبونَ بهِ نحوَ الجنونَ، قالَ عنهم: مستأجرون، مدفوعٌ لهم، فاركاً سبَّابَتهُ وإِبهامَهُ كإشارةٍ لعدِّ النقودِ، الرجلُ لا يفهمُ إلاَّ لغةَ البيعِ والشراءِ، ينسى أن الكرامةَ لا تشترى، وأن الحرِّيةَ لا تباعَ، اعتادَ التعاملَ مع أُناسٍ قابلين للاستخدام، ممن اعتاشوا على بيعِ أَرواحهِم، واستسهلوا التضحيةَ بها بدلاً من التضحيةِ لأجلها.

شنُّ الحملاتِ يحتاجُ «شُويَّة» عقل، إختراعُ أكاذيبَ قابلة للهضم، وإلاّ فأنت تروِّج لجنونِك، تفضحُ نفسكَ، « غُرفةُ عمليَّاتٍِ في تَلِّ أَبيبٍ وتُدارَ من البيت الأبيض»، يا للهولُ، حزب «كَادِيمَا» يريدُ إسقاطَ الرئيسَ خوفاً من أن يكتسحَ الانتخاباتِ الرئاسيةَ الإسرائيليةَ القادمة،

« البيتُ الأَبيضُ » لليومِ الأسودِ فزَّاعةٌ مندوفةٌ بصميلٍ هرطقة ليس بمقدورِ أحمد الصوفيّ عقلنتها بكلّ حذلقته وتذاكيه.

يقدمُ الصوفيّ خدماتَه كسكرتير إعلامي للرئيس بنفسيّة زاحفٍ جديدٍ تباغتهُ العقوبةُ في مبتدأ الإثمِ.

 سنرتّبُ للصوفيِّ فضاءاً يتسعُ لعقلهِ الكبير كي يُقنِعنَا بوجود مؤامرة دولية تستهدف صالح ونظامه.

لا نحتاج الخارجَ كي يُحرِّكنا، تكفَّل الرئيسُ وحزبُهُ بهذا الدور، وتتولى اليمنُ إسقاط هذه المؤامرة.

لِيستَغلَّ الرئيسُ ما تبقى في إفراغ جِرابهِ؛ لِيُخرجَ كلَّ يومٍ فزَّاعةٌ، بلغَ العرضُ الهزليُّ نهايتَهُ، غداً نُسدِلُ الستارَ

Gamal-anam@yahoo.com

عدد القراءات : 2315
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات