احدث الاخبار

تعددت وسائل القمع.. والنهاية "التنحى"

تعددت وسائل القمع.. والنهاية
اخبار السعيدة - بقلم - علي خليل         التاريخ : 04-03-2011

يبدو أن نار الثورة على الحكام العرب أخذت تتمكن من الهشيم، فبعد شرارة البداية التى أطلقها محمد البوعزيزى من تونس وتخطت للإطاحة بنظام الرئيس حسنى مبارك "المخلوع" فى مصر، وما تم خلالهما من أحداث قمع وقتل للمتظاهرين، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك فشل كل هذه الأساليب القذرة، وأن الشعوب العربية ملت وضاقت ذرعاً بحكومات بلادهم التى استنزفت خيراتهم لحفنة بعينها من الشعب.

تشابهت أساليب قمع المظاهرات كثيراً بين مصر وتونس بدءاً بقطع الإنترنت وفصل الاتصالات واستخدام الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطى، وانتهاءً باستخدام الرصاص الحى، لكن اختلف الحال فى المظاهرات الليبية التى طالبت برحيل القذافى، فاستخدم الطائرات الحربية التى قصفت المحتجين بالقنابل والصواريخ، وأظن أنه لو يمتلك سلاحاً نووياً ما تراجع للحظة عن استخدامه، وهذا ليس بمستبعد عن حاكم استغل شعبه لأكثر من أربعة عقود.

أسلوب الرئيس اليمنى على عبد الله صالح لم يختلف كثيراً عن أسلوب القذافى، إلا فى "الوقاحة"، حين صرح بأنه سيقطع الأعضاء التناسلية لمعارضيه، كما أنه استخدم الرصاص الحى فى قمع المظاهرات والاعتصامات منذ يومها الأول، وأطلق وابلاً من الرصاص على المتظاهرين "سلمياً"، كما بلغ عنف سلطات الأمن اليمنية مداه ضد الصحفيين المطالبين بنظام ديمقراطى صحيح وضرورة إجراء إصلاحات سياسية هامة وإطلاق حرية الرأى والتعبير.

الحكام العرب لم يستوعبوا الدرس حتى الآن، مع أنه جلى لكل ذى نظر، لكن حب السلطة أعمى بصرهم وبصيرتهم، وهوى الكرسى سيطر على كل حواسهم وأفعالهم، فاستخدموا كل ما أوتوا من قوة لفض المظاهرات وتفريق المحتجين، وكأنهم يعتدون على أعراضهم، بل وصل بهم الحال أن يأمروا الشعب بضرب نفسه عن طريق الجيش، فكانت القوات المسلحة المصرية ومن قبلها التونسية فى صف المواطنين، لكن يبدو أن الجيش فى ليبيا كان له رأى آخر، وظهر الانقسام واضحاً بين صفوفه، فهناك من رفض وهناك من وافق، وقامت الطائرات الحربية بقصف المدنيين المطالبين بحقوقهم، لكن النصرة فى النهاية للشعب، إن عاجلاً أم آجلاً.

"الغباء" سمة يتميز بها معظم الطواغيت الذين يحكمون الأقطار العربية، فتشعر كأنهم مجموعة من التلاميذ الفشلة "يغشون" من بعضهم فى ورقة امتحان، فتجدهم جميعاً يسيرون على نفس الدرب، ونفس الخطوات، ونفس الأساليب، التى فشلت فشلاً ذريعاً، وعندما يحاول أحدهم التجديد فى أسلوبه لمواجهة احتجاجات شعبه، يثبت أنه أكثر غباءً، فـ"الغباء" هو التهمة الأولى التى يجب أن يحاكم بها الحكام العرب، فلم يرتقِ أى منهم لفهم شعبه، وما يطمح إليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية، وجميعهم فى الغباء "سواء".

فليتعظ باقى الحكام العرب، سواء الذين بدأت فى بلادهم الاحتجاجات، مثل اليمن والجزائر والبحرين والمغرب، أو التى لم تبدأ بها المظاهرات بعد، وليقدموا هم على التغيير، الذى يرضى الشعوب، وأمامهم فرصة ذهبية لتسجيل أسمائهم بحروف من ذهب بدلاً من تسجيلها فى مزبلة التاريخ، فعندما تبدأ المظاهرات لا يكون أمامهم غير لقب واحد "الرئيس المخلوع"، وأتمنى أن أرى اليوم الذى يعلن فيه أحد الحكام العرب إقالة حكومته وتغيير الدستور وتنحيه عن السلطة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، لكن يبدو أنه "حلم" يراودنى، وكما قيل "الكل فى هوى الكرسى قيس".

المصدر : نقلا عن اليوم السابع المصرية
عدد القراءات : 2205
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات