احدث الاخبار

لهذا الحديدة غاضبة فخامة الرئيس

لهذا الحديدة غاضبة فخامة الرئيس
اخبار السعيدة - بقلم - محمد حسين النظاري*         التاريخ : 02-03-2011

• من منا لا يعرف محافظة الحديدة , تلك التي تطل على ضفاف البحر الأحمر ممتدة من شواطئ اللحية إلى الخوخة , ونظرا لطول شاطئها فهي تمد بقية محافظات الوطن بقدر كبير من الثروة السمكية , ناهيك عن ميناء الحديدة الذي كان قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22مايو1990م , الميناء الرئيسي الذي كان متنفس ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية , كما أن الحديدة تتميز بسهلها وخصوبة أراضيها وهو ما جعلها تسمى سلة اليمن الزراعية ’ فهي تغطي 40 من احتياجات سكان اليمن من الموارد الزراعية الغذائية , فيما تبقى بعض المناطق الأخرى في الوطن مناطقها لزراعة القات مما لا يستفاد منه غذائيا , كما ترتكز الحديدة على موروث ثقافي وحضاري واثري , فهي تحتضن مدن تاريخية كمدينة زبيد , وهي إحدى بوابات العلم منذ فجر الإسلام ومدينة اللحية , ولا تقتصر الحديدة فقط على السهل والبحر , بل للجبل والغابات نصيب لا بأس به من تضاريسها , فهي تستقبل الآلاف الزائرين لمنطقة برع وهي إحدى أهم المحميات الطبيعية في منطقة الجزيرة العربية , بالإضافة إلى جبل راس , كل ذلك جعل من الحديدة منطقة فريدة بمختلف مقوماتها , ولهذا فالمتأمل لما تمتلكه هذه المحافظة الواعدة بالخيرات سيعتقد بأنها تستقطب بالتوازي لخدمات تنموية كبيرة.

• صحيح إن مدينة الحديدة استفادت من احتضانها لإعادة الوحدة المجيدة عام 2006 م , ونتج عن ذلك كم معتبر من المشاريع في الطرقات والكهرباء وتزيين المدينة وإظهارها بثوب قشيب وإقامة ساحة العروض , إلا أن ذلك لم يلمسه المواطن البسيط الذي لا يحتاج إلا لعمل قار يوفر له ولأسرته حياة كريمة في حدودها الدنيا , فشباب الحديدة يتحسرون وهم يرون اكبر المصانع في بلادهم تقع في محافظتهم , ومع هذا لا يجدون موطئ قدم لهم مما يزيد من معاناتهم , خصوصا أنهم يشاهدون رجال الأعمال , يقيمون المشاريع والمصانع ويوظفون فيها ممن ينتمون إلى محافظاتهم , وكلامي هذا ليس بداعي المناطقية فكلنا أبناء وطن واحد ولكن بدافع الإنصاف , فعلى سبيل المثال تصوروا بأن منتجع حديقة حديدة لاند لا يوجد به أي عامل من الحديدة بل جميعهم من محافظة المستثمر الذي اعطئّ له المنتجع , ليس هذا فحسب مكتب وزارة الشباب والرياضة لا يحتوي على أي موظف من الحديدة وقد كنت الوحيد من مواليد المحافظة المنتمين إليه , وقس على ذلك لكثير من المرافق التي يتم احتكارها على أبناء المحافظة التي ينتمي إليها القائم عليها , وهذا ليس توجه الدولة ولكنه من أفعال أولئك المدراء الذين مازالوا جاثمين على صدر المحافظة منذ أكثر من 15 عام , ويبقى شباب الحديدة يكدحون طوال اليوم على الموترات لإعالة أسرهم في عز الحرارة الملتهبة , وغيرهم يغرق في خيرات المحافظة, افليس هذا مدعاة لغضب سكان الحديدة .

• تصوروا بأن محافظة الحديدة تحتوي على جامعة قديمة في التأسيس لم تستطع أن تفتتح كلية للزراعة أو للعلوم الزراعية أو للسماد حتى , كما أنها تحتوي على أقدم كلية للتربية الرياضية , لم تفتح الباب للحصول على الماجستير في هذا المجال ليوفر عليها وعلى الدولة الكثير من المنح وسبقها في ذلك قسم للتربية الرياضية في جامعة عدن , تظل مساق الماجستير في جامعة الحديدة متوقفا على اللغة الانجليزية , فيما محافظات بها جامعات أتت بعدها لها من مساقات الدكتوراه الشيء الكثير , واعتقد بأنه بدل أن تبني الجامعة لقاعة كبرى بمبلغ مليار وسبعمائة مليون , كان الأجدى

أن تسّخر في دعم كليات علمية بعد أن أصبحت كلياتها معظمها علوم إنسانية , وهو ما يصعب الأمر على شباب المحافظة الراغبين في الولوج للكليات العلمية , وبدل أن تقام في زبيد كلية للدراسات الإسلامية والشرعية تم استنساخ كلية للتربية فقط, أفلا يرفع هذا من نسبة الغضب في الحديدة .

• الكهرباء والمياه والمجاري أم المشاكل في الحديدة , فتصوروا مدير للكهرباء يظل لأكثر من عشر سنوات ليذيق أهلها الأمّرين , فيصل به الحال لان يفصل التيار عن حارات بأكملها ليس لساعات بل لأيام وما حارة المطراق عن ذلك ببعيد , وقام بمعاقبة جماعية لأهالي بعض الحارات كالحوك واليمن وألغى أعمدة الكهرباء وجعل الكابلات مدفونة تحت الأرض , وتم التبليط عليها بمعنى انه كلما استجدت مشكلة قام الخبراء بتكسير البلاط , وأقدم على وضع حضانات جماعية للعدادات في صناديق جماعية تبعد عن منزل الشخص بعشرات الأمتار , فلا يعرف احد مقدار استهلاكه , بل لا يقوم القارئ بفتح تلك الصناديق إلا في فترات متباعدة , ورغم أني في الجزائر إلا أني حريص على تسديد الفواتير وأفاجئ بإخباري بأن القارئ لم يقم بفتح الصندوق منذ ستة أشهر , وتنزل الفواتير بحسب تقديرات شخصية من قبل السيد مدير صندوق العدادات , كما أن الحديدة نظرا لحرارة جوها تستحق تعرفة مخفضة للكهرباء, ولا نتكلم عن المجاري فحارة الحوك السفلى والعليا وغليل وهي تستقطب اكبر عدد من سكان المدينة تعيش بين مستنقعات المجاري بل تدخل المجاري إلى البيوت في الحوك السفلى لأنهم رفعوا حد الشارع عن مستوى البيوت ليصبح الأهالي ساكنين في بدرومات , انه حال يجعل الغضب يصل لكل فرد في الحديدة .

• أراضي ومساكن الرئيس الصالح التي أمر بها الرئيس للشباب , لم ينل منها احد إلا بمقدار معرفته وقرابته بموزعي تلك الأراضي , وأريد أن يقوم مكتب الأراضي بنشر أسماء الشباب في محافظة الحديدة والذين استفادوا منها لم نجد إلا النذر اليسير , ليس هذا فحسب بل إن نهب الأراضي وصل لمستوى لا يعقل فأنا من مؤسسي الجمعية السكنية لمكتب الشباب والرياضة , ومع هذا تم اغتصاب أرضيتي ومنحت لأشخاص لا يعرفهم سوى مدير مكتب الشباب ومكتب الأراضي , وأنا احد شباب الحديدة, وقد رفعت شكوى لنيابة أموال الحديدة إلا أن إقامتي في الجزائر حال دون متابعة القضية , ولا يسقط

حق وراءه مطالب , ولم أورد هذا المثال إلا لأوضح بأن ظلم المتحكمين والنافذين في الحديدة يطال الجميع من شبابها , وأنا هنا لا احمل الجهات العليا إلا لإبقائها على هؤلاء لفترات زمنية طويلة استمرئوا فيها هضم الحقوق , ثم يأتي ليسأل لما يغضب أهالي الحديدة .

• التعليم في الحديدة في وضع خطير , فرغم أن الحديدة هي الثانية على مستوى الجمهورية , وبالتالي فنسبة المتمدرسين فيها يجب أن تكون عاليه , إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن اكبر نسبة من الأمية تقع فيها , هذا بالإضافة إلى النسبة العالية للتسرب من التعليم ليس للفتيات فقط بل للذكور أيضا فما يزيد عن مأتي ألف من الذين يفترض بهم أن يكونوا في المدرسة هم خارجها , بمعنى أنهم في الشارع , وهو ما يسهل اندماجهم في الجريمة المنظمة أو خطر انجرارهم في الانضمام إلى جماعات مشبوهة , إن هذا أمر يدعوا إلى الحسرة , ويجعل من الواجب تقصى الحقائق , لان الجهل هو آفة كل آفة .

• الحديدة ورغم أنها من أوائل المحافظات اليمنية التي عرفت كرة القدم , مازالت المشاريع الرياضية متعثرة فيها و بما يوحي بأنه لن تقوم لها قائمة , فهي ما زالت محرومة من ملعب بمواصفات دولية , أسوة بمناطق أخرى لا تعرف كرة القدم وبها ملعب على احدث المواصفات , المتنفسات الرياضية بالحديدة لا تواكب إطلاقا تعدادها الكبير , فشباب المحافظة يناشدون الأخ الرئيس التسريع بالإستاد الدولي والصالة المغلقة , ويناشدونه في إقامة مسبح اولمبي أو حتى شبه اولمبي , فالبنية الرياضية في الحديدة وان خطت خطوات أفضل مما كانت عليه قبل عشر سنوات وكلها أقيمت في عهد

المحافظ محمد صالح شملان الذي شهدت في عهده المحافظة الكثير من الانجازات وهو ما لم يحصل في عهدة غيره من المحافظين, إلا أنها تبقى قليلة ولا تفي بالغرض , فالملاعب هي وحدها المتنفس التي يجد فيها شباب المحافظة فيها ضالتهم , فهم يحققون أعلى المراتب على مستوى الجمهورية رغم البنية الرياضية القليلة جدا .

• فخامة الرئيس هذا جزء يسير مما يعانيه أبناء هذا المحافظة , وأنت على يقين بأن ولائهم رغم ما يعانونه هو للوطن , فهم في طليعة المدافعين عن الوحدة , ومن أوائل المحبين لك كيف لا وأصواتهم في الانتخابات الرئاسية هي من أعلى الأصوات على مستوى الجمهورية , وذلك ليقينهم بأنك مرشحهم الوحيد , وهم معك لإكمال فترتك الدستورية من اجل أن تشرع للانتقال السلمي للسلطة وهو النهج الذي اخترته للشعب منذ اللحظات الأولى توليد مقاليد الحكم وهم يثّمنون انحيازكم لمصلحة الوطن وتقديمكم لمختلف التنازلات من اجل أن تبحر سفينة الجمهورية اليمنية نحو مرفأ الأمان,

ولهذا فهم يتمنون منك إعطاء المزيد من الاهتمام للحديدة وساكنيها , غير مرة وصفتها بمدينة السلام وهي كذلك , وأكثر من مرة وصفت أهلها بالطيبين , فهم ينادون فيكم الرئيس الإنسان , لتخليصها من الفاسدين والناهبين والغاصبين , من الذين كانوا سببا لحرمانها من كثير من الخدمات بسبب تنفيذ مصالحهم الذاتية فقط , فخامة الرئيس أن من يلعبون بعواطف سكان الحديدة الطيبين يلعبون على تلك الأوتار , ولكي لا يقع شبابها فريسة للفوضى و وفي أيدي من لا يردون الخير للوطن , فنناشدكم الإسراع بمعالجة جميع تلك الاختلالات .

 

*باحث دكتوراه بالجزائر

Mnadhary@yahoo.com

عدد القراءات : 2712
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات