احدث الاخبار

كلمات من القلب .. الى شباب اليمن الثائر

كلمات من القلب .. الى شباب اليمن الثائر
اخبار السعيدة - بقلم - سند محمد*         التاريخ : 02-03-2011

أجد نفسي ابدأ  بالرسالة الهامة التي وجهها المؤتمر العربي العام لدعم الثورات الشعبية اليمنية والذي انعقد في بيروت خلال الأيام القليلة الماضية .. حيث اثبت قادة وشخصيات ومنضرين الحياة السياسية العربية مدى قربهم من المجتمع اليمني وقدرتهم على التعاطي مع همومه وقضاياه وطموحاته .. والأخطار المحدقة بوحدة ترابه وتكوينات مجتمعه بخصوصية لا تتوفر في كل المجتمعات العربية الشقيقة ، وأن تشابهت الطموحات والغايات.

لقد ركز مؤتمر دعم الثورات الشعبية العربية – وهو المؤتمر الداعي إلى ثورة الشعوب على الأنظمة – ركز على ضرورة أن ينتهج اليمنيون الحوار العميق – الحوار الكفيل بالحفاظ على مكتسبات البلاد ودم اليمنيين مقابل النهوض بالتجربة الديمقراطية وانتشالها من براثن الموروثات والتراكمات السلبية التي طغت على مسارها و أثرت بشكل كبير في تطلعات الشباب اليمني إلى مستقبل أكثر تفاؤلا و كرامة.

الشباب اليمني الثائر كان محور الرسالة باعتباره حاضر ومستقبل اليمن ، أولئك الشباب الذين خرجوا بنوايا صافية ونقية يحملون اليمن بين جوانحهم دون أي انتماءات أو ولاءات ضيقة لحزب أو فئة أو شخص ..بقدر ما اجتمعوا طامحين برسم مستقبل أفضل لهم ولأقرانهم من شباب اليمن وأجياله القادمة.

إني لأجد نفسي منهم واليهم أنتمي ، ويحز في نفسي أن أرى من يحاول أن يسرق منهم مستقبلهم و جهدهم في محاولات للتحدث باسمهم أو الاستقواء على حسابهم .. أو حتى التغرير بانتمائه إليهم.

يا شباب اليمن الثوار على أتربة وغبار الحياة السياسية المثخنة بالمصالح والمطامع التي شوهت ملامحها القبيلة والاحتقانات وتصفية الحسابات والقمار السياسي، فأصبحت شخصياتها في عيونكم صغيرة ولا تتواكب مع همكم الكبير وطموحاتكم الكبيرة.

أليس من الأجدى بنا ان نلتزم الفضيلة التي لا مزايدات ولا مطامع ولا مشككين يجرؤوا  ان يقولوا إن الالتزام فيها ضعف أو جبن أو خوف .. أو حتى تمييع لقضايانا ومطالبنا.

وهل الحوار إلا فضيلة وأسمى فضيلة .. به نوصل صوتنا و نحصد عزمنا و نقنع بحججنا القوية دون قطرة دم تراق أو فوضى تعم أو مطامع ومؤامرات تتكالب على جمعنا وتسعى لزرع بذور الفتنة في تكوينتنا..

عن طريق الحوار يمكن الحفاظ على الحقوق والمصالح حيث إن الحوار هو الأداة الرئيسية في التفاوض في جميع المجالات على المستويات كافة .

الحوار وسيلة للإصلاح بين الناس وإشاعة روح الحب والود بما يحقق قوة المجتمع وتماسكه ويضمن السلام والأمن الاجتماعي من خلال تقريب وجهات النظر والتفاهم والتنسيق المشترك .

وإذا كان الحوار ضرورة فان الرفق فيه ضرورة أشد حتى يستمر الحوار ذاته، إن الحوار بالتلطف والهدوء من الأشياء التي تفتح مغاليق النفوس وتفعل فيها فعل السحر؛

يكذب ويجازف من يقول أننا في اليمن قادرون على تكرار تجربة تونس أو مصر بنفس النهج و السيناريوهات و الخسائر واثق في ان كل شاب يمني تملك الوعي والبعد والعقلانية يشاطرني الفكرة والقلق.

ما يجري الآن دليل إضافي على ذلك .. والسيناريوهات تكاد تتضح معالمها من هذه اللحظة .. سيناريوهات لا نملك السيطرة على فصولها واحتواء نهايتها بقالب فرائحي مريح.

في اليمن الغالية .. ثمة من يغتال النهايات الجميلة ومن يقتل العزم والعزيمة ، من الداخل أو الخارج – ليس في عصرنا هذا وحسب ، وادعوكم إلى العودة إلى مراحل وحقب من تاريخ اليمن القديم والمعاصر..

ان نقطة ضعف الثورات الشبابية هو انها ليس لها قيادة .. وحين تضيع القيادة الواحدة فان القوى تتكالب عليها ويصبح  مصير الثورات الفشل .. والفشل الذريع ..

قوى ثوراتنا تضيع ملامحها في أتون القوى المتربصة بثوراتنا .. ومشاريعنا الحداثية قد تقتل في ليلة ظلما وترمى بتهمة جاهزة.

بقدر ما انتم قوة الأمة وعنفوانها وروحها النابضة بهدير التغيير  يا شباب اليمن .. فاني اخشى عليكم من كواليس السياسة العفنة وما يدار في أروقتها من مصالح ، تدفع بكم حطباً .. ثم ترميكم رمادا .. بعد ان تنضج الطبخة.

القرار الان في ايديكم .. تنكروا من كل الحزبيين الذين ركبوا معكم الموجة .. الفظوهم .. فقد لفظتهم الحياة السياسية مرارا وتكرارا .. واتوا ليلتصقوا بكم لحظة الاحتضار على امل ان تعود بكم أرواحهم.

لا تدعوا ثورتكم مجرد شعارات وهتافات يصعد بها الاخرون ليختلقوا العنف والفوضى عليكم أو على حسابكم.. انشئوا لكم تكوينا تنظيميا قويا وصلبا اعمدته انتم ..من نخبتكم الذين تتفقون عليهم .. انشئوا لنا تنظيم المستقبل ..

بكل تاكيد لن تغيروا واقعا في شتات الشوارع وتباين أهلها .. وان أسقطتم نظاما فستضلوا شتاتا ..دون هوية ..

تكتلوا حول أنفسكم وكونوا صوتا واحدا .. للحوار مع الحاكم كقوة سياسية بديلة لتلك العينات الهزيلة المفضوحة بحاضرها وماضيها .. ادخلوا كقوة سياسية صلبة ومتماسكة إلى الحوار ، تبرءوا من كل رجس مناطقي او مذهبي او حزبي عتيق .. لا تدعوا الخارج ينفذ اليكم مهما وآيا كان .. ..وانتزعوا  ما يمكن من سلطات وحقوق تحت مظلة الحوار .. الفضيلة. وحينئذ سينظم إليكم كل الشرفاء والغيورين على الوطن  وما أكثرهم.

*رئيس تحرير حشد نت

عدد القراءات : 2996
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات