احدث الاخبار

المسؤولية وعود الثقاب الأخير !

المسؤولية وعود الثقاب الأخير !
اخبار السعيدة - بقلم - عمر سعيد العمودي         التاريخ : 01-03-2011

عجبت ممن يتهافتون على المناصب والمسؤوليات ، وكان عجبي أعظم لأناس يحثون الخطى نحوها وهم ليسوا بأهل لها ، بل وعجبت أيضاً لأناس تعترض طريقهم صنوف من الازدراء والتحقير ولم يفت ذاك من عضدهم شئ نحو القمة وبأي ثمن ، وخلت نفسي الأمر بعود الثقاب الأخير في يوم عاصف ممطر وشديد السواد ، ولم يتبق من علبة الكبريت سوى هذا العود الفريد ، به يصير الدفء والضياء والنور والطعام ، ومن دونه جوع وظلمة وبرد قارس قاتل . إن المؤمن الحصيف من انتظر قليلا بل وأوجد الأسباب لبقاء هذا العود مشتعلاً ، أجل انتظر لحظات هدوء العاصفة ، يضع حاجزا دون الريح والمطر ويسعى في إيجاد الحطب والقش القابل بل والسريع الاشتعال وكان همه في ذلك عظيم . وأما الآخر فلم يعر لأي أمر اهتمام ومن هنا بدأ يخون الأمة ، فيشعل العود في أي ظرف كان ووقف الناس حواليه في ظلام دامس فأخذ يسطو وينهب ويغش ويتحايل ويكذب في وسط الظلام الذي أوجده فغاب عن الناس الضياء والنور وازدادوا جوعاً . وهانحن اليوم نرى كيف أصبح حال الأمة بينما استأثر هذا النفر بالمسؤولية وكان همهم الذات .

إن الإبداع وتفجير الطاقات الكامنة لدى الأمة وفي مختلف المجالات لبناء الوطن والإنسان وبالتالي رقيّه وتطوره لمواكبة العالم وما يدور حوله وفيه من تغيرات وأحداث يتطلب قادة ( زعماء ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، قادة يأخذون بزمام المبادرة وينزلون إلى الشوارع والمدارس والمعاهد والجامعات ومراكز البحوث المختلفة ويوفرون كل سبل التعلم والتعليم ويديرون بأيديهم عجلات المصانع والمعامل والورش .

فنحن أمة قادرة على إعادة كتابة التاريخ ... أمة قادرة على النهوض والعطاء

 أليس معيباً أن نستورد الأعواد لتنظيف أسناننا . أجل ... إن للشعوب العظيمة قادة عظام أخذوا بأيديهم إلى مراتب العلو والرفعة ، إلى التطور والرقي والازدهار ، فهل نجد بيننا من هو أهل لذلك ؟

سؤال يلح الإجابة في هذا الأوان

وفي الختام يقول الشاعر الكبير حسن برجف العكبري :

موعود أن الذرة تحاسب كل فيل .... عادك صبر ملا تقع حرية

ما العذر ماتشوف على الخزنة وكيل .... وتشوف صرف القرش والربية

عدد القراءات : 3911
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات